تَجَلِّيَاتْ
بقلم: حسين أحمد سليم
كاتب لبناني من بعلبك
تَجَلَّى المَرِّيِخُ مُشْرِقًا فِيِ أَسِيِلِ خَدِّهَا مَعْ قَمَرِ وَجْهِهَا المُنِيِرُ, إِقْتَرَنَا فِيِ سَمْتِ قَوْسِ حَوَاجِبٍ, سُبْحَانَ الرَّحْمَنْ
وَجُفُوْنٌ مُعَذِّبَتِي وَطَرْفٌ أَسْهَرَ نَاظِرِي وَلِحَاظٌ كَلَمْنَنِي وَالثَّغْرُ رُسِمَ بَدِيِعَ الصُّنْعِ وَلَمَى الشِّفَاهِ سِحْرَ إِغْوَاءٍ وَإِفْتِتَانْ
خَدُّّهَا مَزِيِجُ بَيَاضٍ وَحُمْرَةٍ, كَأَنَّهُ فِيِ الحُسْنِ قَدْ صِيِغَ مِنْ مَاءِ مُزْنٍ وَرَاحٍ, وَبِصَدْرِهَا الكَاعِبِ النَّاهِدِ إِخْتَفَى النَّهْدَانْ
جُلَّنَارُ وَجْنَتَهَا تَبَدَّى سِحْرًا فَاتِنًا, قَضَى لِيْ شَقَاوَةً, فَأَطْلَقَ قَيْدُ هَوَاهَا أَدْمُعِي, تُهْرَقُ لاَهِبَةً, تَحْتَرِقُ لَهَا الوَجْنَتَانْ
لَمَاهَا تَقْطُرُ الشَّهْدَ مِنْ رِيِقِ رِضَابِهَا, وَشَفَتَايَ تَمْتَصُّ شَفَتَاهَا الجَمْرِيَّةُ, تَتَلَظَّى لَهَبَ شوْقٍ, لَوْنُهَا مِنْ كَرَزِ لُبْنَانْ
رَقَّتْ مَحَاسِنُهَا, تَرْفُلُ لَهَا الأَبْصَارُ, مُسْبَلٌ شَعْرُهَا يُنْدِي بِمَاءِ الطَيِبِ, كَأَنَّهُ الطِّلُّ يَسْقُطُ عَلَى أَكْمَامِ الوَرْدِ الفَتَّانْ
سِهَامُ أَجْفَانِهَا رَمَتْنِي عَلَى حِيِنِ لَفْتَةٍ, زُرْقَةُ سِهَامِ أَجْفَانِهَا طِلُّ دَمِي, مَا فَخْرُ السِّهْمِ إِلاَّ زُرْقَتِهِ, إِذَا السَّهْمُ بَانْ
أَلْحَاظُهَا كَأَنَّهَا سُيُوْفٌ جُرِّدْنَ مِنْ غِمْدِهَا, سَفَكْنَ دَمِي بِلاَ رَحْمَةٍ, لَمْ أُطِقْ دَفْعَهَا فَتَكَتْ بِيْ يَا وَيْحَ عَاشِقٍ وَلْهَانْ
حُمْرَةُ خَدَِهَا مِنْ نَزْفِ دَمِيِ صُبِغَتْ, وَلَيْسَتْ مِنَ الحَيَاءِ أَوِ الخَجَلِ, لِحَاظُهَا أَدْمَتْ قَلْبِيْ فَنَزَفَ وَجْدًا بِالأَحْمَرِ القَانْ
إِلَى الله أَشْكُوْ مَا حَلَّ بِيْ مِنْ حُبَّ أَهْيَفٍ فَاتِنٍ, يَا قَاضِيَ الحُبِّ العَادِلِ أُحْكُمْ بِالحَقِّ, قَدْ جَارَ عَلَيَّ الحُبُّ وَالزَّمَانْ
التعليقات (0)