مشعل والحية نموذج ::
تيارات حركة حماس الداخلية ولعبة المعاناة
التاريخ : 27/10/2009
أمد / تقرير إخباري / تتوجه أنظار السكان المحليين في قطاع غزة هذه الأيام الى فتح معبر رفح الذي أقرت فتحه أوائل الشهر القادم جمهورية مصر العربية لأسباب إنسانية بحتة ، بعد أن كان سيفتح كبادرة حسن نية من قبل مصر لو أن حركة حماس أنجحت جهودها ووقعت على ورقة المصالحة ، وطي صفحة سوداء من حياة الشعب الفلسطيني ، ومصر نفسها أكثر دولة تتفهم معاناة سكان قطاع غزة الذين يشكلون امتدادا أمنيا وثيقا بجزء كبير من أمن مواطنيها في مناطق سيناء ، لذا مصر لن تتخلى عن المصالحة الوطنية الفلسطينية ،لأن ذلك يعني تخليها عن أمنها القومي ، ومهما ضغطت حماس بمواقفها المتشددة والمدفوعة والمدعومة من قبل ايران وغيرها فلن تفلح ، وذلك عرف منذ بداية السعي نحو المصالحة ، وانهاء حالة الانقسام ، بتسليم الملف الى المخابرات العامة ، برئاسة الوزير عمر سليمان ، الرجل الحديدي والأقوى حسب التصنيفات الدولية مؤخرا ، فحماس التي اعتمدت وتعتمد على ضعف شعبها لتقوية ذاتها ، باتت تدرك تماما ، أن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل والذي اذا سؤل عن معاناة سكان حكر الجامع في دير البلح سيحتاج الى اسطول ممن حوله يفهمونه طبيعة سكان هذه المنطقة ، ومشعل الذي يصدر بخطاباته تحديات هولامية وفضفاضة معتمدا على القسام من شمال الى جنوب القطاع ، يدرك أن خطاباته هذه تؤزم العلاقة ما بين دولة عربية كبرى بوزن مصر ، وبين مرضى القطاع وطلابه والافواه الممنوع عنها لقمة العيش بسبب اغلاق المعابر باستثناء مئات الانفاق التي تهرب ضروريات البقاء للسكان ، وتغض مصر الطرف عنها على استحياء.
وربما تصريحات خليل الحية وهو من المكتب السياسي لحركة حماس حديثا ، أكثر تفهما من مشعل الذي يعيش بعيدا أن معاناة شعبه ، منذ فترة طويلة ، تصريحات الحية كانت اكثر منطقية وتفهما لموقف مصر وأكثر اقناعا خاصة في حركة حماس من حيث المبدأ وأن كانت مرواغة وفيها تأويلات غير بسيطة ، فالحية أدرك وهو مخالفا مشعل أن مصر لن تترك حماس متصلبة في رأيها ، بما يخص الورقة ، واعترف خلاف اسامة حمدان والناطقين الرسمين الذين حاولوا الالتفاف على هذه النقطة تحديدا لضمان حشد جماهيري ضد الورقة المصرية ، ان الورقة لم تغفل حق المقاومة وجاءت على أن الاجهزة الأمنية مطالبة بحماية المقاومة ، هذا الجديد الذي ظهر على لسان الحية احرج مشعل او سيحرجه أن دخل مصر وسمع من الجانب المصري نفس الكلام ، ولكن الحية كان أكثر شجاعة من غيره في تعرية موقف حركة حماس بما يخص رفضها التوقيع على ورقة المصالحة .
وربما أيضا الحية لمس غضبا مصريا لم يلمسه من قبل ، وسمع وقرأ الموقف المصري الأخير من حركته التي تماطل في التوقيع على المصالحة ، وقدر أن أحوال سكان قطاع غزة ستزداد كارثية اذا ما مصر رفعت يديها عن المصالحة وحافظت على أمنها القومي بطريقة ثانية قد لا ترضي البتة حركة حماس ، قد يكون الحية قرأ ما بين السطور ، فصرح بما صرح به صباح اليوم لبعض وسائل الاعلام الإلكترونية .
يتبقى أن يفهم تيار مشعل ورافده ايران ،أن تيار الحية ورافده معاناة سكان قطاع غزة في حال اصطدامهما فسيكون ما لايحمد عقباه ، وأن اعناقا ستتحطم سياسيا داخل حركة حماس ، وربما يدخل على هذين التيارين ، تيارات أخرى مدعومة من قبل تركيا وأخرى مصر نفسها ، لتسيقظ حركة حماس يوما وتجد نفسها حركات ذات مشارب واجندات متناقضة ، ويصبح منبرها الاعلامي ،منابر والمؤشرات قد بدأت لهذه المرحلة ، وما يرجوه سكان قطاع غزة الآن هو صندوق الانتخابات ليقولوا كلمتهم ويعيدوا ترتيب انتماءاتهم حسب مصالحهم ، وبعد أن اكتشفوا زيف حماس وخداعها لهم بقال الله وقال الرسول ، والخطب العصماء التي لم تعصم دماء ابناءهم من رصاص كان من المفروض أن يكون وطنياً.
وربما بعض وسائل اعلام اسرائيل تحققت من هالة الضغط الجاسمة الآن على حركة حماس والتي اضعفت موقفها فأرادت تخفيف الضغط عن من أمنّ لها غطاء الاستيطان والاعتداء على الاقصى والقدس ، وتأجيل استحقاقات الشعب الفلسطيني ، وابقاء المفاوضات في علم المجهول ، من حيث لا يدري فصدرت إشاعة خطيرة مفادها أن الرئيس محمود عباس لن يترشح لفترة رئاسية قادمة ...
التعليقات (0)