مواضيع اليوم

ثقافة التجهيل والمجتمع الصرصوري..!!

فرقد المعمار

2011-05-24 00:27:59

0

ان الكلمات الوعرة والمعاني المفخخة والافكار المشوشة والعقل المتشنج هو ابر ما ميز ذالك الخطاب السياسي المتعالي وبتالي اوقع نفسه في شَرك الانعزال وحفرة الانحطاط .!
فهو خطاب ذو نزعة فوقية ذو طروحات سياسية بدائية والطامة الكبرى هي ان هذا الخطاب الانحطاطي السياسي هو ليس ما تميز به اصحاب الاستبداد والدكتاتوريات والتوجهات الموالية فقط بل حتى المعارضة السياسية ايضا اصابها ذالك المرض المزمن في خطاب الالغاز والمتهاهات مما اوقعنا منذ عقود في هذا المستنقع الاسن من تلك النزعة الذميمة والوخيمة التي اسميها (اغراق التسيس) وهذا مما انعكس سلبا على واقع المسلمين والعرب فصارت الفجوة كبيرة بين الجماهير والحكومات الموالية من جهة وبين الجماهير والاحزاب المعارضة من جهة اخرى فبقيت الجماهير لوحدها في الساحة وانعزلت عن المواليين وعن المعارضين على حد سواء لأنها لم تعد تثق بأحد لا بهذا الطرف والابذاك .! لأن خطاب الاول متشنج وخطاب الثاني متغنج .!
الخطاب السياسي البدائي المتعالي انتج واقع بدائي منحط ثقافيا وفكريا وحضاريا وتنمويا ونهضويا وهذا ادى بالضرورة الى مجتمع جاهل ومتخلف لا بل يكرة النهوض لأن الاطار العام للخطابات السياسية والغاية اصلا هي الوصول الى تلك الحالة من تحطيم الذات وتقزيم الانا ورفض التغيير والاستهزاء من كل محاولة للنهوض ..!
لابل اكثر من ذالك حيث تم تجريف المثقفين وتغييب الثقافة السياسية وهذا ماانتج بطالة فكرية وتسطيح ثقافي للمجتمع وسبب هذا التجهيل المتعمد من قبل الحكومات المستبدة هي الطع والطموح والالتصاق الى فترة ألانهاية في كرسي الاستبداد لأن قيادة قطيع من الغنم اسهل من قيادة فصيل من الاسود..! وما اسهل ان تقود شعب امي ,,!
لدرجة ان الدكتاتور اذا سمع كلمة ثقافة يتحسس مسدسه..! ليتأكد من قابلية للقتل ..!
واذا سمع كلمة تغيير..... حرك الجيوش .!
واذا سمع كلمة حرية..... علق المشانق..!
واذا سمع ان الشعب يريد ال .... حرك زناد المدفع واطلق النار ..!
هذه االكلمات تسبب للطغاة ضيق في التنفس وطفح جلدي وحكة شرجية وتساقط للشعر واحمرار بالعيون وسيلان للانوف وتسارع واضطراب بدقات القلب..!! لايستطيعون تحملها,,,,,!
لأن هذه الكلمات هي بمثابة انقلاب عسكري ومؤامرة خارجية .!
لا بل هي بمفهوم الاستبداد فساد في الوطن وتبديل الحق بالباطل ,, لأن الحق في مفهوم الاستبداد هي الثبات على الباطل..! والباطل هي كل دعوة للتغيير .! تخيل ان المفسد يمثل دور المصلح .؟ والمستبد يتقمص وظيفة الحر..! فكانت النتيجة مزيج بين تراجيديا حزينة مبكية وكوميديا مظحكة ومسرحية ساخرة ..!
واما قال تلميذهم الفرعون :

وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر : 26]

فكان لزاما تجيش الجيوش.!وتجهيز الطائرات ووضع قذائف المدفعية للأنقضاض على هذه الكلمات المتآمره والمعاني المندسة حيث تصبح هذه الهواجس تهمة و خرق امني ومؤامرة وارهاب وسحر التي تريد بالنهاية ان تذهب بطريقتكم المثلى ..!

قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه : 63]

فلمثل هذه الاوقات لا لغيرها تجيش الجيوش..!
انني اريد هنا ان احرك الانوار الكاشفة على عاملين فاعلين متضادين كانت نتيجتهما البائسة هي هذا التأبيد للتخلف وكأنه قدر ...! والى هذه المصانع التي تنتج لنا هذا الانحطاط حتى خبأناه في جيوبنا وعقولنا وبيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ..!
العامل الاول: الاحتلال
والمحتل هنا قد يكون غازيا خارجيا مدجج بالسلاح فيكون الاستعمار الخارجي ,
وقد يكون الاستعمار رئيس الدولة يحتل البلد بزبانية الاحتلال الامني فيكون الاستعمار الوطني ,
وقد يكون الاحتلال شيخ دين يلبس عمامة ولحية طويلة فيكون الاستعمار الديني ,
وقد يكون الاحتلال سيد لطائفة يسمى آية الله...!! فيكون الاستعمار الطائفي ,
وقد يكون الاحتلال رئيس الحزب الذي يتحول بليلة مظلمة الى نادي لرجال الاعمال لسرقة الوطن فيكون الاستعمار الحزبي ,
وقد يكون الاحتلال رئيس في جامعة وظيفتة تجهيل الطلبة فيكون الاستعمار الثقافي
وقد يكون الاحتلال مؤسسة اعلامية تحتكر عقولنا فيكون احتلال اعلامي
وقد يكون الاحتلال اب في اسرتة حيث يظن ان الاولاد والزوجة هم ملكية خاصة مثل اثاث المنزل فيكون احتلال بيتوتي...!
وهكذا وهكذا نعيد انتاج الاستعمار والاحتلال حتى نجعل له محاضن لتفقيس افراخ من المستبدين..!
وهنا اسجل كلمة :
ان الوطن الذي تحكمة طائفة واحدة هو وطن محتل طائفيا ..!
ان الوطن الذي يحكمه حزب واحد هو وطن محتل حزبيا ...!
وان الوطن الذي تحكمة اسرة حاكمة هو وطن محتل اسريا...!
وان الوطن الذي يحكمة دين واحد هو وطن محتل دينيا ...!
وان الوطن الذي يحكمة مستبد متفرعن وينتج افراخ من المستبدين المتفرعنين يسمون خطأ بالامن والمخابرات والجيش والشرطة هو بلد محتل امنيا...!

