توقف الحياة في بغداد لاستقبال «الحشود المؤمنة» لإحياء وفاة «باب الحوائج» الإمام الكاظم
2010/07/07 07:06 م
بغداد - مازن صاحب:
توقفت الحياة العامة في بغداد استعدادا لاحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم، ابن الامام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبي طالب، وتوفي ببغداد عام 183هـ مسموما في الحبس، ويعرف عند الشيعة باسم «باب الحوائج»، وتعرف المدينة التي دفن فيها باسم «الكاظمية» نسبة اليه.
وانتشرت سرادق العزاء الحسيني في عموم شوارع بغداد وهي تستقبل الزوار بالآلاف الذين وصولوا الى بغداد مشيا على الاقدام من مختلف المحافظات في الوسط والجنوب، وليست هي المرة الاولى التي تغرق بغداد في عتمة الاحزان لاحياء مثل هذه الذكرى، فمناسبة عاشوراء وواقعة الطف كل عام تحمل ذات المضامين والدلالات عن المد الاسلامي الشيعي.
هذه الظاهرة نظمت في مواكب ترعاها الاحزاب المشاركة في الدولة، مثل المجلس الاسلامي الاعلى والتيار الصدري وتيار الاصلاح الوطني بزعامة رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري وقائمة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، ولكل الأحزاب مواكب خاصة تقدم قناني المياه والشاي والمعجنات والطعام للحشود الكبيرة من الزائرين، وانتشرت قوات الأمن المختلفة والأجهزة الساندة من مختلف الدوائر الحكومية والمفارز الطبية في الساحات العامة على جانبي الطرق المؤدية الى منطقة الكاظمية، وخلال تجوال «الوطن» في بغداد خلال اليومين الماضيين لاحظت حالة البذخ الواضحة في مصروفات المواكب وكأنها تتسابق فيما بينها لجذب الزوار الى سرادقها وتوزيع كراسات الادعية التي تحمل شعارات الاحزاب، كنموذج دعائي لها والتي تترك في هذه السرادق بعد انتهاء الزوار من تناول وجبات الطعام.
وتظهر اكبر علامات المواكب في مداخل منطقة الكاظمية التي اغلقت من قبل القوات الامنية بعدة اطواق لكنها لم تمنع من حدوث اختراق امني بقصف محيط الكاظمية بقذائف المورتر، والتي اصابت عددا من الزوار لكنها لم توقف مسيرة الحشود التي توصف بـ«الحشود المؤمنة»، وكان قاسم عطا الناطق باسم عمليات بغداد شدد على استكمال القوات الامنية استعداداتها لحماية الزائرين، واعتبر ان الانتشار «يعطي اطمئنانا للمواطنين الذين يبدون تعاونا كبيرا ويتفهمون الاجراءات التي نتخذها لحمايتهم».
وقال محمد الحيدري، خطيب جامع الخلاني وعضو البرلمان العراقي السابق، ان الحشود تحيي هذه الشعيرة الدينية لاستذكار سجن الامام موسى الكاظم من قبل الخلافة العباسية، وثم قتله مسموما لتمنع البعثيين اليوم من العودة الى السلطة، موضحا ان ما حصل في العصر الحديث من اضطهاد لاتباع آل البيت الاطهار يعتبر امتدادا طبيعيا للظلم الذي لحق بالائمة ومنهم الامام موسى الكاظم من قتل وتشريد وتعذيب في زمن العباسيين وحتى حكم البعث.
ووصف خروج «الحشود المليونية» لتقول كلمتها الفصل، رافضة عودة البعثيين الى السلطة في ازمة تشكيل الحكومة المرتقبة، نظرا لما سببه النظام البعثي من مآسي التشريد والقتل والتعذيب لاتباع ال البيت وعلمائهم في حوزة النجف الاشرف.
هذه المقاربة ما بين مراسم زيارة، والتوظيف السياسي لها، يصفها المحلل السياسي ناظم القيسي بانها حالة تتحول من ظاهرة اجتماعية لها اهدافها الدينية الى نوع من العرف السياسي بفعل تدخل الاحزاب الشيعية المشاركة في السلطة في تنظيمها، وقال لـ«الوطن» انه يجد في هذا التحول ما يعكس احترام الشيعة الكبير لتراثهم الديني، ورفضهم لتطبيقات الاحزاب الاسلامية في الحكم في ان واحد، موضحا ان «احترام الموروث الديني معترف به في الاعراف الاجتماعية والعشائرية، لكن هذا الاحترام لا يعني قبول شيعة العراق بالنفوذ الايراني على مناسباتهم الدينية».
ـــــــــــ
مع احترامي الشديد لكل الإخوة الشيعة بكل فرقهم .. لكن لدي سؤال : لماذا دينكم و عباداتكم تُقام على الحزن والبؤس و الأسى و اللطم و شق الجيوب والجلود !! أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم مات فمن مات بعده أهون .. و الكل في هذه الحياة يموت .. فلماذا كلما أتت ذكرى موت فلان من الناس كان سيدا أو شيخا أو إماما أقمتم الدنيا و لم تقعدوها و رفعتم الأعلام السوداء وشققتم رؤوس أولادكم و مشيتم على الجمر وووو !! هذا علاوة على طلب الحوائج التي من المفترض أن لا تُطلب إلا من الله سبحانه و تعالى .. نأمل من إخواننا الشيعة التفكير مليا بما يقمون به من طقوس سواء في عاشورة أو في أي موسم تسجل فيه وفاة أحد الأئمة و الصالحين .. وأتمنى الهداية للجميع ..
التعليقات (0)