توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن
محمد خير البوريني: أثار منح السلطات الأردنية جوازات سفر مؤقتة للفلسطينيين من أبناء قطاع غزة أثار جدلاً واسعاً، القرار لا يعطي هؤلاء حق المواطنة الكاملة كما أنه يقطع الطريق على فكرة التوطين ويسهل حياة الآلاف منهم لكن هناك من لهم وجهة نظر أخرى، تقرير عثمان البتيري أعده من عمان.
منح اللاجئين الفلسطينيين جوازات سفر اردنية
عثمان البتيري: لا يختلف مخيم غزة القريب من العاصمة عمان كثيراً عن بقية مخيمات لجوء الفلسطينيين في الأردن، فوجع البعد عن الأهل والأرض والوطن واحد وآلام الشتات والغربة وقسوة العيش يتجرعها الفلسطينيون يوماً بعد يوم، غير أن أبناء المخيم هنا زاد من معاناتهم أنهم هجروا من قطاع غزة عقب حرب عام 1967 إلى الأردن ونظراً لأن غزة آنذاك كانت تحت التبعية المصرية فإن الحكومات الأردنية المتعاقبة رفضت معاملتهم بذات الطريقة التي تعاملت بها مع الفلسطينيين المهجرين من الضفة الغربية الذين اعتبروا مواطنين أردنيين، أبناء غزة حكم عليهم أن يظلوا فلسطينيين بلا هوية أو بجواز سفر أردني مؤقت مدته عامان في أحسن الأحوال مع بقائهم طوال عقود محرومين من أبسط الحقوق التي تضمن لهم سبل العيش الكريم.
أحد شباب المخيم: المعاناة كبيرة جداً يعني لو جيت للمخيم أنت بتلاقي يعني انه فيه أكثر يعني نسبة متعلمة كبيرة جداً طبعاً هذه النسبة طبعاً ومثقفين عدد كبير جداً بالإضافة إلى ذلك إنه مفيش أي نوع من أنواع التوظيف يعني ما بيحقلناش نتوظف في الحكومة يعني حتى يعني مثال بسيطة جداً يعني أبسط مثال رخصة عمومي مثلاً يعني ما بيصح لنا ناخذ رخصة عمومي.. الواحد مثلاً ياخد له مصلحة أو أشيء كل معنا يعني باعتبارنا يعني مش.. بتقدر تقول مش يعني ما فيه إلنا أي حقوق.
أحد شباب المخيم: ليش طب ما يعطونا (كلام غير مفهوم) خمسة سنين زينا زي غيرنا ها أنا مخلص حقوق بقالي أربعة سنين بكالوريوس بدرس قانون صار لي ثلاث سنين أًصلا مخلص وقاعد ما في شغلة ولا عمله وبنروح علي نقابة المحاميين تقول لا يصلح لكم مزاولة المهنة، طب أيش ذنبي أنا؟
عثمان البتيري: غير أن الغازيين في الأردن بدؤوا يشعرون بأن ملامح حل تلوح في الأفق عندما أعنت حكومة رئيس الوزراء الأردني فيصل الفايز عزمها منح أبناء غزة جوازات سفر مدتها خمسة أعوام إضافة إلى تسهيل سبل العيش لهم مؤكدة أن الهدف من ذلك إنساني محض.
أسماء خضر-الناطقة بأسم الحكومة الأردنية: كان هذا مطلب، مطلب نيابي ومطلب شعبي ومطلب إنساني والأردن يعني له تاريخ في تقديم المواقف والخدمات الإنسانية من هذا النوع وبالتالي استجاب.. استجابت الحكومة لهذا المطلب وأعلنت التزامها بمنح وثائق سفر أي جوازات سفر لأي من أبناء قطاع غزة إذا تقدم بطلب من هذا النوع وهو الهدف منه تسهيل مرور تسهيل السفر تسهيل إثبات الشخصية تسهيل المعاملة وأيضاً يرافقه تسهيلات تتعلق بالإقامة.
عثمان البتيري: إعلان الحكومة أثار موجة من الجدل بين مؤيدين يرون فيه فرصة لرفع الظلم عن أجيال ولدت وعاشت في ظروف معيشية قاسية وبين معارضين يخشون أن يكون الإعلان خطوة أولى على طريق توطين أكثر من مائة وخمسين ألف غزي في الأردن بشكل نهائي وهو ما تنفيه الحكومة وتؤكد أن الغزيين لن يحصلوا على الرقم الوطني الذي يمثل الجنسية الأردنية.
