مواضيع اليوم

ثـقــافــة قـُـطْـبَـيْ الـكــرة الـمـصـــريـة ..!!

 

ثـقــافــة قـُـطْـبَـيْ الـكــرة الـمـصـــريـة ..!!

رغم توقفي عن الكتابة منذ شهور إلا أنني أحسب نفسي ضمن الناشطين في مجال البحث عن الحقيقة والمشغولين والمهمومين بمصر ومشاكلها وأزماتها ، وأقدم قدر استطاعتي بعض الأفكار المتواضعة كحلول لبعض هذه المشكلات والأزمات ، لكن بعد ثورة 25 يناير 2011م ومن خلال انكشاف العديد من الأمور وسير الأحداث بسرعة لم نكن نتخيلها ، من تعطيل للثورة حينا وسرقتها أحيانا وتغيير مسارها الطبيعي مرات ومرات ، ومن خلال كل ما حدث في السنوات الثلاث الماضية أكتب هذا المقال لكي أعبر فيه عن وجهة نظري وقراءتي للواقع الذي تفرضه الدولة على المصريين فرضا مستغلة جميع أدواتها من مساجد وفضائيات وصحف ورقية و إلكترونية ، وهذا الواقع يشبه إلى حد كبير واقعا أخر فرضته الدولة على الشارع الرياضي منذ نصف قرن تقريبا ، لكنه ازداد ووضح جليا وأخذ حظا من الاهتمام والتكرار خلال العقود الثلاثة الأخيرة مع تطور وسائل النشر والاعلام ، وهو نشر ثقافة قطبي الكرة المصرية (الأهلي والزمالك) ، رغم ان الأمر قد يبدو غريبا على القارئ للوهلة الأولى ، ولكن دعونى أوضح هذا سريعا:

في مصر وتحديدا على المستوى الرياضي وعلى مستوى المتابعين والمشغولين بالرياضة في مصر ، منذ ثلاثة عقود تقريبا انتشرت فكرة مقصودة ومدروسة هي فكرة أن (الأهلي والزمالك) هما قطبي الكرة في مصر ، على الرغم أن هناك أندية أخرى قد يفوق مستواها هذين الناديين ، على سبيل المثال النادي الإسماعيلي ، إلا أن وسائل الإعلام دائما تصر وتؤكد على نشر نفس الفكرة ونفس الثقافة أن (الأهلي والزمالك هما قطبي الكرة المصرية) ، حتى لو كان الأهلي رقم ((1)) في مصر وبعض اللاعبين في الأهلي حصل على بطولات أكثر من نادي الزمالك ، لكن الاعلام يصر على موقفه ويكرر نفس الخطأ أن الزمالك شريك الأهلى ، وأنهما معا قطبي الكرة المصرية ، حتى لو هزم الاسماعيلي كلا من الأهلى والزمالك أيضا يتكرر نفس الخطأ ونفس المنهج بلا تغيير ، وكأن هذه الثقافة مقصودة ولها هدف أخر مؤثر على توجه الناس وطريقة تفكيرهم وقبولهم للنمط السياسي الدائر في مصر ، وعلى الرغم أن مسألة قطبي الكرة المصرية مسألة رياضية تماما ، لكن من وجهة نظري لها فوائد كبيرة جدا على العقل الجمعي المصري ، خصوصا حين يعيش معظم المصريين في حالة من الهوس الرياضي بالأهلي والزمالك أو (قطبي الكرة المصرية) ، وأعتقد أن الإنسان أو الناس عموما حين ينشغلون بأمر كهذا لدرجة الهوس فمن الممكن إسقاط نفس الشيء بنفس الأسلوب ونفس الطريقة على هؤلاء في الشارع السياسي ، وحدث هذا الإسقاط بنجاح منقطع النظير ، بدأ تقريبا في عهد السادات ولا زال حتى كتابة هذا المقال ، ولمزيد من التوضيح ، أقول على المستوى الرياضي في مصر فرضوا على أجيال وأجيال ثقافة قطبي الكرة المصرية في مجال الرياضة ، وبنفس الطريقة فرضوا على المصريين ولا زالوا يفرضون ثقافة قطبي السياسة المصرية وهم العسكر والإخوان ، حتى لا يظهر للنور أي تيار سياسي مدنى جديد يفسد هذه الثقافة ويُحدِث خللا في المعادلة التي شربها المصريون وتربوا عليها وقبلوها وأصبحت أمرا طبيعيا لا يؤرقهم ولا يزعجهم ، وصل الاخوان للسلطة بعد العسكر ، وخرج الاخوان من السلطة وسيعود العسكر ، المهم أن تظل المنافسة بينهما قائمة ، ويظل المؤيدون من الجانبين في حالة شجار وتعصب واحتقان واقتتال كما يحدث تماما في مضمار الرياضة بين مشجعي الأهلي والزمالك ..

كلمة أخيرة:

لن يتغير المسار السياسي في مصر ، ولن يحدث إصلاح حقيقي إلا إذا تغيرت هذه الثقافة وانفتحت المنافسة للجميع وظهر على الساحة عدد من المنافسين يأمنون على حياتهم وتحفظ الدولة حقوقهم وكرامتهم ولا يتعرضون لأي أذى من أي نوع ، وتذوب الفوارق بين جميع المصريين ويكون المقياس الحقيقي للمفاضلة بينهم بالتفوق في العمل السياسي والابداع والتسابق في إيجاد حلول عصرية لمشاكل المصريين وتوفير حياة حرة كريمة صحية عادلة للجميع ، بدلا من استغلالهم في الحرب السياسية لمصلحة أفراد.

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !