مواضيع اليوم

توهج نجمي من عمق المحيط الكوني

روح البدر

2009-05-16 03:45:08

0

عرَّف (الفين توفلر) في كتابه (الصدمة الثقافية) أنها ذات نوعين: يتمثل الأول في الانتقال إلى محيط ثقافي مغاير يصدم كل القيم المتعارف عليها، والثاني في البقاء في المحيط نفسه مع انغماره بتغيرات متسارعة تصدم كل ما اعتاد عليه العقل. الأولى في القفز إلى مكان آخر بتغيير الجغرافيا بما فيها جغرافية العقل، والثانية اهتزاز الأرض الثقافية تحت الأقدام. المحصلة في الحالتين إما بالانتقال إلى جو إعصارها وإما بانتقال الإعصار إليها فيصاب الإنسان بالدوار لانعدام التوازن. ما يفعله العلم اليوم من تحطيم المسلمات وطحن التقليد يصب في النهاية في خانة التجديد مع خسائر متوقعة يحزن عليها الجيل القديم ويفرح بها آخرون. ومع كل تحطيم لبنى الفكر القديمة يتم القفز إلى حقل معرفي جديد فينشط التقدم درجة، في جدلية لا تعرف التوقف. (اليزاروف) جراح العظام من (سيبيريا) حطَّم مسلمة أساسية في الأوثوبيديا فكسر العظم ومط معه الأوعية وما حولها من أنسجة فاستطاع أن يطيل الأقزام. وفي السويد كسر (وايدنر) مسلمة ثبات الخلايا العصبية فانتشل من بقايا الأجنة الساقطة الخلايا العصبية من اللطخ السوداء في قاعدة الدماغ وزرعها في الدماغ لمعاجة مرض باركنسون. وأفضى تطور القوة إلى نبتة السلام بتناقض غير متوقع فالحرب النووية معناها نهاية العالم. وقام الاستنساخ بزلزال جديد عن إمكانية الولادة بدون جنس. وفي 23 كانون الثاني (يناير) من عام 1999 م تم رصد توهج نجمي من عمق المحيط الكوني وقدرت الطاقة التي تولدت مع ظهوره بانفجار 2000 سوبرنوفا. فلو حدث على بعد آلاف السنوات الضوئية في مجرتنا لأزال كل صور الحياة، وعرف أنه صدر من عمق تسعة مليارات سنة ضوئية، وأنه لا يفوقه في طاقته إلا الانفجار العظيم نفسه الذي حدث قبل 12 مليار سنة، وأن مقدار الطاقة التي بثها تعادل كل ما بثته الشمس في مدى خمسة مليارات من السنين منذ أن خلقها الله، ولم يمكن تفسيرها إلا بنجوم نترونية. وفي الأركيولوجيا تم تطوير أجهزة (مناظير) لفتح بطن الأرض وكشف أسرار الأهرامات وانتشال جثة فرعون مجهول من الأسرة الرابعة يحمل اسم (جيدفري) حكم فترة قصيرة وترك أجمل الأهرامات بارتفاع 67 متراً نهبت حجارته الجميلة المنحوتة من جنوب مصر على يد أجيال المستعمرين اللاحقين، كما كشف النقاب عن معبد هائل للثائر الديني توت عنخ آمون بمساحة 20 ملعب كرة قدم، ويقوم (جيورج بوناني) من معهد الكربون 14 من زيوريخ بتحديد عمر أهرام خوفو الآن بأدق من كهنة المعبد. ويتم الآن حفظ أرشيف الحياة في أمريكا لكل خلية ونسيج في مشروع ( البنك الخلوي ATCC ) في سائل النشادر 160 درجة تحت الصفر تجمد الحياة إلى عشرة آلاف سنة فيما يشبه الرحلة الأبدية بحيث يمكن استدعاء الخلية مرة ثانية من الكهف النتروجيني ودفعها للحياة والتكاثر في بعث قبل يوم القيامة كما استيقظ أصحاب الكهف من سباتهم المديد. كما يتم حفظ ملف الجنس البشري كله وما أنجز من المعرفة على صورة ميكروفيلم يدس في سرداب في الجبال في ألمانيا ليوم عظيم، ويتم البحث الآن ببعثة علمية عن حضارة الأتلانتيس المفقودة بسونار خرافي يجس فيه سطح الأرض مثل بطن المريض لكشف حصيات المرارة. ويتم تطوير العلوم العصبية اليوم لكشف أسرار الدماغ وكيف يعمل هذا الجهاز ؟ الذي تشع منه شخصيتنا بطريقة مجهولة وفي ظلماته تحوِّم نفوسنا ويعمل بطريقة كهربية كيمياوية في شبكة عصبية تترابط فيها مائة مليار خلية عصبية تقفز باحتمالات انفتاح الأقنية العصبية على بعض، بما تعجز الرياضيات عن حسابه.

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !