تولستوي في رأي موروا -3-

عبد الهادي فنجان الساعدي
(3)
كتب الاديب الفرنسي الكبير اندريه موروا عن تولستوي "انه كان يتقاسم مع ابطاله خيبة الامل وتأنيب الضمير وكل الآمال"( ).
يقول احد الادباء الروس (اننا نتقاسم اللقمة ولكننا لا نتقاسم الموت.. لا بد إن هناك خطأ ما) اما بالنسبة لتولستوي فقد كان انسانيا حتى مع ابطاله وكان يتقاسم معهم المصير ولم اجد الا القليل من الكتاب ممن يتقاسم مع ابطاله المصير.
انه لا يرثي لهؤلاء الابطال الذين هم ليسوا أبطالاً في الحياة انما لمجرد انهم يشاركونه الرواية بكل مآسيها وهم ابطال لأنه يملك الكثير ولم يبخل على احد منهم مشاركته حتى دموعه. انه يملك الكثير كما قلنا ولكن الأحرى إن نقول الكثير من المشاعر الجياشة والحب...
اما خلافاته المستمرة مع زوجته فهي بالتأكيد لأنها كانت حمقاء والا فكيف لامرأة الا تفخر بكل هذه العبقرية التي تفخر بها روسيا كلها لأنه احد ابنائها وتفخر الانسانية كذلك بانحيازه اليها.. ولا تستطيع هذه المرأة إن تستفيد من هذا الفيض الهائل من المشاعر الانسانية. إن تنسى متعمدا انسانا ما فهذا يكفي لأن تصفه بأي شيء.. الا بأنه انسان.. والا فالى أي حد هو سيء!!
وها هو تولستوي العبقري يسخر بمرارة ولكن بحوار بسيط او لقطة بسيطة من هذه الزوجة الحمقاء على لسان احد ابطاله "ستيبان اركاديفيتش" اخذ القبعة وتوقف متذكرا هل نسي شيئا ما.. وتبين انه لم ينس أي شيء ما عدا الشي الذي اراد إن ينساه ...زوجته"( ). لا بد إن تكون حمقاء او رديئة هذه المرأة التي تقف ضمن اشياء يحاول هذا الانسان إن يتذكرها.. والاردأ هي الزوجة التي يتعمد إن ينساها. انها معادلة خاسرة لكلا الطرفين فهذا الرجل خسر الطمأنينة والدفء الذي توفره المرأة..
والمرأة خسرت الحياة بكل قيمها التي يمتلكها الرجل.