تهكم وقٌبح ووشاية
عندما يدق الموات أبواب الحياة فإن ذلك يعني نهاية مرحلة مؤقتة وبداية مرحلة دائمة ,الموت لا يستثني أحد مهما كان ذلك الأحد يمر على الجميع ويٌنهي فصول الحياة , عندما يختطف الموت شخص ما تختلف معه في طرحة أو في مجموعة من الآراء الغير مٌقدسة فإن ذلك لا يٌبرر التهكم أو التخوين أو الوشاية أو إطلاق اللسان بعبارات حاقدة لاعنه تفوح منها رائحة نتنة مٌنتنة والحال كذلك في حال الحياة لا يوجد مٌبرر يٌبرر كل ذلك الهٌراء اللفظي الذي إن حدث فإنه يٌعبر عما في العقل من جهلٍ وعما في القلب من حقد وعما في السلوك من تشدد وتطرف واللسان يٌصدق كل ذلك أو يٌكذبه !
الاختلاف والخلاف رٌقي وحروف تبحث عن نقاط وظاهرة طبيعية وصحية تعيشها المجتمعات المطمئنة , تحول الاختلاف والخلاف لسلوك مٌسيء ولظاهرة مرضية يعني وجود مرض مٌزمن يعاني منه المجتمع وتعاني منه العقول والقلوب , في تاريخنا القديم قصص وروايات عن بشائع تعرض لها نبي الهدى والرحمة ولم يٌقابلها بالإساءة بل تعامل معها بالصبر والموعظة الحسنة والإنسانية والسماحة والتعايش , كل تلك القصص والروايات تعرفها المجتمعات المٌسلمة وتتفاخر بها و تتناقلها بمجالسها الصغيرة والكبيرة لكن لا أثر لها على أرض الواقع تطبيقاً وممارسة مع الأقربين قبل البعيدين , المجتمعات المٌسلمة عربية كانت أم غير ذلك مجتمعات تٌعاني من الانفصام في كل شيء في سلوكياتها في تعاملاتها في طريقة تفكيرها في تعايشها مع الأمم الأخرى في نظرتها للمستقبل ومحاولة ربطه بالماضي وبالتاريخ المروي , انفصامٌ في كل شيء حتى داخل الأسرة الواحدة الانفصام يأخذ أشكالاً غريبة وطرائق ومواقف عجيبة !.
أشد مرارة على الإنسان هو رؤية التناقض والانفصام بين الخطاب اللفظي والواقع السلوكي وهذا ملاحظ بمجتمعات الطائفة المنصورة والأمة المقهورة , انفصام بين الألفاظ والسلوك فالعبارات في وأد والسلوكيات في وأد آخر وتتعاظم المرارة إذا كان الانفصام اللفظي معقد وغير مرتبط بالعقل فالألفاظ تناقض ما بالعقل من محفوظات قرآنية ونبوية وأثرية وفكرية وهذه حالة يٌعاني منها المتزمتون والمتدينون والمتعصبون لفئة المتدينين وأدعياء الثقافة الذين يتطرفون لصد تطرف مٌضاد , التهكم والوشاية والقٌبح اللفظي والسلوكي والشماتة جرائم لا يٌمارسها الشخص العاقل المٌتزن الذي يرى الخلاف والاختلاف سٌنة كونية وظاهرة طبيعية ولا يمارسها المؤمن بقيمه وثوابته فهي ممارسات مرضية تنم عن وجود مرض عقلي ونفسي لدى الشخص الذي يمارسها ويٌبررها ويستمت في الدفاع عنها .....
التعليقات (0)