ها قد جاء اليوم الذي انتظرناه طويلا ، فمنذ أن أنهى الطلبة الصف الحادي عشر بنجاح وهم في انتظار هذا اليوم ، اليوم الأخير في امتحانات الثانوية العامة ، ربما لم تجر الأمور كما خطط لها ، وربما خانتنا التوقعات ولكن الأمر الذي لا جدال فيه هو أن الامتحانات قد انتهت .
على غير العادة يشعر الطلبة في اليوم الأخير بتململ من الامتحان ، وغالبا ما لا يرغب الطالب بمراجعة ورقة الامتحان ، ويسارع للخروج من القاعة وكأنه على موعد مع شخص ما ، ولكن بعد المغادرة يشعر بعدم رغبة في التوجه للبيت ، وقد يسارع في إلقاء كتابه على الأرض أو يمزقه ( تبعا للجو النفسي ) ، ثم ما يلبث أن يشعر برغبة في النوم الذي عشقه طيلة أيام الامتحانات ، فيسارع إلى البيت ولكن لا يفوته أن يلملم الكتاب وأوراقه من ممرات المدرسة ، وعندما يصل إلى البيت يعزم على النوم العميق ، وينذر الأهل لعدم الازعاج ، وما أن يدخل غرفته حتى يقرر اخفاء الكتب من وجهه ، فيمسك بها ليشعر بحنان غير مألوف فيبدأ بتقليب صفحات هذا الكتاب أو ذاك حبا في المعرفة التي لا يشوبها الحرص على الاستذكار والحفظ ، وقد يقرأ معلومات تدهشه في بعضها يراها لأول مرة ، وأخيرا يرتب الكتب بكل حرص كأم تودع صغيرها الفراش ، وعندما يحين دوره للنوم يتذكر أن عليه محادثة زميل آخر عن المراقبين لهذا اليوم ، وعن مدير القاعة ... حتى عن رجل الأمن المكلف بحراسة المدرسة فالكل له نصيب من الذكريات ، وبعد ذلك يقرر متابعة ما فاته من حلقات المسلسل ، والأخبار الرياضية ، وأحاديث السمر الخاصة التي حرم منها في فترة الامتحانات وربما قبل ذلك ...
وفي الليل يأوي إلى فراشه بعد أن يصبح غير قادر على مقاومة النعاس ، وعندما يبدأ بالاستسلام للنوم توقظه الأفكار : هل كانت إجابتي لذلك السؤال صحيحة ؟ لماذا لم أكمل الحل ؟ كم سأجمع من العلامات ؟ هل أنجح أم ... ؟ لا قدر الله . هل سأحرز المعدل الذي يدخلني الجامعة ؟ وأخيرا : ماذ ا سأتخصص ؟ هذا السؤال الصاروخي الذي يغتال ما بقي من نعاس .
نعم سيكتشف الطالب في هذا اليوم أنه لم ينه المشوار كما توقع بل إنه اليوم يبدأ رحلته الطويلة التي يكون فيها المستقبل ، ومن هنا فإنني إذ أتمنى التوفيق وتحقيق ما تصبو إليه النفس لجميع الطلبة سافتح لهم مجالا لتشارك الحلم مع بعضهم البعض ، وذلك من خلال التعليق على هذا الموضوع بكتابة ما يجول بخاطرهم عن المستقبل بعد الاجابة عن هذين السؤالين :
أولا : كم تتوقع معدلك ؟ بكل صراحة بعيدا عن الآمال التي تقدم للأهل أو التواضع الذي قد يجنبنا الصدمة.
ثانيا : كيف ترى/ ترين نفسك في سن الخامسة والعشرين ؟ بعد ظهور النتيجة ، والتخصص الذي تم اختياره ، وتوقعات النجاح في صنع المستقبل ...
التعليقات (0)