وجدتني أبتسم.. وهي تسألني، هل أنتِ مسلمة أم علمانية ياخلود ؟ وأجبتها: أنا مسلمة بالتأكيد لكني لا أرتبط بالرياء وإن عملت فإن خالص عملي وعبادتي لله تعالى فقط , وأن خاطبت الله فأني أخاطبه وحدي وأستشعر قربه وحدي وأن أديت واجباتي الدينية فهي لله وحده دون سواه وليس للبشر كي يشهدوا لي بالصلاح أو بالهداية .
فأصرت على أنني علمانية أعادي المشايخ والدين وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأطالب بحق المرأة وقيادة السيارة فأنا حسب قياسها أو ( قياسهم ) علمانية زنديقة في النار بإذن الله
الإشكالية الكبرى في وقتنا الحالي هي في بنية الفكر المتأسلم الذي جنى على الدين وعلى الثقافة الحالية وعلى المجتمع وعلى المرأة , ولتحليل هذه البنية الفكرية او تفكيكها يجب علينا أن نبحث عن أصل عناصر هذا الفكر أولاً , الفكر الذي تضارب فيه سلوكهم مع سماحة ويسر الدين الإسلامي , الفكر المتأسلم الذي ألغى العلاقة الإيمانية بين العبد وبين الله لتصبح العلاقة بين العبد وبين الله ( هم ) وتعميق الإيمان يصبح من خلالهم أن رضوا عن توجهاتهم الفكرية وصلاحهم الظاهري وتوجيههم للعقل وللسلوك وأصبحوا يكرهون الشيعة ويسبون ويلعنون الرافضة ويكفرون الجامية والمعتزلة والعلمانية ويصنفون الآخر ويمتدحون الشيوخ ويتغنون بالعلماء ويقدسونهم وولاءهـم لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فـ هم من أهل السنة والجماعة وسيصدر الصك بأنك مسلم سني ستدخل الجنة من أوسع أبوابها مع الحور العين الثلاث والسبعين !!!!!!!!!
وحتى تصبحين مسلمة سنية كي يرضوا عنكـ هؤلاء المتوجسين ( أو يرضوا عني ) فـ يجب علينا بأن نقبع في المنزل نهتم بشؤون البيت والزوج والأبناء ونتقبل التعدد والمسيار والمصياف والوناسة وبأن نسمح للرجل بأن يسير كل الأمور لأننا ناقصات عقل ودين ولا ندرك الخطر الذي يحيط ببنات المسلمين , وأن نترك عنا الإنترنت وخرابيط الإنترنت .
لا أعلم أسباب أطلاق هذه التهم بسخاء على النساء في وطني المهتمات بنشر ثقافة التنوير وحق المرأة في الإسلام , في كل مرة أفتح مدونتي كي أسمح بنشر التعليقات أجد كيلاً من التهم والسباب والشتام والصراخ يتهموني فيها بأني غير مسلمة ولا أنتمي للدين ولا للوطن وبأني أحارب الشرف وأنشر الرذيلة لأني بكل بساطة أكتب عن رفضي لثقافة الذئب والنعجة ولإيماني بأن المرأة هي كيان مستقل عن الرجل !
ثقافة التغيير نحن من سيقودها فبعض بنات جنسي هم من كرسوا النظرة الدونية للمرأة ونحن في المقابل من يرفض تطبيق هذه السنة الذكورية المستفحلة في وطني , فالرجل الذي يرفض المرأة المستقلة قوية الشخصية بكل بساطة أقولها وبلا مواربة(( لا يهمنا رفضك أو قبولك لنا ولاستقلاليتنا )) فإن كنت ترى أن من يقف معنا ومع مطالبنا هو ديوث فهذه ثقافة جبلتم عليها من عقود مضت حتى جعلتم مجتمع كامل بعتقد بأن المرأة السعودية يجب أن تكون تابعة وخاضعة حتى تصبح أماً صالحة و يصبح هو في نظر نفسه ونظر المجتمع رجل!
في هذا المقال أخاطبكم أنتم وأعلم بأنكم متابعين لكل ما أكتب أن كان هنا أو ما أقوله هناك
نحن نساء نختلف عن نساءكم فنحن نساء نرفض القمع ونؤمن بعدالة الدين الإسلامي الذي منحنا الحق الإنساني في العيش بكرامة , فالولاية القمعية والقوامة السلطوية من حقكم أن تطبقوها على ( حريمكم ) فقط !
نحن لسنا أرقاماً في بطاقة الأحوال ولا تابعات للذكور نحن نساء تربينا في بيئة ترفض اضطهاد الأنثى وتكرس كل حق وواجب لها أولاً ,, لم نتربى على ثقافة عيب الرجل في جيبه ولا ثقافة الزوج هو جنتك ونارك .
والنظرة اليعربية الممزوجة بثقافة أن المرأة فاسدة مفسدة يجب الأخذ بيدها والتي تسكن عقولكم لازالت ستنتهي رغماً عنكم فزمن الحريم ولى وأندثر وسيحضر عهد جديد أفخر فيه بأبنتي وبنساء مبدعات على أرض الوطن يملكون الأهلية الكاملة في التصرف والقرار حتى ننتج جيل يطور وينتج ويبدع جيل لا يقلد ولا يتذمر ولا يصنف , وأنا هنا أعلنها وبصراحة بأني لن أتوقف عن ( حملة الحقوق المسلوبة ) أو عن المطالبة بكل بنودها وعن الكتابة في كل مجال يخص المرأة وبأننا نحن نساء الوطن سنقف مع كل سيدة مظلومة بكل ما نستطيع من قوة وثبات ومن خلال كل القنوات التي نستطيع أن نخدمها بها ومن خلالها .
التعليقات (0)