تثير وسائل الإعلام الكردية بين فترة وأخرى قلق الأكراد من تعاظم دور الحرس الثوري الإيراني و نخبة الحرس– فيلق القدس- في كردستان عامة وفي كركوك بشكل خاص. حيث بدأت تستولي المليشيات المسلحة التي يطلق عليها "الحشد الشعبي" وهي مجموعات عسكرية تتلقى تدريباً ودعماً مباشراً من طهران على مناطق واسعة في كركوك وديالى و هما المحافظتان العراقيتان المتنازع عليهما مع كردستان العراق .يأتي ذلك فيما تتمتع تلك المناطق بأهمية استراتيجية و ديموغرافية كبيرة بالنسبة للأكراد والعراقيين وحتى الإيرانيين الذين يدعمون طموحات الزعماء العراقيين المؤيدين لسياسات طهران في المنطقة بسبب الموقع و ذخائر النفط والغاز التي تتواجد فيهما.
في غضون ذلك نشرت صحف و قنوات تلفزيونية كردية في الفترة الأخيرة عدة تقارير تتحدث عن تزايد أعداد قوات تابعة للحرس الثوري في كردستان العراق. حيث تشير التقارير الصحفية الى دعم الحرس لقوات تابعة للطالباني على حساب البرزاني. و تتزايد الشكوك حول دور الحرس في المناطق الكردية بعد أن تحدثت تقارير إخبارية عن اختطاف قادة في البشمركة تابعين لحزب البرزاني بسبب معارضتهم للوجود الإيراني في كردستان ونقدهم لدعم حزب الطالباني لهذا التواجد. فمن بين القادة الذين تم اختطافهم على يد فيلق القدس في الآونة الأخيرة اللواء المتقاعد في قوات البشمركة التابعة للبرزاني "بهاء الدین سیدمحمد".حيث نقل نجل اللواء المتقاعد لوسائل الإعلام أنّ والده معتقل في مدينة كرمانشاه الإيرانية من قبل الحرس الثوري الإيراني.*
رغم أنّ تواجد الحرس الثوري في كردستان العراق يثار حوله الكثير من علامات الإستفهام إلا أن الإيرانيين يؤكدون أنّ تواجدهم في العراق يقتصر على تقديم الدعم اللوجستي و الإستشاري فقط لمحاربة داعش و لا يتدخل الحرس عسكرياً في المناطق العراقية.لكنّ وسائل الإعلام الكردية ما زالت تصرّ على أنّ هنالك جهات كردية مقربة من إيران هيأت الأرضية لدخول الحرس الى المناطق الكردية و إنّ النفوذ المتزايد الحرس الثوري في كركوك التي تخضع لسيطرة الإتحاد الوطني الكردي ما هي إلا جرس إنذار للأكراد بأنّ شهر العسل الكردي الإيراني سوف لن يستمر إذا ما عمل الحرس الثوري بجناحيه فيلق القدس و قوات الحشد الشعبي على انتهاج سياسة الأرض المحروقة في كركوك و في كردستان العراق بشكل عام.
* http://www.roozonline.com/persian/news/newsitem/article/-fbaf570fa2.html
التعليقات (0)