ثقافة الاعتراف المفقودة .. !!

ثقافة الاعتراف المفقودة .. !!

عادة ، أحرص على تجنب مشاهدة البرامج الحوارية لعدة أسباب أهمها أنك لا تخرج بنتيجة سوى تلك الحقيقة التي يحملها ضميرك من قبل البرنامج ومن بعده ! ولكن ما قد يغير بعض الشيء من تلك العادة هو التقدم الذي يحاول الأستاذ داوود الشريان إضفاءه على أسلوب تقديم البرامج الحوارية وهو الاستعانة بمساعد أو أكثر من الكتاب الصحفيين لمحاصرة الضيف " المسؤول " في زاوية ( الشجاعة الأدبية ) .

إلا أنه حتى هذه الطريقة لم تفلح في التأسيس لثقافة الاعتراف بالواقع والمشكلة المطروحة للحوار والنقاش لأسباب تجعل من أي محاولة لتعرية جسد أي إشكالية أو قضية اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو فكرية وتشريحه على طاولة النقاش أو صفحات الكتابة محاولة فاشلة بكل المقاييس .

ولن أتحدث هنا عن امتيازات المنصب وكونه غاية في حد ذاته ،
ولا عن صلاحياته ومسؤولياته وآلياته التنظيمية القائمة وكونها وسائل لغايتين هما غاية التكليف وغاية المنصب .
وهما الغايتان اللتان تجعلنا نتفهم أسباب أي " مسؤول " ونعذره في عدم الإشارة ولو ضمنا للأسباب الحقيقية لأي إشكالية قائمة .

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو : هل من المفيد أن يكون ما نتفهمه بالنسبة للمسؤول مبررا لعدم التأسيس لثقافة الاعتراف بالمشكلة فضلا عن عدم الاعتراف بعدم استطاعته حلها أو الحد منها - على المستوى الشخصي على أقل تقدير- ؟!
حتى المسؤول عن " جمعية " يفترض أن تكون شكلا من أشكال مؤسسات المجتمع المدني كجمعية حقوق الإنسان ، أو المجالس البلدية ، أو بعض الجمعيات الاجتماعية غير الحكومية .
على العكس من ذلك فقد أصبح من الثابت أن من أهم العوامل التي تجعلك تصل لأي موقع في سلم الهرم الوظيفي هو إجادة لغة ( الهرب ) تحدثا وكتابة !! .
......
هات أذنك .. !!
هل سمعت يوما أن مسؤولا سعوديا قدم استقالته علنا دون ذكر الأسباب سوى أنه فعل ذلك انطلاقا من احترامه للمواطن ؟!!

تركي سليم الأكلبي
Turki2a@yahoo.com