متى يقول الجزائري والمصري على حد سواء
لا إله إلا الله ؟؟
سوداني يدعو ويبتهل إلى ربه خارج المسجد الحرام وندعو معه اللهم أهدي شباب مصر والجزائر
مهما بلغ بالشخص تشاؤمه ؛ فما كان ليذهب به هذا التشاؤم إلى تخيل ما جرى ووقع بين أهل مصر وأهل الجزائر من ردود أفعال تجاوزت كل الممكن والمستحيل والخطوط الحمراء في العلاقة بين العرب والمسلمين . لاسيما ونحن نعيش الآن أكثر الأيام قدسية تتحد فيها مشاعر المسلمين وهم يتابعون أخبار 2.5 مليون حاج من أكثر من 160 بلدا يتوجهون بالتلبية ويرددون بلسان واحد : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .... لا شريك لك .
ولكن للأسف فقد اختار البعض من المهووسين عدم ترديد التلبية لله واستبدلوها بالتلبية للشيطان والعياذ بالله فتركوه ينفخ فيهم النار وينفث بواعث الثارات وحب الانتقام ......
وإزاء استمرار ما يجري من سخافات فقد أصبح جليا للعيان وغير العيان أن هناك أيادي خفية تحرك ما يجري. وتلعب بالعواطف في سبيل التغطية على عورات أكبر ربما أهمها حالة التحنيط والتكلس السياسي والفساد الإداري . والحالة الاقتصادية المتردية ....
والأدهى وأمر من ذلك أن بعض صائدي الشهرة والظهور بمظهر المواطن الغيور من الصحفيين ومالكي الصحف الصفراء وتجار الموسيقى والتمثيل والتعري والرقص والغناء الهابط والصاعد . وأرباب المعاشات من لاعبي كرة القدم وإداريي الظل وحتى الخاسرين والفاشلين في انتخابات المجالس البلدية والسكنية ومجالس الشعب وجدوها فرصة سانحة لإعادة تلميع أسمائهم والوجوه وتضخيم الرصيد الجماهيري لأنفسهم ولو كان ذلك على حساب هيبة وطنهم مصر ؛ فأخرجوا ألسنتهم هم الآخرين وباتوا لاهم لهم سوى النفخ في النار والدخان بلا حياء أو إستحياء. فالمسألة باتت مولد ولم لا ؟؟؟ ولا يهم إذا كان الطرف الجزائري وغير الجزائري سيرد عليهم بأعنف وأقذع مما أسمعوهم أم لا.... إن المرء إذا سب الشخص الآخر وسب أهله وموطنه فإن الشخص الآخر سيرد عليه بسبه وسب أهله وموطنه ويكيل له من الكيل ما هو أشنع ....وهذا ما يجري بالفعل.
اليوم يوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية وإن هي إلا سويعات حتى يهل علينا يوم عرفات ويصبح معظمنا صائم تقديسا لهذا اليوم العظيم الذي ينزل فيه الخالق المولى عز وجل للسماء الدنيا يباهي أهل السماء بعباده الذين أتوا من كل فج عميق يلبون النداء بالحج إلى بيته المعظم ......
أرجو من كل عربي مسلم أن يحترم قدسية هذا اليوم العظيم والأيام التي تليه إلى نهاية مناسك الحج فيسكت عن سب أخيه العربي المسلم لعل الله يشمله بعفوه ومغفرته .. فإذا لم يكن هذا العربي مسلم فلا أقل من أن يسترجع إحساسه القومي ويدرك أن لا غالب ولا مغلوب بين المصري والجزائري.
ولو لم يكن الجزائري هو الذي تأهل لكان المصري هو المتأهل .... ومن ثم فليس هناك مدعاة للجدال والمشاكسة في أمر ليس نهاية مطاف. وهناك أكثر من منافسة قادمة بإذن الله من منافسات المونديال. فهي تتكرر على مدى السنوات . وعلى مصر أن تجند كل طاقاتها منذ الآن استعدادا لتأهل مريح في المرات القادمة بدلا من إنتظار الثواني الأخيرة التي قد لا تأتي بثمار منطقية لعدة أسباب أهمها شد الأعصاب وما يستتبعها من رعونة وتهور من قبل الجهاز الفني واللاعبين على حد سواء .
إن مصر لديها من الإمكانات البشرية والاقتصادية والحضارية والإدارية التي لو أفسح لها المجال على ضوء قناعات (الرجل المناسب في المكان المناسب) لاستطاعت فعل المعجزات بدلا من الإتكاء على البعض الذي أثبت فشله .... ولابد لمصر الآن من تغيير جذري في مجال إدارة كرة القدم والإعلام الصحافة الكروية حتى يكون البناء راسخا وفق توجهات علمية وليس حزبية سياسية أو شللية ومحسوبية . وأن لا يعطى المجال للمنافقين وماسحي الجوخ والسماسرة في الفضائيات التجارية الذين لا يفعلون شيئا سوى الإساءة لعظمة مصر ووقارها وهيبتها بفضل ما يصرحون به من كلمات غير مسئولية ويتلفظون به من سقط القول وسفهه فيجدها الآخرون فرصة سانحة بالرد عليهم بأسلوب هو الآخر غير مسئول وسوقي يشتمون من خلاله مصر وأهل مصر ويقللون من شأنها .... فعلى أمثال هؤلاء أن يدركوا أنهم لو كانت لهم ألسنة سليطة فإن لدى الناس أيضا ألسنة حداد طوال يسلقون بها الوجه ويلهبون بها الظهر إذا جرى إستفزازهم.
وعلى الجزائر من جانب آخر أن تفعل نفس الشيء تجاه بعض الصحف الصفراء وكتابها من طالبي الشهرة الرخيصة عبر الصيد في الماء العكر...... وحيث أنها قد تأهل منتخبها الكروي لمونديال جنوب أفريقيا فلا أقل من نسيان الماضي والتركيز على القادم للخروج بنتائج مشرفة لهم ولكل العرب.
كـل المسلم على المسلم حـرام
التعليقات (0)