ثــمن الكلمة
للكلمة ثمن لا يقدره أغلب الناس ، خصوصا أولئك الذين للأسف يسيئون استخدامها بغير هدى ولاكتاب منير، والكلمة في عالم متعدد ومتناقض تجدها كثيرا ما تستخدم للخروج من مواقف صعبة أو لتجنب الوقوع في أزمة ما ، وهي بالنسبة لكثيرين المخرج الأساسي من أي ورطة سواء كان ذلك بالكذب أو بإطلاق وعود كاذبة.
وكما يقال الكلام سهل لكن الفعل صعب وبالرغم من سهولة الكلام تظل الكلمة لها وزنها فلقد خلق الله الكون من كلمات قال له كن فكان وكم من أناس عرفوا بالأخلاق الرفيعة لمجرد تمسكهم بكلمة لم يجبرهم على التمسك بها إلا اعترافهم بقيمة تلك الكلمة التى قد تكون قاطعة مثل السيف أو أكثر.
أما الوعود فلها شأن أخر في حديثنا، فكم مرة ابتعدنا عن أشخاص أو خسرنا علاقات مع آخرين لعدم تمسكهم بوعود قطعوها، بل أليس من العسير أن تنطق بوعد وتعرف تماماً بأنك لن توفي به وكيف يكون في أحيان أخرى من الصعب الحصول على وعود حتى نعود لنطالب بها ألا يعني ذلك كله أن للكلمة ثمن؟
وأكبر دليل على ثمن الكلمة هم المراسلون الصحفيون الذين يفقدون أرواحهم من أجل كلمة قد لا يسمعها كل الناس ألم يضحوا بأرواحهم من أجل تلك الكلمة مع أنهم مهما تقاضوا من مال لن يعوض تلك الروح إذا فقدت ولن يداري الخوف الذي قد يلم بذلك المراسل في كل مرة يخرج فيها للعمل.
ومن هنا يتبين لنا أن الكلمة الثمينة هي تلك الكلمة التي تحمل معاني ودلالات عظيمة ، وكم من الناس تغيرت حياتهم سلبا أو إيجابا بسبب كلمة وهناك من فقدوا مناصب ومراكز من أجل كلمة كان يجب أن تقال أو لا تقال ، وأخيرا أتساءل عن كيف يمسي صاحب الكلمات التى لا قيمة لها وكيف يبات صاحب الوعد الكاذب؟ ولن يكون الجواب في هذه الحالة أفضل من قولنا : " حين يفقد الإنسان القدرة على أن يعطى لكلماته قيمة فهو لا يفقد كلماته فحسب بل يفقد معنى حياته" .
التعليقات (0)