حسب المراجع الغربية والكنسية (1) أول من قام بحرب ضد اليهود هما التونسيان الفيلسوف ترتول Tertullianus وصديقه رجل الدين سبري Cyprianus .
للمعلومة فقط قامت ثورة ضد اليهود الذين قدموا مع جنرالات الأسكندر الأكبر إلى الأسكندرية بمصر وقامت ثورة ضدهم كذلك لتواطئهم مع المستعمر الروماني قبل ترتول وسبري .
أظن ان ترتول (2) كتب كتابه ” ضد اليهود ” Adversus Iudaes في بداية القرن الثالث ( سنة 208 ) حسب بعض الغربيين وأظن أنه أول كتاب جدي يبحث في اليهود وشرهم ، وهذا الكتاب يثبت لنا أن اليهودية لم تكن منتشرة بشمال إفريقيا منذ القدم مثلما يدعي البعض ، ومعبد شبه جزيرة جربة لم يتم بنائه في القرن السادس قبل الميلاد مثلما يقول بعض الأفراد .
سبق لي أن كتبت منذ عدة سنوات عدة مقالات كرد على ما قاله الأستاذ Paul Sebag من جامعة منوبة بتونس الذي ادعى ان اليهود وجدوا بالمنطقة منذ تأسيس قرطاج وأظن أني أثبت أن ما قاله ليس له أي أساس من الصحة .
أظن أن ترتول كان واضح جدا في كتابه حيث نجده يرد عن proselyto Iudaeo أي وثني مُتهوّد ، ويقول حرفيا : ” جدال حدث بين رجل ترك الأمم وليس بيهودي من الجانب العرقي والدموي دخل في جدال مع نصراني ” . وأظن ان ما يقوله ترتول يثبت لنا أنه لم تكن هناك جالية يهودية مأثرة بقرطاج في عهده لكن بداية لوجودهم فقط لـ” التبشير ؟ ” بدينهم .
بهذا الكتاب نجده يقول ان اليهود وثنيين وتركوا عبادة الرب لعبادة الأوثان وكيف قاموا بالدعارة عند عبادتهم لبعل .
ثم يقول ( النقطة الثانية ) لا يمكن لرب خلق كل هذا الكون وكل الكائنات ويحكم كل العالم ووضع بذرة كل الشعوب أن يعطي قوانينه لموسى ليعطيهم لشعب واحد فقط عوض أن يقدم هذه القوانين لكل الشعوب… الخ من الكلام الديني .
ثم مباشرة بعده نجد رجل الدين سبريان Cyprien الذي حكم عليه بالإعدام بساحة Sexti بقرطاج لأنه رفض عبادة الإمبراطور ونجد أنه كتب ثلاثة كتب ضد اليهود (2)
(ص 348 ) هنا نجده بأربعة وعشرون نقطة يثبت بأن اليهود لا علاقة لهم بالرب والدين
1 – هنا يقول اليهود ارتكبوا ذنبا كبيرا لانهم تركوا عبادة الرب لعبادة الأوثان
2 – هنا يقول أنهم لم يؤمنون قط بالأنبياء بل قتلوهم
4 – لا يفهمون نهائيا معنى الكتب المقدسة
6 – يجب عليهم ان يخسروا القدس ومطاردتهم من تلك الأرض
9 – يجب ان تنتهي صلاحية القوانين التي أعطاها الرب لموسى
….. الخ
ملاحظة فقط :
لا أفهم الهجمات التي تعرض لها ترتول من كرف فولتير واحتمال كبير ان فولتير ساء فهم ترتول وكان يجهل ان ترتول ترك المسيحية في آخر حياته ورجع للدين المانوي Manikeismen واستغل الدين لضرب روما فقط .
1 – critique Dictionnaire chronologique
Par le R P PINCHINAT
Relegieux de l ordre de l observance
A Paris
M DCC XXX VI
ص XXII
وعدة مراجع أخرى
2 – Oeuvres de Tertullien
Traduite en Francais
Par M De Genoude
Seconde edition
Tome troisieme
Paris 1852
ص 4
3 – Oeuvres completes
Saint Cyprien
Par M N S Guillon
Tome premier
Versailles 1837
ص 348
التعليقات (0)