تونس على خٌطى الثورة
المجتمع التونسي يٌدرك جيداً أنه صنع ثورة أفضت لولادة جمهورية ثانية , طبيعة المجتمع التونسي وثقافته ووعيه جعلت السلطة الحاكمة والقوى السياسية تعيش بوضع صعب فإرضاء ذلك المجتمع ليس بالأمر السهل وتحقيق تطلعاته تحدي يواجه الحكومة .
التنمية والبطالة وتهميش المناطق الداخلية وإرساء العدالة وتطبيق القانون ومكافحة التطرف والتشدد والإرهاب عوامل دفعت بالشباب للخروج إلى الشارع رفضاً لسياسة وتعامل الحكومة مع تلك القضايا , الشارع التونسي لا يٌريد سوى سلطة تهتم بتطلعاته وتسعى لتحقيقها , المٌلفت في الأمر تعامل السلطة مع المتظاهرين بشكلٍ لا يٌليق وهذا يٌعيد التونسيين إلى المربع الأول , فشل الحكومة في حل قضايا المجتمع التونسي وضعف الأداء وتزعزع ثقة الشارع بالحكومة عوامل حفزت الشارع للتحرك فالمجتمع التونسي مجتمع حي لا يموت ولا يترك أحلامه تتوه وتضيع بمهب الريح .
القوى السياسية التونسية المعارضة والقوى السياسية المتحالفة مع الحكومة والسلطة الجديدة يجب أن تقف مع الحراك المجتمعي وتتخلى عن خطاب المثالية فالوقوف بالمنطقة الرمادية ليس صواباً فالشارع التونسي صنع ثورة الياسمين التي أفضت لولادة جمهورية ثانية ودستور جديد وتداول سلمي للسلطة , تونس أبهرت العالم بتماسك شعبها وتداول ساستها للسلطة بشكلٍ سلمي لكنها لم تٌبهر شعبها في الأداء الحكومي وهذه إشكالية يجب أن يضع السياسي على حروفها النقط , الاحتقان الاجتماعي بتونس إفراز طبيعي لحسابات الساسة الذين تحالفوا فيما بينهم على اقتسام السلطة , مدينة القصرين خرجت ووصلت الحالة الجماهيرية إلى سيدي بوزيد ورقعة الاحتجاجات اتسعت لتشمل مناطق البلاد , قرارات الحكومة لم تٌرضي الشارع التونسي وحزب نداء تونس الحاكم يعيش حالة سيئة فالفشل واضح والشارع قال كلمته وحٌكمه في حكومة تونس الجديدة .
هناك إجراءات يمكن أن تتخذها الحكومة لتهدئة الشارع ومن بينها تحويل العجلة للمناطق الداخلية وضخ مشاريع تنموية بتلك المناطق وهذا حلٌ سيجعل التعجيل بإجراء انتخابات تشريعية خيار ثاني بعيد إذا نجحت قرارات التنمية في تهدئة الشارع أما إذا فشلت فإن الانتخابات التشريعية ستصبح خياراً يسبق خيار انتفاضة كٌبرى يخرج من رحمها جمهورية ثالثة وهذا ما يتوقعه المراقبون ويتطلع إليه الشارع التونسي كخيار وليس ترف سياسي .
التعليقات (0)