في خطاب وجهه "عبد السلام جلود" أحد كبار مساعدي القذافي – المنشق عن نظامه– للشعب الليبي عبر قناة الجزيرة صباح اليوم داعياً الذين لم يتحركوا لهذه اللحظة بالمشاركة في الزحف المقدس والانضمام إلى حركة الشعب الليبي حتى لا تشوه سمعتهم، ووصف القذافي بأنه مسيلمة العصر، قائلاً: " إنه آخر من يتكلم عن الصليبية فهو من طالب الغرب بأن يتصرف بنفط ليبيا من أجل الكرسي" وشدد على القول: " القذافي آخر من يتكلم عن الدين والوطنية".
وفي رده على وصف القذافي للثوار الليبيين بأنهم ثوار النيتو، قال: " هؤلاء ليسوا ثوار النيتو بل ثوار الله، وإن قرار الجامعة والأمم المتحدة عون من الله لأن الجماهير عندما خرجت تطالب بالحرية لم يستخدم ضدها الماء الساخن والرصاص المطاطي كما الغير من الثورات العربية، ولم يمر بمرحلة القمع في مصر واليمن وسوريا وتونس، فقد أعلن القذافي مباشرة حرباً لا هوادة فيها ضد شعب اعزل قال كفى للطغيان والظلم والتدمير" وذلك عشية إعلان الثوار الليبيين دخولهم إلى مدينة طرابلس وسيطرتهم على عدد من المدن فيها.
وبوصول الثوار الليبيين اليوم إلى مدينة طرابلس، وقرب سقوطها على يدهم، يحق لهؤلاء الذين ادعوا الشرف والبطولة والدين– وهم أقل الناس شرفاً وبطولة وديناً– بدفاعهم عن الخونة والعملاء، وتحذريهم من أن ما حدث في ليبيا هو مقدمة لتدخل عسكري غربي فيها، في محاولة منهم لتشويه ثورة الشعوب الإسلامية التي انتفضت اليوم على حكامها الخونة والقتلة والمجرمين، يحق لهم أن يصمتوا ولا ينبسوا ببنت شفة بعد اليوم، بعد أن فضحهم الله وكشفت حقيقة دفاعهم عن أنظمة خائنة قاتلة مجرمة، تدوس الكرامة البشرية بأرجلها، وتزهق الأرواح وتنتهك الأعراض وتمثل بأجساد الأطفال والشباب والشيوخ، دون أن يطرف لها رمش أو تدمع لها عين!!
نعم يحق اليوم لهؤلاء فاقدي الأخلاق وعديمي الإنسانية أن يصمتوا صمت الأموات، بعد أن فضحهم الله وأذل من يدافعون عنهم من الفراعنة والطغاة، يحق لهم أن يصمتوا بعد أن مكن الله للثوار أن يصلوا إلى وكر القذافي، ويدخلوا طرابلس إن شاء الله آمنين، ويسحقوا جنود هذا الطاغية، بعد أن سلط الله الظالمين بعضهم على بعض، وضربهم ببعض، ساقطة بهذا أكذوبتهم بأن ما يحدث في ليبيا مقدمة لتدخل عسكري، ولكن لله أمر يريد له أن يتم ولو كرهت كل شياطين الأرض، ومن أعان ظالماً سلطه الله عليه!!
وبسقوط المجرم القذافي سيسقط بإذن الله حليفه الأسد، وسيكون لإنهاء حكم القذافي في ليبيا دفع للرعب في قلبه، بعد أن يرى ما حدث لحليفه الآيل إلى السقوط، ولن يكون كلامه المنتظر أن يقوم بتوجيهه اليوم أكثر مما تكلم به سابقا، في الوقت الذي لا زالت به آلة القتل تفتك بالشعب السوري المنتفض!! ولعل الله أن يمن على عباده بهذا العيد فيكون يوم خلاص لهم، ورفع للبلاء الذي حل بهم.
عندما تنتفض الشعوب قائلة لحكامها بأنكم ظلمة وعليكم أن تغيروا، وتنفض الخوف عن صدورها؛ فإن على الطغاة أن يغيروا مباشرة دون أن يعرضوا أنفسهم للقتل والذل والعار، وما ارتكبوه بحق الشعوب سيرد لهم اليوم، وسيدخل عباد الله – أولي البأس الشديد– مدنهم وحصونهم ويسيئوا وجوههم، ويتبروا ما علوا تتبيرا!!
ويفترض أن يكون هذا درساً للبقية الباقية من الطغاة الذين يساندوا إخوتهم ضد شعوبهم، ويقفوا إلى جانب الشعوب قبل أن يحل بهم ما حل بمن سبقهم، وما أصاب حسني وزين العابدين منهم ببعيد!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)