مواضيع اليوم

ثقافة "الرعاية السامية" لفخامة "المير"

الخير شوار

2009-02-14 19:44:32

0

يحكي الروائي الطاهر وطار واقعة طريفة حدثت في ثمانينات القرن الماضي، عندما تكلم أحد المسؤولين المحلين في ولاية من ولايات البلاد، مفتتحا ملتقى في فن الرواية، حيث استطرد يقول: "والرواية مهمة مثلما أكد الأخ الرئيس الشاذلي بن جديد"، ويفترض أن ذلك الملتقى كان تحت رعاية سامية لأحد المسؤولين المحليين، ومن المؤكد بأنه كان في إطار مناسبة وطنية كبرى مثل عيد الاستقلال، أو عيد النصر، عيد الثورة، وتلكم هي عينة فقط من واقع الثقافة في الأقاليم وفي البلديات عندما تختصر في معارض فنية بهذه المناسبة أو تلك، رغم توفر المرافق الهيكلية مثل دور الشباب والمراكز الثقافية في كل البلديات تقريبا، وحتى بعض المكتبات البلدية من مخلفات العشريات الماضية، لكن واقع الثقافة داخل تلك الهياكل يغيب تماما في بعض الأحيان وأحيانا يتلخص في ورشات تعلم الخياطة، وألعاب تنس الطاولة، وبعض الأنشطة الأخرى التي تقحم في النشاط الثقافي وما هي بذلك.

والملاحظ أن الكثير من البلديات تتوفر على هياكل ثقافية كبرى، من شأنها في حالة الاستغلال أن تؤدي إلى نهضة حقيقية، لكنها تبقى هياكل بدون روح، وحسب بعض المسؤولين المحليين فإن الميزانية لمخصصة للثقافة على قلتها "تستثمر" في إحياء بعض المناسبات الوطنية والدينية المعروفة، وفي إطار تلك المناسبات يعمد بعض الفنانين والمثقفين المحليين إلى أقامة بعض الأنشطة على شكل ملتقيات فنية وادبية وفكرية، لكنهم يضطرون إلى التكيف مع هذه المناسبة أو تلك، من خلال الشعار العام، مع دفتر أعباء ثقيل جدا، فيها كلمات للمير ورئيس الدائرة والكثير من المسؤولين المحليين، وقبل كل ذلك على المنظم المسكين أن يبحث عن "رعاية سامية" لذلك النشاط، لكن تلك الرعاية ليست بالأمر الهين، وفي الاخير يضطر بعضهم إلى إقامة ملتقاه أو نشاطه الثقافي "تحت الرعاية السامية للسيد رئيس البلدية المحترم" ، وذلكم هو واقع الثقافة المحلية "تحت الرعاية السامية لفخامة المير".

الخير شوار      




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !