توثيق النكسة بعدسات غير عربية

توثيق النكسة بعدسات غير عربية

تثير ذكرى حرب يونيو 1967م في النفس الكثير من المرارات والرغبة في مراجعة مافات، عل وعسى يساهم ذلك في إصلاح الحاضر وتأمين المستقبل. وحيث لاتزال أراضي عربية محتلة يدنسها العدو الصهيوني في الجولان وجنوب لبنان وفلسطين بأكملها.

وما بين حلول لكل ذكرى سنوية وأخرى ؛ تميط إسرائيل والإستخبارات الغربية اللثام عن بعض الصور الموثقة لهذه الحرب المثيرة للجدل بالنظر إلى نتائجها الوخيمة ، والأسباب الغير مبررة التي أدت بالعرب لخسارتها.

وبمضي السنوات ؛ فقد تغير العصر والزمان ، وفات عهد كنا نكتفي فيه بالإنكفاء على وجهات نظر الإعلام الرسمي الأحادية وحدها ؛ دونما جرأة أو قدرة على عرض الحقائق التي قد تثير تساؤلات عن تقصير وإهمال وفساد عام.

هذا العام نعرض لبعض جوانب حرب 67 كما كان يراها العالم . وكما ظنها الصهاينة نصرا مؤزرا أدى إلى مضاعفة مساحة دولتهم التي لانعترف بها إلى ثلاثة اضعاف مساحتها قبل 5 يونيو 1967م.

كانت حرب يونيو 67م عدوانا بكل المقاييس . فقد كانت حرب جرى الإعداد لها مسبقا وجر العرب إليها جرا ... دخلها الصهاينة بخطط عسكرية محكمة وأنظمة عامة لإدارة الأراضي المحتلة.

وتعتبر حرب 67م هي الحرب الثالثة بين الصهاينة والعرب . فقد سبقتها حرب 1948م التي خسرها العرب بسبب سوء التقدير لقوة عدوهم . وفساد حاشية الملك فاروق الذي زود الجيش المصري بأسلحة فاسدة .
ثم كانت الثانية حرب 1956م أو ماعرف لاحقا بالعدوان الثلاثي على مصر. وهو الذي افشلته المقاومة العسكرية المنظمة والشعب المصري في بورسعيد والإسماعيلية والسويس وسيناء بتلاحمه وإتحاده إلى جانب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، فكان أن أجبر الرأي العام العالمي كل من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على الإنسحاب . فعد ذلك نصرا مبينا لجمال وترسيخا لمسيرة القومية العربية ورديفتها الناصرية واليسارية.

في حرب 67م كان الجنرال إسحاق رابين يشغل منصب رئس هيئة اركان الجيش الإسرائيلي. فأطلق على هذه الحرب مسمى "حرب الأيام الستة" .. يحاكي فيها وبكل "جرأة اليهود على خالقهم" خلق الله عز وجل للكون في 6 أيام وفق ماجاء في التوراة ... أو كأنه يريد القول أن إسرائيل التي أرادوها بمساحتها التي تضاعفت بسبب الحرب 3 مرات قد خلقها الجيش الإسرائيلي في ستة ايام.

قادة ومفاتيح نصر أكتوبر 1973م العظيم (بدون كشط وفوتو شوب أو تزوير).. السادات وعن يساره وزير الدفاع المشير أحمد إسماعيل وعن يمينه سعد الدين الشاذلي رئيس هيئة الأركان ثم عن يساره عبد الغني الجمسي رئيس العمليات

أما نحن فقد أطلقنا على حرب يونيو 67م  مسمى "النكسة" ... أي أنها جولة خاسرة سيعاد بعدها الكرة على العدو وتحقيق النصر . وهو ما جرى خلال حرب 6 أكتوبر 1973م على يد صاحب قرار العبور الراحل محمد أنور السادات . ثم وتخطيط محكم من رئيس هيئة اركان الجيش المصري الفريق سعد الدين الشاذلي بطل حرب أكتوبر الحقيقي رحمهما الله.

كان ذاك على صعيد الجبهة المصرية . أما على الجبهتين السورية (الجولان) و الأردنية (الضفة الغربية والقدس) ، فلا يزال التاريخ بحاجة إلى كتابة موضوعية نظرا لغموض تفسير ما جرى هناك. والحاجة إلى الشفافية التي قد تعيقها جوانب وملابسات وأنظمة سياسية ، ربما تمنع وضع المؤرخ يده على مستندات . أو حتى مستندات ترشح من الجانب الإسرائيلي أو الأمريكي والروسي لفترة قد تطول إلى أكثر من خمسين عام من تاريخ نهاية الحرب.