ناهض حتر-كاتب ومحلل سياسي: قصة الفصل بين جواز السفر والجنسية هو اختراع أردني، لا يوجد فصل بين جواز السفر وبين الجنسية، الحاصل على جواز سفر بلد ما من وجهة نظر القانون الدولي يتمتع بجنسيتها، أنا أنظر إلى هذه الخطوة كجزء من صفقة التوطين التي أقدمت أو تقدم عليها الحكومة الأردنية في إطار ترتيبات سياسية في المنطقة.
حلمي الأسمر-كاتب ومحلل سياسي: مش فاهم قصة التوطين في الأردن لا مغزى لهذه الكلمة، لأن الفلسطيني في الأردن مقيم من عقود يعني مستوطن يعني أو موطن بحكم الواقع السياسي والاجتماعي والدولي ولو كان هناك عنده يعني منفذ للعودة أكيد راح يرجع لمسقط رأسه وربما أنتو شفتوا في.. سألتوا وبتسألوا ناس فلسطينيين في الأردن أو في غير الأردن ما فيه فلسطيني يتنازل عن حق العودة لو حمل عشر جوازات سفر في جيبته.
عثمان البتيري: أبناء غزة من جهتهم كانوا أكثر وضوحاً في تمسكهم بحقهم في العودة وأكثر حرصاً على رفض التوطين مهما كانت الظروف الصعبة التي يعيشونها جيلاً بعد جيل وأن فرحهم بإعلان الحكومة منحهم جوازات سفر مرتبط بالتسهيلات المعيشية التي سيوفرها لهم.
الحاج سالم-من سكان المخيم: لا نحتاج أي نقاش في موضوع التوطين نرفضه رفضاً مطلق يعني إذا الجواز بيعني التوطين فهذا مرفوض من الصغير قبل الكبير، إنما الجوازات.. مطالبة أبناء غزة بالجوازات لتسهيل مهماتهم لا أكثر ولا أقل مثلاً بده يشتري أرض بده أي شيء بيقدر يستطيع يسجل باسمه عن موضوع التأمين الصحي ممكن يحصل تأمين صحي ممكن كمزاولة المهنة فيه ناس كمهندسين دكاترة أو صيادلة بالدكاترة مبيحصلوش على مزاولة مهنة.
عثمان البتيري: المعارضون للخطوة الحكومية يرون أن إنهاء معاناة أبناء غزة في الأردن يجب أن يكون بعيداً عن الساحة الأردنية التي أخذت حصتها من الإشكال الفلسطيني على حد وصفهم وأن الأردن لم يعد يحتمل مزيداً من عمليات توطين للفلسطينيين.
ناهض حتر: إذا أردنا أن نحل المشاكل الإنسانية للفلسطينيين في العراق وسوريا ولبنان وأبناء غزة على حساب الأردن سنصل إلى انفجار ديمغرافي فلسطيني في الأردن وباعتقادي أن هذا مآله خطير جداً لأنه سيولد ردة فعل أردنية مضادة وربما ينتهي الأمر إلى حرب أهلية في هذا البلد.
أسماء خضر: لا يفتح باب التوطين سوى الجنسية يعني الأردن فيه من العمال هجرة.... العمال المهاجرين أعداد كبيرة فيه من الأجانب الذين يقومون بأعمال مختلفة أعداد كبيرة، العبرة هي في مسألة الجنسية طالما أن هذه التسهيلات لا تتضمن منح الجنسية ولا تتضمن مصادرة لحق العودة فهي لا شائبة تشوبها من الناحية السياسية.
عثمان البتيري: وتظل معاناة الغزيين أكبر شاهد على مأساة أثقلت كاهل جيل الأباء والأجداد الذين أرهقهم طول المسير من منفى إلى منفى ولا تزال هذه المعاناة تهدد مستقبل أجيال من الشباب والأطفال وتبقي مصيرهم معلقاً ببضعة أختام وأوراق يطلق عليها أسم جواز سفر، الجدل الدائر حول توطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن سيظل في احتدام بين المؤيدين والمعارضين لكن اللاجئين من أبناء غزة هنا يرون أنهم يتساوون مع المواطنين الأردنيين من ذوي الأصول الفلسطينية في تمسكهم بحق العودة وأن الحصول على جواز برقم وطني لا يتعارض مع هذا الحق، عثمان البتيري مراسلو الجزيرة، مخيم غزة، جرش.
التعليقات (0)