بقلم بوجمعة بولحية.
ثقافة الاستقالة والكرسي المشؤوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوه لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً ولا صحاباً بالأسواق اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين . أما بعد .أيها المؤمنون:
من صعب جدا أن نجد من يستقيل من منصبه ويتركه من أجل الله ومصلحة أمته نعم أنه يختلف الرجال فتختلف المواقع فالرجل الحر هو الذي يرى نفسه أكبر من منصبه لا يهمه أن يتركه عندما يرى ذلك في مصلحة أمته أما الذي يرى أن وجوده مرتبط بمنصبه لا يمكنه أن يترك هذا المنصب ما دام حيا وهذا النوع من الناس لا يقيم وزنا لأرواح الناس وممتلكاتهم وأعراضهم فكل شيء يهون في سبيل بقائه في منصبه وهذا غالب ما يكون في صراع الحق مع الباطل الذي لن يتوقف ولكن أن يكون هناك صراع بين الرجل وخصومه من غير المسلمين أمر أفهمه، لكني ما لا أستطيع فهمه هو كيف يستسيغ مسلم أيا كان مذهبه أن يسيء للمسلم أخوه وأحياناً الأسلام من أجل المنصب. المسؤولون الصهاينة ومجموعة من الدول الأوروبية والغرب أجمع مشغولون بأنفسهم وأمرالشعب ولا يهمهم من أمر المناصب شيئا،يتداولون على الحكم بشكل سلمي، ولايهمهم اطلاقا اي شيء من الكرسي الحكم وهم مستعدون ان يمدو ايديهم للشيطان أن يحكم إذا أراد أن يرشح نفسه في منصب من مناصب الدولة ،وحجتهم في ذلك أن بلادهم مع حرية الرأي وبالتالي فهي لا تستطيع أن تمنع هذه الأمور، وإذا ما تعلق الأمر بالشأن الدول العربية والإسلامي،فإنهم يمنعون المسلمين من ولوج مقاعد العليا في الحكم، لكن ما معنا أنهم يتدولون سلطه فيما بينهم و يتدولون المال والاعمال برؤوس اموالهم الربويه وهم في عيشة راضية عكس المسلم لم يلتزم أحد منهم على مر التاريخ بتدول سلطه بينهم هل هذا أمر من أنفسهم أم هو أمر الله تعالى للمسلمين بأن يلتزموا باالبيعه.
عن أبي الوليد عُبادة بن الصامت رضي الله عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسرِ والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقول أو نقوم بالحق حيثما كنا ولا نخاف في الله لومة لائم لكن اليوم من يبايع من ؟ هل الاخوان يبايعون السلفية؟ أو السلفيه تبايع العدل والاحسان؟ و.... شتان بين الأرض والنجوم وشتان بين الثرى والثريا.. !
من الطبيعي أن يسمع المرء من حين لآخر أثناء اليوم قرقرة وأصوات تصدر من بعض الاشخاص ضدهم يطالبنهم بلاستقله او برحيل أوببعض إصلاحات و تعديلات جديدة وهذا لا إشكال فيه فإذا نبه على الإشكال استفاد هو وحث على طلب و من غريب الامور ان يصل الانسان الى حال يصير فيها يسمع أصوات تصدر بمطا لبته بلأصلاحات وتعديلات باذنيه ولا يحرك لها ساكن بل يقضي سنين بطولها لا يحرك شفتيه بكلمة و يجلس في كرسيه من دون حراك
ومن هنا يبدأ التغيير ومن هنا يبدأ الصراع و يبدأ الحرب
و تنقسم الأصوات ويتبادلون الشتائم فيما بينهم، بعضهم يساعد صاحب المنصب في البقاء والبعض الآخر يساند الأصوات التي تطالبه برحيل و هكذا تشتد الموقف وتعلن الحرب اوزارها ومنهم
رافضاً أو مؤيداً له وفي نهايه يصبح الكل ضد بقاء صاحب الخبرة في منصب وصل إليه بعدما صبر عقوداً وتدرج في صفوف المعارضة أوحصل عليه بانقلاب عسكري أوبانتخابات مزورة و بالدليل والشهود وهؤلاء تكون لهم أغراض شخصية فقط في المنصب وهم هدّامين وليس بنائين و يزرعون بذور الحقد والكراهية بين الناس و بين شعوب ويشتتون الأمه وهم ليسوا ممن يبنون جسور المحبة بين الناس بل هدامين لها.
لكن أذا نضرنا الى أخر أنجازات الصهاينة ومثلهم مجموعة من الدول الأوروبية والغرب أجمع نجد ان من هو صاحب اعلى منصب فيها بل في العالـم يستقال ويترك هذا الكرسي المشؤوم؟ وحتى رؤساء المحكمة العليا ورؤساء الشركة وأحزاب و هيئات ومنظمات وجمعيات ومؤسسات و رؤساء مجلس البرلمانية يستقلون ويتركون تماما منصبهم
عكس بلدان العربية والاسلامية منذ بداية الانتداب الأستعماري على الشعوب وحتى ما بعد الاستقلال بل على مر التاريخ لن يتدولوا سلطه في بينهم و لن يترك أحدهم المسؤوليه و لن يستقيل من منصبه أو وظيفة او سلطة .
ثقافة الاستقالة عند المسؤولين في الغرب منذ زمن بعيد و بعد النجاحات التي حصلوا عليها في حقول العلوم الطبيعية وفي كل المجالات يرون أن الحكمة في استقالاتهم تعني لهم اشياء اكبر واعز من بقائهم في المنصب وهذه أحد الأمور المتفق عليها بين الغربيين عكس المسلمين الذين يرون أن الدول المسلمة يجب أن تكون دكتاتورية أكثر مما هي عليه اليوم
ومن المؤسف ان نشهد في دولنا العربية والأسلاميه بداية هذه صحوة لنفهم معنى ومغزى العلاقة بين الذات والكرسي لان الفرق كبير وهائل في ان تكون خارج السلطة وداخلها المركز والوظيفة الرفيعة في هذه الدول تعني القوة والنفوذ والمال والجاه وايجاد فرص عمل ممتازة لعشرات من العائلة والعشيرة والحزب الذي لاتجد ما يميزهم الا علاقة القربى او الانتماء لطائفة او حزب المسؤول ومع خلو المشهد من اية التزامات سياسية او اخلاقية تبدو الاستقالة للمسؤولين في دول العالم العربي ولأسلامي أنتحارا لا داع ولا معنى له.
إن بعض رجال الغربيين فهموا معنا ثقافة الاستقالة فا خطفواها وعملوا بها الماذا الأن حينما يشعور رجل الغربي وهو على الكرسي المشؤوم بشعورلم يشعربه من قبل وأنه ليس في مأمن بين معارضيه وأنه لا يمكنه أن يقوم بوظيفته ويغير في هذه الأمة يستقيل من منصبه ومما لامشاحة فيه انه قد يستكين ويهدء فترة او ياخذ استراحة مقاتل لكنه سرعان ما يعود ويقتحام ساحة التغيير من جديد.
فوائد الأستقاله كالتالي: استقالة قوم عند قوم فوائد~ اكتساب ثقة الناس من جديد ~ ارتفاع شعبية وأكتساب مزيد من أﻧــﺼــﺎر~ أكتساب مزيد من الدوافع المعنوية وشجاعة وستبسل وشرف قل نظيرها في معركة بطولية أخرى يخوضها ضد معارضيه.
التعليقات (0)