مواضيع اليوم

تولستوي الروائي.. الانسان -4-

عبد الهادي فنجان الساعدي
(4)
لقد ترجم الدكتور ضياء نافع مقالة الناقد والاديب شكلوفسكي الصادرة في عام 1967 بقدرة وفعالية حتى تشعر انك تقف امام المؤلف مباشرة وهو فصل من فصول كتابه الرائع من بوشكين الى سولجينيتسن يصف تولستوي في هذه المقالة الرائعة وكيف يصوغ ابطاله صياغة خاصة "إن ابطاله لا يتكلمون كما يتكلم الذين نعرفهم من الناس، وما يفعلونه لا يشبه ابدا ما نجده في القرية الروسية"( ).
صحيح إن واقعية تولستوي كانت واقعية فلاح الا انه خلق نماذج روائية اضفى عليها صبغة اخرى جعلت منها سلم مجد يرتقي عليه هذا الروائي العظيم. ليس المهم إن تكون الشخصية واقعية انما المهم إن تبقى هذه الشخصية عالقة في اذهان الاجيال والا فما الفائدة من خلق شخصية روائية تشبه ما موجود في الواقع. وهنا يختلف الروائي عن الفوتوغرافي بانه يخلق شخصيات موازنة لما موجود وليس شرطا إن تكون موجودة ولكن الشرط الاساس هو إن تكون متميزة حتى لو كانت فقيرة او في الحضيض من المجتمع.
"تولستوي رفض الملك لير.. ولكنه يمثل دوره، اذ وزع ثروته وذهب الى المنفى"( ). لم يكتف تولستوي بان يوزع ارضه على ابنائه وزوجته وانما اتبعها بقرار انساني لم يسبقه اليه احد اذ تنازل عن حقوق التأليف وهو ما لم يحدث في تاريخ الادب والثقافة. لقد تذكر كيف انه كان يضحك على الملك لير في مسرحية شكسبير لأنه وزع مملكته بين بناته الثلاث ورحل مع خادمه. الا إن تولستوي فعل اكثر مما فعل الملك لير... لم يكتف بتوزيع ارضه انما رفض حتى حقوق التأليف لأنه كان يعتقد بان المال هو الذي افسد ابناءه.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !