فرقة "تيناروين" لمن لا يعرفها فتية أمازيغ من شمال مالي مشهورون بلثامهم وزيهم الطارقي الجميل.
هؤلاء الرجال الزرق شردوا عن وطنهم الأم وهجروا رغما عنهم،جمعهم الألم كمقاتلين حملوا بنادقهم في حربهم من أجل الإستقلال والحرية ورد الممارسات العنصرية والإبادة التي طالت
شعبهم .
إبراهيم مؤسس الفرقة وأصدقاء أخرون شهدوا بأم أعينهم وهم صغار مقتل أبائهم والمجازر التي طالت الأطفال والنساء والشيوخ ،وحتى الحيوانات فخلقت لديهم تلك المشاهد المروعة تصدعات نفسية وألما لا يتصور ؛وولدت لديهم الإغتراب عن الوطن حنينا وشوقا لا ينتهي ،فعرصهم الألم فوجدوا أنفسهم ينشدون كل ما تجيشت به صدورهم بقيتارة تقليدية صنعوها بأنفسهم في مخيم لهم جنوب الجزائر قبل أن تملك الكيتارة الكهربائية قلبهم.
تأسست الفرقة على
يد فتية مراهقين منفيين في الجزائروهم إبراهيم أغ الحبيب،الحسن التوهامي وإنتيدن عام 1982.كبر هؤلاء الرجال الملثمون وكبرت معهم الأحلام وثارت في كل وجدانهم ثورات الحرية والحنين وكبر معم الإيمان بقوة الموسيقى في إيصال صوت معاناة شعب"كل تماشق" إلى العالم.
كان عام 1999 أول انطلاقة لفرقة البلوز الطارقية حين تم استدعائها من
طرف مدير مجموعة(لوجو) الفرنسية في مهرجان "توت كولور" الذي أبدى إعجابا كبيرا بموسيقى "الأسوف" أي الحنين وفكر في تتويج الموسيقى الطارقية بإقامة مهرجان الصحراء عام 2001 حيث حشدت إليه الفرق الموسيقية الطارقية والمالية والأروبية.
بعد عام من ذللك التاريخ حصد ألبوم" أماساكول" أي المسافر المرتبة الأولى في قائمة الأغاني الأروبية،وبخطا سريعة شقت فرقة"تيناروين" طريقها نحو التألق والشهرة العالمية بعد صدورألبومها الغنائي"أمان إمان" (الماء هو الحياة)،حيث لقي ترحيبا منقطع النضير لدى النقاد والمهتمين ورافقت"تيناروين" فرقة"رولين ستون" و"سانتانا" الشهيرتين في جولاتهما عبر العالم.بخطا ثابتة واصلت فرقة الملثمين التألق في سماء أروبا وأمريكا وشقت طريقها نحو قلوب الملايين من عشاق موسيقى "البلوز" وتكاثر أعداد معجبيها بشكل متزايد كل عام ،وانهالت على فرقة"تيناروين" الأمازيغية عروض ساخية من جميع أصقاع أروبا،أمريكا وأسيا وبذلك كسبت الفرقة الألاف من المؤيدين لقضية الطوارق عبر العالم.
لم يبخل فتية الكيتارة مما حصدته موسيقاهم من أموال طائلة ،ففكروا بشراكة مع مثيلتها فرقة"تراكفت" جمعية خيرية تدعى"تغرفت تيناروين" وتعني بناء الصحراء للمساهمة في بناء المدارس والمستوصفات المحلية وعملت على جلب المساعدات الدولية المهتمة بالتعليم،الصحة والأطفال في شمال مالي.
وما يميز هذه الفرقة الأمازيغية الرائعة عن مثيلاتها في شمال إفريقيا هو تشبتها المستمر في المزج بين الثقافة والتقاليد الأمازيغية والكيتارة الكهربائية العصرية التي تخطف القلب قبل العقل .وبذلك استحقوا التربع على عرش الموسيقى الأمازيغية وباتوا أسياد بلا منازع
التعليقات (0)