ثقافة الانتحار لدى الياباني
صور من بحر الأشجار
لاشك أن الانتحار لدى الياباني يمثل ثقافة في حد ذاتها موروثة من أعماق تاريخه ومنغرسه في أصيل عاداته وتقاليده بل أن كلمة كيميكازي إنما هي في الأصل مصطلح ياباني يعني إنتحار الشجعان من فرسان الساموراي عبر هجمات إنتحارية على صفوف الأعداء بهدف تكبيدهم خسائر نوعية في الأرواح .... ثم تطور هذا المفهوم ليشمل الطيارين أثناء الحرب العالمية الثانية الذين كانوا يلقون بطائراتهم وهم بداخلها فوق السفن الحربية الأمريكية .....
ولكن بعد أن تخلت اليابان عقب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية عن الحروب والغزو فقد أصبحت المدنية والتطور المادي والرفاهية المالية والصناعية هي الأخرى ميدانا خصبا لانتحار ساداتها وكبار مدرائها ومهندسيها وعمالها على حد سواء .....
وفي هذا السياق أعلنت الشرطة اليابانية يوم الجمعة 25 ديسمبر 2009م أن عدد المنتحرين من اليابانيين خلال عام 2009م قد تجاوز 30,000 ألف فرد من الذكور والإناث للعام الثاني عشر على التوالي ..... وأنه في الفترة ما بين يناير ونوفمبر من العام 2009م بلغ العدد 30,181 منتحر وأن 21,566 منهم من الذكور و 8,615 من الإناث ...
وقد رصدت التقارير أنه تحدث 90 حالة انتحار يوميا في المتوسط بمختلف مناطق اليابان ....
وتعزى أهم الأسباب في حالات الانتحار إلى الركود الاقتصادي الذي تعاني منه اليابان منذ سنوات طويلة لمصلحة الصين ؛ وتحديدا بعد العام 1998م الذي تجاوز فيه عدد المنتحرين رقم ألـ 30,000 لأول مرة .... كما يضاف إلى الحالة الإقتصادية أسباب أخرى مثل االمشاكل الصحية والإكتئاب بسبب ضغوط العمل والخوف من الفشل الذي يسبب فوبيا ملازمة لنفسية النخبة اليابانية المثقفة والمتعلمة منذ المراحل الأولى لإلتحاقهم بالعمل .... وفي هذا الشأن تفيد الإحصاءات أن ضغوط العمل كانت السبب الرئيسي لحالات الانتحار في العام 2008م لتشكل نحو 47% والتي وصلت إلى 32,249 حالة . بينما شكلت الأسباب الاقتصادية 23% والمشكلات العائلية 12,1%
ومن بين كافة الأساليب والأماكن (خارج المنزل ومواقع العمل) التي يفضلها الياباني عند إقدامه على الانتحار تشتهر غابة "أوكيقاهارا" المتسعة الأرجاء التي تقع في جبل "فوجي" ويطلق على هذه الغابة أيضا "بحر الأشجار" .
والمؤسف أن تفضيل بعض اليابانيين هذه الغابة إنما تزايد بعد نشر كاتب ياباني إسمه "سيشو ماتسوموتو" لروايته الشهيرة "بحر الأشجار الأسود" وحيث قضى إثنان من شخصيات روايته نحبهما إنتحارا في غابة "بحر الأشجار" فوق جبل "فوجي ".
وعلى الرغم من تزايد عدد حالات الانتحار في اليابان داخل هذه الغابة ؛ فإن الشرطة هناك لا تحرك ساكنا سواء بحراستها أو بمراقبتها أو إغلاق مداخلها المطروقة . وإنما تكتفي فقط بإرسال دوريات عقب نهاية كل أسبوع للتحقق مما إذا كانت هناك جثث لمنتحرين وتحديد هوياتهم ونقلهم إلى المستشفيات وإبلاغ ذويهم للحضور والتعرف عليهم تمهيدا لدفنهم ..... ولكن على الرغم من ذلك فهناك العديد من الجثث التي لا يتم العثور عليها بسبب أن أصحابها يتغلغلون إلى مسافات بعيدة في أعماق الغابة ويختفون بين أحراشها فلا يتم الاهتداء إليهم إلا صدفة وبعد سنوات أو بعد أن تكون الحيوانات المفترسة قد أكلت معظم جثامينهم وتحولوا إلى هياكل عظمية.
إكتفى بالموت داخل الخيمة .. ربما يكون قد إبتلع حبوبا منومة
مَنْ وَضَعَهُ ذَنْبُهُ رَفَعَهُ شَنْقُهُ
من واقع المخلفات من أدوات مكياج وتجميل وأناقة ... حتما كــانت إمـرأة
التعليقات (0)