مفاجأة من العيار الثقيل افصحت عنها اللجنة المكلفة بمنح جائزة نوبل للسلام لهذا العام و ذلك باختيارها شخصية مغمورة اسمها توكل كرمان كوجه من وجوه ما يجري في اليمن من فوضى منظمة او كما تسميها تلك الوجوه الشاحبة التي استوطنت شارع الستين " بالثورة ".
لا نعرف ماهي المقاييس التي استندت عليها اللجنة في هذا الاختيار, فاذا كانت كلمة السر هي " ارحل " فقد سبقنا توكل كرمان الى اشهارها منذ سنوات خلت في وجه امريكا و اسرائيل و ايران و انظمتنا العربية القمعية في وقت كانت فيه الكثير من الوجوه اليوم التي حملت فجأة لواء الثورة جزء من بنية النظام العربي التسلطي, اما اذا كانت كلمة السر هي المطالبة بالحرية و الكرامة فلا نعتقد ان أحدا في عالمنا العربي يرفض الحرية و الكرامة و الوجود الانساني الكريم.
و حتى تكون الصورة واضحة وجلية و حتى لا يقال اننا نبحث عن مجد زائف اسمه جائزة نوبل للسلام فإننا نعلن رفضنا المطلق لهذا المجد الذي سبق لإسحاق رابين شرف حمله مكافأة له على سجله الحافل الذي قدمه في خدمة الإنسانية و السلام في كيفية تكسير ايادي الاطفال و ارتكاب جرائم الابادة و دفن الاسرى احياء في المقابر الجماعية.
لا نخفي ان عنصر المفاجأة هذا نابع من كون ان عددا من الاسماء كنا نعتقد انها تستحق فعلا هذا المجد بالنظر الى الدور الذي قامت به في تحريك مجريات الكثير من الاحداث, فلا نعرف لماذا مثلا اسقطت اللجنة اسم محمد البوعزيزي مفجر مسلسل اسقاط الانظمة الشيق و الذي صفع احد الشرطيات بعدما ذكرته بتطبيق القانون فقام بإحراق نفسه بدعوى الانتفاضة ضد القمع و التسلط و احتجاجا على وجه الشرطية الذي تجرأ و قام بصفع يده, لا نعرف لماذا اسقطت اللجنة اسماء عبد الرحمن شلقم و وائل غنيم باعتبارهما الاشهر بكاء و الاغلى دموعا فالأول بدموعه دمر ليبيا و الثاني بدموعه ادخل مصر في أتون حرب اهلية و طائفية, لا نعرف لماذا تم اسقاط اسم ذلك الابله الذي يضع يده فوق رأسه و يصيح انه هرم من اجل هذه اللحظة التاريخية و هي بالفعل لحظة تاريخية في كيفية تفتيت الاوطان و تمزيق الهوية و فتح العنان للعصبية و التخندق وراء المذهب و الطائفية, بل ان اسماء اسامة بن لادن و وضاح خنفر و عمرو موسى تعد بنظرنا مرشحة فوق العادة و كانت تستحق هذا المجد كمكافأة نهاية الخدمة نظرا للأعمال الجليلة و العظيمة التي قدمها هؤلاء كل من موقعه في خدمة الاجندات الخارجية عفوا الانسانية.
و حتى لا تحتج علينا طبقة "الاكليروس" التي تجمعت في اتحاد عالمي لغير المسلمين فإننا نظمئنها ان رصيدها في خدمة الانسانية مشهود له من طرف الجميع حتى بات ساركوزي و كامرون و اوباما احن الينا من شركاء الوطن و التاريخ و الهوية و الدين , و حتى بات طريق الجنة و النار يحتاج الى تذاكر و صكوك غفران, ألم يقل ذلك المخبول وهو يتحدث باسم الدين خلال صلاة الجمعة في ساحة المحكمة ببنغازي ان الرسول الكريم لو شهد حلف الناتو لتحالف معه ضد ذلك الرجل الذي جعل الخيمة مأوى له و لبن الناقة زادا و معاشا لأنه فقط قال ان ليبيا سوف تبقى في القمة.
هي لائحة اذن طويلة كانت تستحق بنظرنا الى مجد نوبل اما توكل كرمان فيبدو ان الاسم سقط سهوا و لا تعدو كونها " شاهد ما سفش حاجة " في مسرحية هزلية اسمها ربيع الشعوب العربية التي اعتقدت بغباءها انها تصنع التاريخ ...........
لقد قالها يوما انشتاين اثنان لا حدود لهما الكون الواسع و الغباء الانساني.
التعليقات (0)