تويتات حديقة غناء

تويتات حديقة غناء

"خيبات الأمل مريرة وأمرها انتزاع الثقة , وبقاء روحك بداخلي تتنفس " , "الكراسي لا ترفع منصبك بل أنت بأخلاقك وتعاملك ترفع نفسك منازل أمام الناس " , حروف عطره شكلت عقد لؤلؤ فريد , فالعبارات السابقة زينت كتاب تويتات 2 لنوره شنار الأكاديمية والكاتبة السعودية التي فجرت ينابيع الصياغة بعد جفافها من جديد !.

في الصفحة 174 تتحدث الكلمات بصياغة جديدة فكل الطرق تؤدي إليك , وفي الحقيقة أن كل الكلمات تشق طريقها نحو محبرة الأستاذة نوره وتشق طريقها نحو عقل القاري الشاب الذي لا يجد مناصاً من إعادة قراءة تلك العبارات وغيرها مرات ومرات فلكل عبارة معنى ومغزى ولكل حرف موقع في الخيال والواقع .!

" صوت المرأة حين تغني جميل , وصوتها حين تطالب بحقوقها منكر ..! " حقيقة تضعها المؤلفة والكاتبة أمام القاري الذي لا ينفك عن استرجاع ذاكرة التاريخ وقياس الواقع بالتاريخ فالمرأة مضطهدة حقوقياً مستغلة جنسياً ومعرفياً وهذا هو الواقع , " ما يحطه القلم أيضاً مٌكمل للحلم " سطر من جملة سطور فيه من الخيال ما فيه ومن الواقع الشيء الكثير , فالقلم يرسم الأحلام على الورق بأشكال وألوان متعددة متنوعة , ذلك القول وتلك العبارات الموجزة اختصرت العناوين ووضعت النقاط على الحروف في قالب أدبي جميل غير مٌخل .

" النجاح لا ينشأ إلا مرة واحدة بعد محاولات من السقوط والفشل .." هذا السطر الجميل والرائع والذي زين وتوسط الصفحة 37 يٌعد مدرسة فلسفية شبابية في عصر كٌثرت فيه المتناقضات والعوامل المٌحبطة , الفلسفة والعبارات الأدبية والتأمل والحلم والأمنيات لم تسيطر على الفضاء الكتابي والإبداعي بل توارت خجلاً أمام الوفاء للأم والأسرة فكان هذا السطر كمثال على ذلك الوفاء " أمي هي وحدها من البشر من تشاهد الحزن في عيني " سطر يقدس الأم ويقدر دورها حتى في أحلك الظروف .

تويتات 2 من قفص المغردين مدرسة إبداعية تؤسس لمدرسة فلسلفية شبابية بطريقة وقوانين مختلفة , تويتات ليس مجرد كتاب أو خواطر عبارة أو عبارات على وجه الصفحة , بل هو حروف نٌقشت على الورق ومدرسة إبداع ومهارة إخراج وفن صياغة , تويتات حقق أعلى نسب مبيعات في معرض الرياض الدولي للكتاب وكان الشباب من الجنسين يتسابقون على اقتناءه في عملية تشابه تصارع العطشى على كوب الماء , فتويتات فتح نوافذ جديدة على الإبداع والتعبير الغير مٌخل في عصر السرعة والذائقة الأدبية والمعرفية المتغيرة .

" قناعتنا مهمشة , لكي نعيش ينبغي أن نٌكذب أحلامنا اليومية ", " علمتني الحياة أن الخيال قد يكون حقيقة ".

" الإنسان العملي لا يعرف سوى لون واحد.. الجدية في العمل ".

كتاب تويتات ملازم لكل مغرد ومغردة , فهو البيان والتبيين والفصاحة والبلاغة والإبداع النثري والشعري والقصصي , لم يكن تويتات مجرد محاولة من فتاة بل كان مشروع فلسفي معرفي قصصي إبداعي خطته أنامل واقتناه عٌشاق وعاشقات في زمن أصبح فيه الحٌب حرام والعشق كذب وخداع والإبداع ضربٌ من ضروب الخيال  ؟

"أحاول الإبحار عن العالم الضوضاء والهروب حيث الكتابة ومن ثم اختتم السطر بـ..... ", " وجدتٌ في تويتر أسئلة لا تريد الإجابة .. أسئلة تبحث عن جدل !..

لتويتات قصصه في عالم الإبداع وللقاري حكاية وللحروف  حديقة غناء وبلابل تطرب المسامع وتخطف أنظار المتأمل .