هذا مقال كتبته قبل اكثر من 500يوم في جريدة الرياض اتوقع تنصيب ( ابو حسين .. اوباما ) رئيسا لامريكا .. وكان ذلك خلال الانتخابات الامريكية .. وقد شرحت فيه آلية انتخاب الرئيس من وجهة نظري , وان اوباما هو رئيس المرحلة .. السؤال .. هل كان تنظيري للسياسة الامريكية صحيح ؟؟ واذا كان كذلك .. ما هو القادم ,,
رابط المقال في جريدة الرياض ,, مرفق
"أبو حسين" رئيساً لأمريكا لا محالة!!
عبدالعزيز بن عبدالله الرشيد
إنه لمن عدم الفطنة أن نعتبر الانتخابات الأمريكية تسير بشكل تلقائي وعفوي، وأنه لا يحكمها ترتيبات خفية غير ظاهرة للعيان تحدد من هو الأولى ليكون على رأس السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة الأمريكية في كل فترة من الفترات حسب ما تطلبه المصالح السياسية والاقتصادية للدولة، ويكون ذلك عن طريق الإعلام والدعاية والإشاعات أيضاً، فعلم النفس الذي يدرس تصرفات مجموعة كبيرة العدد من الناس مختلفة المستويات والثقافات، دائماً ما يصف تصرف هذه المجموعة بالسذاجة والانخداع بالشعارات حتى وان كان بينهم العديد ممن هو على درجة كبيرة من العلم والمعرفة، وقد يلاحظ ذلك جلياً في التجمعات الكبيرة للناس في المهرجانات أو الملاعب حيث تجد أن تصرفات الجماهير ساذجة في ردود أفعالها على ما ترى، تضحك على شيء تافه لا يضحك وتهيج على أمر لا يستدعي الإثارة، وتتساوى كل المجموعة في ردة الفعل مع اختلاف في حدتها حسب المستويات العمرية والثقافية.
وهذا ينطبق على الانتخابات الأمريكية، فالمال هو الأساس في تحديد من سيجلس على كرسي الرئاسة، عن طريق الدعايات والمهرجانات الانتخابية وتصوير المرشح بالشكل الذي يأسر قلوب ومن ثم أصوات الناس، ومعروف أن في الولايات المتحدة الأمريكية ما يسمى (مجموعات المصالح) وهي العديد من المجموعات لها مصالح سياسية "مثل اللوبي اليهودي" مثلاً، أو اقتصادية مثل "شركات السلاح أو الصناعات الثقيلة" وهذه المجموعات هي ما يعتقد الجميع أنها تسير الانتخابات حسب مصالحها، ولكن الحقيقة أنه كثيراً ما تعارضت مصالح تلك المجموعات، وهذا بالتالي سيجعل أمر نتيجة الانتخابات غير مضمونة بأن تكون في صالح الدولة ككل، لذلك فإن الأقرب للواقع هو وجود كيان يجمع تلك الجماعات مع مجموعة من حكماء ورجال فكر وأعلام واقتصاد يحويهم مجلس اعتباري يجتمعون به ويحددون من الأصلح والأفضل أن يقود المرحلة، أولاً من الحزبين، ومن ثم من المرشحين، ويتبلور تأثير هذه الجماعة في الدعم المالي والإعلامي للمرشح حتى يكسب تأييد أكبر عدد من الناخبين وقد يسلط على المرشح الآخر - لو تطلب الأمر - مرشحون مستقلون في المرحلة الأخيرة من الانتخابات لجذب تأييد عدد من الناخبين من قاعدة المؤيدين له ومن ثم خسارته، المهم في النهاية يجب أن يجلس في المكتب البيضاوي من يصلح للمرحلة، كما أن عليه تنفيذ ما يملى عليه، وإذا ما خرج عن الخط الذي رسم له قد يهدد بفضيحة تحاك له ليعود إلى الخط الذي رسم له كما حصل لكثير من الرؤساء وآخرهم كلينتون أو باستقالة أو حتى اغتيال، والتاريخ الأمريكي به كثير من الأمثلة.
ما أردت إيضاحه والصول له هو أن "أوباما" هو الشخص النموذجي الذي يصلح لهذه المرحلة، فمن المعلوم أن الولايات المتحدة فقدت تأييد العالم لما تقوم به من غطرسة أوجبتها ظروف المرحلة عليها، ولذلك فهي بحاجة إلى استعادة شيء من رونقها السابق كمدافع عن الديمقراطية وعن حقوق الضعفاء في العالم، ولن يكون هناك أفضل من شخص ذي أصول افريقية والده مسلم وهذا قد يعيد حسابات بعض المتشددين المسلمين نحو أمريكا التي أجلست في أعلى منصب تنفيذي (أبو حسين) الذي يدين والده بالإسلام وأخوه كذلك، ومن الملاحظ عدم التركيز في ذلك في مراحل الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي، على أن ذلك قد يكون كفيلاً بترجيح كفة هلاري كلينتون، والذي ينظر بعين ثاقبة إلى المرشح الجمهوري ماكين يجد أنه خاسر لا محالة أمام هذا الشاب المفوه المدعوم بشكل شبه واضح من الأغلبية التي ملت سياسات الحزب الجمهوري والتي لم يعد مرشحه بتغيير كثير منها.
إذاً السؤال ماذا لو أصبح (أبا حسين) رئيساً لأمريكا..!!، ماذا سيتغير؟؟ أنا أقول سيتغير كل شيء من مصلحة الولايات المتحدة أن يتغير ولم يكن يتغير بوجود هذه الإدارة وتعهداتها المعلنة التي لا يمكنها التراجع عنها، إذاً بكل بساطة يمكن لأي شخص أن يحدد سياسات الولايات المتحدة فهي تعتمد على مصالحها دون النظر إلى دعايات التنظير للأخلاق وحماية الديمقراطية في العالم، "فليس من الديمقراطية أصلاً الدعوة إلى نوع واحد محدد من الديمقراطية" وليس من الأخلاق كل ما تقوم به الولايات المتحدة باسم حماية العالم الحر المتحضر كما تدعي، فلا تتوقعوا تغيراً جذرياً في سياساتها لو أصبح أوباما رئيساً، بل سيصبح هو أداة لعبور أمريكا مرحلة معينة وسيأتي من بعده من يصلح للمرحلة التي تليه، المهم أن لا نصبح نحن أداة من الأدوات فقد حان الوقت أن ننظر إلى مصالحنا بعيداً عن أمريكا وسياستها.
http://www.alriyadh.com/2008/10/20/article381965.html
رابط المقال
التعليقات (0)