لم يكن لتتويج فيلم "حياة أديل" للمخرج الفرنسي التونسي الأصل عبد اللطيف كشيش بجائزة مهرجان كان السينمائي الكبرى أي وقع كبير في تونس التي يقودها اسلاميون ربما بسبب بعد قصة الفيلم عن مشاكل التونسيين المثقلين بهموم أخرى. وفي تونس التي تحكمها حركة النهضة الاسلامية المعتدلة منذ اكتوبر تشرين الأول 2011 غاب الاحتفال بهذا الفيلم وجاءت ردة الفعل باهتة رغم ان عبد اللطيف كشيش أول مخرج تونسي يحصل على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان العريق.
واكتفت وزارة الثقافة في تونس ببيان مقتضب تهنىء فيه المخرج بفوزه في مهرجان كان. وعبر وزير الثقافة عن أمله في أن يفتح تتويج هذا الفيلم الذي شهد مشاركة تقنيين تونسيين آفاقا جديدة أمام السينمائيين التونسيين.
واختير الفيلم - الذي يدور حول قصة حب جارف بين امرأتين مثليتين - من بين 20 فيلما زاخرة بالمشاهد الجنسية والعنيفة والمأساوية تنافست على السعفة الذهبية إحدى أرفع الجوائز السينمائية بعد الأوسكار. ورشح بعض النقاد الفيلم للفوز بالجائزة في الدورة السادسة والستين لمهرجان كان ولكنهم تشككوا فيما إذا كانت مشاهده الجنسية المثلية الصريحة ستثني لجنة التحكيم التي يقودها المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرج عن اختياره.
وقال الصحفي جمال بوريقة في تصريح لراديو كلمة ان الفيلم يتضمن استفزازا وهو لا يعبر عن الواقع العربي الاسلامي وأضاف انه يرى فيه جانبا سياسيا بالنظر لما تثيره مسألة زواج المثليين من جدل محتدم في فرنسا. وقال مدير مهرجان كان تيري فيرمو إن الفيلم جاء في الوقت المناسب حيث نظم مئات الآلاف من المتظاهرين مسيرة في باريس يوم الأحد احتجاجا على تقنين فرنسا لزواج المثليين أخيرا. ونشرت الصحف التونسية خبر فوز كشيش لكنها لم تفرد لها مساحات خاصة ولم تشد بالفيلم.
وقال الناقد السينمائي كارم الشريف لرويترز "للأسف نحن شعوب وامة تاريخها حافل بقلة احترامها لمبدعيها... رغم اعتراف كل العالم بهم". واضاف أن هناك لمسة خاصة في كل أفلام كشيش وهي اعتزازه بانتمائه لتونس ومن ذلك ان فيلمه قبل الأخير اسمه "كسكسي بالبوري" لاقى نجاحا كبيرا اضافة الى اعتماده على تقنيين تونسيين.
ومضى يقول ان الادعاء بأن الفيلم لا يعكس الواقع التونسي مغلوط لأنه يعكس الواقع التونسي والعربي والواقع في كل انحاء العالم.
وأهدى كشيش الجائزة إلى شباب تونس التي ولد فيها وأشاد بصمودهم في انتفاضات الربيع العربي واصفا إياهم بأنهم أناس "لا يريدون سوى العيش والكلام والحب بحرية".
وقال فتحي خراط مدير عام الفنون السمعية والبصرية بوزارة الثقافة لراديو كلمة ان مسألة قبول أو رفض عرض فيلم "حياة آديل" في قاعات العرض التونسية تبقى سابقة لأوانها وموكولة لقرار اللجنة المختصة بإجازة الأفلام للعرض.
وعلى موقع فيسبوك انتقد شبان تونسيون الفيلم وقال بعضهم ان فيلما عن المثلية الجنسية لا يمكن ان يكون مصدر فخر ولا يمثلهم بينما عبر آخرون عن اعجابهم بهذا الفوز.
التعليقات (0)