الجنرال الصهيوني أريل شارون قائد المنطقة الجنوبية (في الوسط) عند وصوله إلى قاعدة عسكرية في صحراء النقب جنوب فلسطين بتاريخ 1 يونيو 1967م . وعن يمينه الجنرال حاييم بارليف صاحب فكرة بناء خط بارليف. وقد حشدت إسرائيل وقتها 100,000 جندي مقابل 240,000 جندي عربي في كل من مصر وسوريا والأردن.

شاحنة تابعة للجيش المصري في قطاع غزة تحترق بعد تعرضها لقصف جوي إسرائيلي في اليوم الأول من حرب يونيو . وكان الطيران الإسرائيلي قد سيطر تماما على الأجواء عقب مبادرته بتدمير مئات الطائرات المصرية الحربية وهي على الأرض في قواعدها الجوية إضافة إلى الطائرات السورية والأردنية.

وزير الدفاع الصهيوني خلال حرب يونيو 67م الجنرال موشي دايان خلال مؤتمر صحفي له بتاريخ 8 يونيو 67م يعلن إحتلال القدس الشرقية التي كانت تحت الإدارة الأردنية.

جندي يهودي يراقب حريق ضخم وتصاعد كثيف لأعمدة الدخان من مصفاة نصر للبترول على قناة السويس عقب قصفها بالطائرات الإسرائيلية. إمتد إحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية 11 سنة قبل أن تنسحب منها بعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجين.

مواجهة بين فرقة من الجيش المصري وأخرى إسرائلية قرب مدينة الإسماعيلية يوم 9 يونيو67م.

أسير مصري جريح يستند على أكتاف إثنين من رفاقه الأسرى يوم 9 يونيو 1967م. وكان قد ثارت هواجس وغضب شعبي في مصر على أثر تسرب معلومات لاحقا خلال عهد حسني مبارك تكشف سوء معاملة اليهود للأسرى المصريين. وإجبار الكثير منهم على حفر قبورهم قبل التخلص منهم بإطلاق النار عليهم وإجبار رفاقهم على دفنهم . وبالطبع لم تحرك الإدارة المصرية ساكنا ؛ وتم تكميم الأفواه بالترهيب والتعذيب.

جانب من الطائرات المصرية الحربية التي دمرها طيران العدو الصهيوني صبيحة يوم 5 يونيو هي رابضة على الأرض داخل قواعدها.

اللاجئون الفلسطينيون يعبرون فوق ما تبقى من جسر اللنبي على نهر الأردن بعد تدمير طائرات اليهود للجسر.

مرتفعات الجولان عقب إحتلال جيش العدو الصهيوني لها يوم 10 يونيو 1967م . ولاتزال الجولان محتلة . وتكمل هذه العام مدة (45) من الإحتلال ، وهو الأمر الذي يعد رقما قياسيا في التاريخ الحديث.

سجناء حرب مصريين أجبرهم جنود العدو الصهيوني الإنبطاح على الأرض عقب إستسلامهم في رفح جنوب قطاع غزة يونيو 67م.

رئيس الوزراء الصهيوني ليفي اشكول (في الوسط) خلال زيارة لقطعان من الجيش اليهودي في مرتفعات الجولان خلال حرب يونيو 67م.

في نهاية حرب الأيام الستة جندي صهيوني يحمل قطعة رشاش سوفيتي الصنع استولى عليه من جندي مصري بعد إستشهاده حيث تظهر جثته على الأرض مغطاة بقماش ابيض.

طفلة فلسطينية تحمل الطعام على رأسها خلال عبورها لمساكن هدمتها طائرات العدو الإسرائيلي في قلقيلية في الضفة الغربية خلال حرب يونيو 67م. وقد قام جيش العدو وقتها بتدمير معظم هذه المدينة تقريبا قبل نهاية الحرب ....  وبعد أن أعاد الفسطينيون بناءها بادر أريل شارون بإقامة جدار إسمنتي عازل يفصلها عن غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

فرحة بعض الصهائنة بنصر حرب يونيو 67م

فرقة من جنود العدو الصهيوني داخل شبه جزيرة سيناء يرفعون أسلحتهم احتفالا بنصر حرب يونيو 67م

إحياء ذكرى موتى اليهود في حرب يونيو 67م . بلغ عدد قتلاهم مابين 800 إلى 900 ؛ في حين وصل عدد العرب إلى نحو 24,000 مابين شهيد ومفقود. عدا عدد الجرحى ومن اصيب بعاهات... والمؤسف أننا وفي الجانب العربي لانقيم وزنا لشهدائنا ولا جرحانا ولا نذكرهم كأنهم لاقيمة لهم ولا قيمة لما بذلوه من أرواح وتضحيات في سبيل تحرير أرض فلسطين المغتصبة ..
لكل هؤلاء الشهداء والجرحى العرب مليار تحية ونرجو لمن مضى منهم الفردوس الأعلى.