كشف الكاتب والمترجم تونى كارتلوشى عن مخطط الولايات المتحدة والغرب لتمكين الاخوان من حكم الشرق الاوسط وقال أي شخص ما زال يصدق خدعة ما يسمى ب "الربيع العربي" سيكون لديه تشويش و ارتباك حول الساحة السياسية الناشئة في مصر حيث خرجت المؤسسة العسكرية والإخوان المسلمين من "الانتفاضة الشعبية " المطالبة للديمقراطية.
إذا فهم أي شخص أن المتظاهرين من أجل " الديمقراطية" تم تمويلهم، وتدريبهم و إعدادهم في الواقع من وزارة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، ليكونوا غطاء من أجل تمكين جماعة الإخوان المسلمين من الحكم في مصر وجعلها بين العديد من وكلاء الغرب ، فإن المعركة السياسية الراهنة ستضح و يكون لها معني.
اضاف كارتلوشى ان تزايد الأدلة ضد الإخوان، وتؤكد تورطهم كعملاء صريحين للسياسة الخارجية الغربية، و ذلك عندما قامت حركة 6 أبريل الممولة و المدعومة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية بتأييد مرسي. ومرة أخرى انخدع الشباب الوطني في مصر بالبروباجاندا الغربية عن طريق زملائهم المصريين المتآمرين ضد وطنهم وشعبهم.
والجيش المصري، كما هو الحال في كثير من الدول النامية، ربما يقبل المال من الغرب، ربما يتدرب مع القوات الغربية، ويمكن أن يشارك حتى في الغرب لعمل مكائد للهيمنة على العالم، ولكنهم في نهاية المطاف وطنيين ويسعوا بكافة الوسائل والدوافع لوضع خطوط فاصلة و الحفاظ على سيادة الدولة والتحقق من طموحات الغرب داخل مصر ودائرة نفوذهم في جميع أنحاء مصر. فكان من الضروري للغرب الاطاحة ليس فقط بحسني مبارك الذي رفض المشاركة بدورا أوسع ضد العراق وإيران، ولكن أيضا بإحكام القبضة علي الجيش المصري نفسه من خلال سياسات جديدة، والاستعاضة عنه بالإخوان المسلمين الذين بالفعل يعملون بجد في سوريا محاولين هزيمة واحدة من حلفاء ايران الأساسين في المنطقة ، وهذا هو الهدف الأسمى.
وتخدم الحركات الداعية للديمقراطية، والتي تم تدريبها وتمويلها وتجهيزها بواسطة الغرب خاصة حركة شباب 6 ابريل من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ، غرض واحد ألا وهو تمكين الإخوان المسلمين من السلطة و منحهم "الشرعية" بحيث لا يتوا جد غيرها. وبالنسبه للأشخاص الذين لهم فعلاً مطالب مشروعة سيشعرون بخيبة أمل لا محالة ، إذا لم يتم سحقهم تماما بمكائد الغرب، وذلك لأن أهداف الغرب تتكشف ببطئ حيث يسعون لحرب إقليمية تهدف إلى تدمير إيران وسوريا وحزب الله في لبنان تدريجياً لخوض حرب سنية شيعية تدمر المنطقة.
إن الإخوان المسلمين كانوا وما زالوا وسيستمروا عملاء للغرب:
بالرغم من الخطاب المتغطرس للجماعة الذي يبدوا مضادا للسياسا الغربية، فإنها باتت منذ نشأتها المتحدث الرسمي للسياسة الخارجية للغرب. حاليا، الذراع السوري للإخوان المسلمين مشارك بضراوة، و في الحقيقة يقود، العنف الطائفي المدعوم أمريكيا، إسرائيليا، سعوديا و قطريا الذي بات يجتاح سوريا منذ أكثر من عام مضى. في السادس من مايو، 2012 نصت مقالة لوكالة رويترز الآتي:
"عن طريق العمل بهدوء، ظلت الجماعة تمول المنشقين من الجيش السوري الحر و المتمركزون بتركيا بهدف تمرير الأموال و الإمدادات إلى سوريا، و العمل على إحياء قاعدتها السنية الصغيرة و المتوسطة من المزارعين السوريين" .. نقلاً عن قوى المعارضة.
قطعاً بينما فشلت رويترز إيضاح كيفية إعادة إحياء جماعة الإخوان، تم الكشف عنها بمقال نيويوركير عام 2007 بعنوان، "إعادة التوجيه" بقلم سيمور هيرش، أنها كانت بدعم الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل اللاتي قامتا بتحويل الدعم عبر المملكة العربية السعودية حتى لا تساوم أو تؤثر على مصداقية ما يسمى ب"الحركة الإسلامية". كشف هيرش أيضا أن أعضاء من فصيل سعد الحريري اللبناني الذي تسلم قيادته فؤاد السنيورة، كانوا بمثابة همزة الوصل بين المخططين الأمريكيين و جماعة الإخوان المسلمين بسوريا.
نوه هيرش في مقاله بالنيويوركر عن مقابلة تيار سعد الحريري اللبناني بنائب الرئيس ديك تشيني في واشنطن ليؤكد شخصيا على أهمية إستخدام جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في حال الرغبة بأي تحرك ضد النظام السوري الحاكم:
"ثم أبلغني وليد جنبلاط أنه قد قابل نائب الرئيس ديك تشيني بواشنطن الخريف الماضي للتباحث، من بين قضايا أخرى، حول إمكانية إسقاط نظام الأسد. و قام هو و زملاؤه بنصح تشيني بأنه في حال حاولت الولايات المتحدة التحرك ضد سوريا، فأعضاء جماعة الإخوان المسلمين "هم المنوط بالتحدث معهم"، هذا ما قاله جنبلاط و ذكره سيمور هيرش في مقال النيويوركر 2007 إعادة التوجيه.
التعليقات (0)