وثانيا : القابلية على الاحتلال
هذة القابلية على الضعف والاستعداد للتخلف وانكسار الخواطر والانحناء للركوب والهزيمة النفسية والشعور بالنقص تنتج من سببين :
1- القابلية على الاستعمار والاحتلال من حيث كونها نتيجة وليست سبب وبفعل فاعل خارجي وليس داخلي :

وهنا تكون هذه القابلية على الاحتلال من فاعل موجود بعينة وبذاته بمعنى ان بطش الاستعمار الخارجي الشديد وقمع الطغاة الهائل الكبير والقتل والتشريد والاعتقال والتعذيب يؤدي بالنهاية ان الشعوب لا تتحمل شلالات الدم التي تسيل والعذابات التي تصب صبا من فوق ومن تحت وعن يمين وعن شمائل هذه الجماهير المقهورة فتكسر عزيمتها وترضخ للهوان وتهدأ وتستكين وتلين فتجمد فتتكلس فتموت ..!
وهنا تكون هذه القابلية على الهوان هي نتيجة بسب فاعل هو الاستعمار
والمستوى الثقافي للمستعمَر( بفتح الميم) يكون على وضعيتين :
اما ان يكون المستوى الثقافي للاستعمار اعلى من الجماهير المحتلة الضعيفة فلا يحتاج الاستعمار ان يضع برنامج للتجهيل
واما ان يكون الاستعمار اقل ثقافة من الشعوب المحتلة فيضطر الاستعمار الى تجهيل هذه الجماهير لسهيل قيادتها
مثال
باعتراف الجنرال الفرنسي بوجو :ان الشعب الجزائري كان شعبا عبقريا ومثقفا وواعيا. وكان المستوى الثقافي للجزائريين اعلى من الجنود الفرنسيين.ولكن عمدت فرنسا الى تحطيم قواهم الكامنة والتنقيص من قيمتهم الاجتماعية فكان هذا النتيجة بلد مفتت مفسخ مجزء منهار ثقافيا ونفسيا
في حين نتذكر هنا الاحتلال التتري لبغداد سنة 656 حيث المغول قبائل بدائية متوحشة وكانت بغداد حاضرة الثقافة والفكر فكانت النتيجة ان ارتفع التتار بمستوى اعلى حيث تبنو ثقافة الاسلام وهي ثقافة البلد المحتل

2- القابلية على الاستعمار من حيث كونها سبب ومرض نفسي وبدون فاعل خارجي :

وهنا لايكون هناك أي استعمار خارجي ولايوجد جيش مدجج بالدبابات او الطائرات ولا يوجد رئيس مستبد بزبانية ولا زعيم طائفة اخرق بشلة عصابة من المافيا لايوجد كل هذا ولكن يوجد استعداد نفسي بطبيعتها الممسوخة فهي لاتستطيع الا ان تكون شعوب من البغال والحميروهؤلاء وكأنهم خلقوا ليكونوا مسخريين للمستبدين وللطغاة فكأن ضعفهم هذا هو كان السبب في يسيل لعاب المستبدين ليماسوا عليهم الاستبداد والاستعمار عن طريق الرسائل الغير مكتوبة والكلمات الغير مقروءة ولكن قوى الاستبداد تستطيع قراتها وسمعها بشكل واضح ...!
وهنا تكون هذه القابلية هي السبب ابتدا ً في مجئ الاستعمار وليست نتيجة لتحصيل حاصل الاستعمار او فعل فاعل الاحتلال ...!
ولكن هذه النقطة بالذات لي معها وقفة مهمة :
قد يستغل الاستعمار هذة النقطة فيستعملها مع شعوب ليست فيها قابلية على الاستعمار فهي شعوب فعالة ونشطة ومثقفة فعلا ولكن الاستعمار يثبط من عزيمتها ويكسر شوكتها فيحاول تمرير فكرة انكم ايتها الشعوب التي تدعي القوة والثقافة انتم شعوب هزيلة ضعيفة متخلفة وولا تستطيع العيش بدون الاستعمار حتى يصل بالنهاية الى حالة التثبيط وطبعا فينا سامعون لهم فتكون هذه النقطة بالذات ورقة بيد الاستعمار بدلا من ان تكون حالة مرضية في شعب ...!
واخيرا ان الانحدار الثقافي الحضاري هو نتيجة انهزام نفسي والرضا بعقلية القطيع وثقافة العبيد والعيش كمجتمع صرصوري بين روائح الافكار القذرة والثقافات المتعفنة ..! والروابط الفردية
ارايت الصراصير كيف تهرب باتجاهات مختلفة عندما ترفع الغطاء
نريد العيش كمجتمع النحل...! فالكل للواحد والواحد للكل...!
فليس المهم ماتريده انت...... المهم ماتريدة الحرية منك...؟


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات