لذا كان من المحتم استغلال المعطيات والاغراءات التي تقدمها الشبكة العنكبوتية للانفتاح على التعاطي مع هذه التكنولوجيا الرائدة ..والاستفادة من الفرص التي تطرحها تجربة المدونات كحركة مبشرة بنهضة ثقافية واعدة لها فرص حقيقية للتأثير على الرأي العام و المجتمع لارتفاع سقف الحرية وسهولة الوصول الى الجمهور المتلقي.
ولا نتملق احداً..ولسنا مضطرين.. اذا اشدنا بالمستوى الراقي الذي تمثله مدونات ايلاف من حيث الخدمات و نوعية "بعض" الكتاب الكرام ومواضيعهم المتفردة التي تدل على التمرس وطول الباع في التدوين والكتابة الصحفية وتسلح اغلبهم بخبرات متراكمة في الصحافة الالكترونية والورقية مما يحتم على اي كاتب ان يحس بالفخر لورود اسمه في قائمة واحدة مع هؤلاء الكتاب.
وبالرغم من الاتفاق الواسع على اهمية ما تقدمه الثورة التقنية من امكانات و فرص وآفاق جديدة تخدم المعرفة الكونية والعلم والتطور الحضاري إلا أنه يجب الاشارة الىً أنها تفرض في الوقت عينه على المجتمع الإنساني تحديات جديدة تمثل خطراً حقيقياً على المبادىء الأخلاقية والقيم الفلسفية الإنسانية للمجتمع والتي من أهم مفرداتها:الصدق ..والاحترام ..والاخلاص..والمسؤولية..والحياء..والمروءة..والشرف..والكرامة..والعزة والإرادة.
وبالرغم من أن التكنولوجيا لا تحمل بصورة مستقلة وعلى سبيل الانفراد عناصر الخير والشر..وإنما هي وسيلة وأداة يمكن توظيفها حسب اخلاقيات المستخدم سلباً او ايجاباً..مما يطرح امكانية تقديم وسيلة لبعض المتعطلين من التمترس خلف لوحة مفاتيح واسماء مستعارة غالباً ما يتم تفخيمها لتعويض شيء ما لسنا بصدد تقييمه..لممارسة فن تقيء بعض الالفاظ الخادشة للحياء العام والأخلاق دون اعتبار لتأثيرها الواسع النطاق على المجتمع بسبب العلنية التي تتصف بها المدونات كشرط من شروط حريتها. ومستغلين الهامش الواسع من الشفافية التي توفرها ادارة المدونات والتي تنعكس على المجتمع المتلقي بإيجابيات عدة تجمع بين الإصلاح والتوعية والارتقاء افقياً بالفكر والثقافة والاشغال الممنهج للوقت.
يقول الامام علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه: لا يوحشّنك طريق الحق لقلة سالكيه ..لذا فأن من يتطوع ليكون لبنة صغيرة في بناء صرح التنوير والنهضة العربية..لايهمه ما علق به من غبار الطريق ويجب ان لا يتم النظر لهكذا شوائب الا كاضرار جانبية تصاحب كل جهد انساني خلاق ..ومن المفيد هنا استذكارقول شيخ الاسلام ابن تيمية:
"ويدعون "أي أهل ملة الاسلام" الى مكارم الاخلاق , ومحاسن الاعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا ويندبون الى ان تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويامرون ببر الوالدين وصلة الارحام وحسن الجوار والاحسان الى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك .
وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق او بغير حق , ويأمرون بمعالي الاخلاق وينهون عن سفاسفها وكل مايقولونه ويفعلونه من هذا وغيره , فانما هم متبعون للكتاب والسنه وطريقتهم هي دين الاسلام الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم"..فمن اي ملة انتم؟؟
التعليقات (0)