مواضيع اليوم

توتال تلتحق بركب موبيل وشيفرون وتستعد لمواجهة مع بغداد

رانيا جمال

2012-08-02 11:33:08

0

متابعة بلادي اليوم وقعت مجموعة توتال النفطية الفرنسية العملاقة اتفاقا للتنقيب عن النفط في كردستان العراق مجازفة بذلك بالدخول في اختبار قوة مع حكومة بغداد التي يدور خلاف بينها وبين كردستان العراق حول استثمار النفط,واعلنت الشركة النفطية الاوروبية الثالثة انها استحوذت بفضل هذا العقد على 35% من رخصتين للتنقيب تغطيان 705 و424 كلم مربع على التوالي، لدى شركة ماراثون اويل الاميركية. وتملك حكومة كردستان العراق 20% من هاتين الكتلتين.وبدخولها مجال التنقيب في كردستان العراق تجازف توتال بخوض مواجهة مع بغداد التي تقيم علاقات رديئة للغاية مع الاقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي. كما هي الحال مع الشركتين الاميركيتين المنافستين شيفرون واكسون-موبيل اللتين هما على خلاف مع الحكومة المركزية. واكتفى متحدث باسم توتال بالقول ان المجموعة ابلغت السلطات العراقية بشأن هذه العملية.وقد حذرت الحكومة العراقية في حزيران/ الماضي الشركات الفرنسية من توقيع عقود نفطية مع اقليم كردستان او اي سلطات محلية او اقليمية اخرى، مؤكدة ان ذلك سيؤدي الى الغاء عقود هذه الشركات مع الحكومة العراقية. وفي السياق نفسه اعلنت الاسبوع الماضي ان شيفرون لم يعد بامكانها العمل في العراق ، لان الشركة النفطية الاميركية العملاقة حصلت بدون موافقتها على رخصتين للتنقيب النفطي في منطقة الحكم الذاتي. وهددت بغداد ايضا اكسون-موبيل باجراءات مماثلة. اذ انتقدت الحكومة العراقية بلهجة شديدة شركة شيفرون في الوقت الذي كانت تسعى فيه لإبرام عقد نفطي مع حكومة إقليم كردستان مانعةً في الوقت نفسه الشركة من إتمام العقد في محاولة من الحكومة لردع باقي الشركات من التعاقد بصورة مباشرة مع الإقليم، ولطالما أكدت بغداد أن أي عقد يبرم مع كردستان العراق هو غير قانوني، حيث تعرقل عقد الشركة مع الإقليم في الوقت الذي كانت تعمل فيه ضمن حقل نفطي عملاق في الجنوب. فقد حظرت بغداد شركة أكسون موبيل من الدخول في مناقصة للتنقيب خلال العام الحالي.لكن شركة شيفرون تبعت منافسها الأكبر في كردستان "أكسون موبيل" وموقف بغداد الذي من المؤمل أن يصدر سيكون مهماً بالنسبة لباقي الشركات الكبرى كشركة توتال الفرنسية التي من المتوقع أن تدخل هي الأخرى كلاعب في مسلسل خلافات عقود النفط بين بغداد وأربيل,وبحسب صحيفة شيكاغو تريبيون، حتى الآن فأنه مهما كان تأثير ذلك في النوايا الحسنة بين الطرفين فأن شركة شيفرون لا تمتلك أي حصة للاستثمار في حقول جنوب العراق من الممكن أن تخسرها. ثاني أكبر شركات النفط في الولايات المتحدة الاميركية كانت مؤهلة لأخذ حصة من أربع جولات تراخيص النفط والغاز إلا أن الشركة اعتذرت عن ذلك معتبرةً أن شروط الحكومة العراقية غير قابلة للتطبيق. كما أفادت مصادر أن شركة شيفرون وجدت شروط العمل في التعاقد مع إقليم كردستان العراق مناسبة أكثر من تلك في بغداد. وفي الوقت الذي أكدت فيه الشركة عزمها على متابعة البحث عن فرص للاستثمار في شمال وجنوب العراق ذكر مسؤولو نفط عراقيون أن الشركة كانت قد أبدت اهتماما في تطوير حقل نفط الناصرية العملاق في جنوب البلاد إلا أن هذا الحقل لم يقدم في أي من العطاءات.بيان وزارة النفط الاتحادية ذكر أنه يجري الآن التــحقق من مصداقية وسمعة شركة شيفرون اضافة إلى شركات أخرى إلا أننا واثقون تماماً من فشلها في الاختبار وعلى هذه الشركات أن تشعر بالخجل نتيجة لتصرفاتها اللاقانونية, وباتت الشركات النفطية اكثر ميلا لتجاوز غضب بغداد والعمل في شمال البلاد. وكانت توتال اقرت قبل عدة اشهر بالتفاوض لدخول كردستان مؤكدة في الوقت نفسه على سيادة العراق على المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي.وكان رئيس مجلس ادارتها كريستوف دي مارجيري صرح في شباط الماضي "ان شروط العقود افضل فيها لذلك هي ربما رسالة صغيرة يجب تمريرها الى كامل البلاد". ثم قال في الشهر التالي "ان كثيرا من الشركات تستثمر في كردستان العراق، ولا ارى لماذا لا تستطيع توتال القيام بالامر نفسه".وسعت توتال الى التهدئة بالتأكيد مجددا في بيانها على "التزامها الاسهام في تنمية القطاع النفطي العراقي والاستثمار في مشاريع جديدة".وهذا الاتفاق الذي قد يفتح فصلا جديدا في العلاقات بين توتال والعراق، يسجل عودة الى الجذور بالنسبة للمجموعة الفرنسية.وكانت سابقتها، شركة النفط الفرنسية، انشئت في عشرينات القرن الماضي للمشاركة في استخراج النفط في العراق على اثر اكتشاف حقل قرب مدينة كركوك بشمال البلاد التي لا تزال بغداد والاكراد يتنازعان على سيادتها.وقد غادرت شركة النفط الفرنسية البلاد في 1972 بعد تأميم القطاع النفطي. ومنذ الاطاحة بصدام حسين عادت توتال من الباب الصغير بحصولها في 2009 على استدراج عروض لتطوير واستغلال حقل حلفايا في جنوب البلاد في اطار كونسورسيوم مع شركات آسيوية،وهو عقد قد يكون مهددا بوضع توتال قدمها في الجانب الكردي.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !