مواضيع اليوم

تهديد متنامٍ من الإسلاميين الجهاديين في آسيا الوسطى(2)

ممدوح الشيخ

2010-04-13 16:53:21

0


من وادي فرغانة لجنوب وزيرستان
تهديد متنامٍ من الإسلاميين الجهاديين في آسيا الوسطى(2)

تقرير: ممدوح الشيخ


في 2001 عاد قائد أصولي لأفغانستان مع 300 من مقاتليه علي طائرات عسكرية روسية!!

حكومات إقليمية وخارجية تتلاعب بالجماعات المسلحة لأهداف سياسية وتنفذ هجمات إرهابية

العالم تجاهل لسنوات تقارير حذرت من تحول آسيا الوسطى إلى الجبهة القادمة للجهاد العالمي

نشاط جهاز الأمن الوطني لأوزبكستان أصبح عملية تجسس كاملة على السكان

دوافع المقاتلين وهوياتهم غالبا ما تكون غامضة... وهناك متشددون منظمون وأفراد يعملون لحسابهم

قيادي بمنظمة العدالة الإسلامية: "نريد ثورة إسلامية هنا والآن"!

خبير: منظمة العدالة كانت نتاج الثقافة السوفيتية والإسلام على حد سواء

تقرير رسمي أميركي: عدد هجمات المسلحين شهريا بأفغانستان كان أقل من 10 ووصل لأكثر من 100

بيانات المجلس الدولي للأمن: مناطق "التمرد الثقيل" 54 % من أفغانستان في 2007..و80 % في 2009!

 

 

 


استعرضنا في الحلقة السابقة من التقرير الصادر حديثا عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، وعنوانه: "من وادي فرغانة لجنوب وزيرستان: تهديد متنامٍ من الجهاديين الإسلاميين في آسيا الوسطى" قضايا التشاؤم الكبير الذي اتسمت به تقديرات أجهزة استخبارات غربية لمستقبل آسيا الوسطى، وفي الوقت نفسه الإهمال غير المفهوم لهذه المنطقة. التقرير قام بإعداده: توماس ساندرسون، دانييل كيماج، ديفيد جوردون، وهو حافل بالمعلومات والتحليلات النافذة، لكنه يتجاهل – كما أشرنا بالحلقة الماضية – تساؤلا مطروحا وله وجاهته: هل تساعد المخابرات الأميركية منظمة أو أكثر من أصوليي آسيا الوسطى ردا على ما دعم تقدمه موسكو لطالبان؟
وفي هذه الحلقة معلومات مثيرة ربما تغير الاتجاه السائد في دراسة الجماعات المسلحة المتشددة بآسيا الوسطى، فهناك معلومات مؤكدة عن دعم عسكري مباشر يقدمه الجيش الروسي لبعض هذه الجماعات، ما قد يعني أن نوعا من الحرب الباردة الأميركية الروسية عادت في هذه المنطقة المضطربة حيث يتبادل الطرفان دعم مسلحين معادين للطرف الآخر ما قد يفسر – على نحو مختلف – موجات الصعود والهبوط التي يشهدها العنف الأصولي بهذه المنطقة.
شبكات المتشددين بالدول الثلاث
تعتبر المنظمة الرئيسة الناشطة بالبلدان الثلاثة: الحركة الإسلامية بأوزبكستان أو الجناح المنفصل عنها (اتحاد الجهاد الإسلامي). لكن دوافع المقاتلين وهوياتهم تبقى غامضة، فهناك متشددون منظمون وأفراد يعملون لحسابهم الخاص ويحملون فكرة غامضة عن العدالة الإسلامية، فضلا عن مهربي مخدرات مسلحين، وأحيانا مزيج من الاثنين.
والظروف والانتماءات التنظيمية غامضة جزئيا، لكن الأمر المهم هنا أن أخطر شبكات المتشددين العاملة الآن بالمنطقة انبثقت من الحركة الإسلامية بأوزبكستان بعد 1990. ويعتنق أفرادها أفكارا منسجمة مع ما يسمى "أيديولوجية الجهاد العالمية للقاعدة"، مع التركيز على آسيا الوسطي، لا سيما نظام إسلام كريموف بأوزبكستان. وقد تعاملت تلك التنظيمات مع القاعدة بمجالات كالتفجيرات الانتحارية، لكنها نأت بنفسها عن التكتيكات المتطرفة كإسقاط الضحايا بصورة جماعية.
وتسببت الحملات الأمنية بآسيا الوسطي وسقوط نظام طالبان بأفغانستان في انتشار شبكات الحركة الإسلامية الجديدة لأوزبكستان التي وصلت لباكستان أوائل 2000، وهي كلما انتشرت اختلطت وامتزجت مع التشدد الجهادي العالمي، تعمل على تطوير علاقاتها بعيدا عن أصولهم بوادي فرغانة.
قصة الحركة الإسلامية بأوزبكستان
تعتبر الحركة الإسلامية بأوزبكستان أكبر وأهم منظمة مسلحة بآسيا الوسطي، وكل الحركات الجهادية بالمنطقة مرتبطة بها بطريقة أو أخرى. وترجع جذور الحركة لنامانغان: المجتمع الأوزبكي الصغير بوادي فرغانة. ويصعب التحقق من البرنامج الإسلامي لمنظمة العدالة الإسلامية، فقد نقل لنا مصدر عن ممثل للمنظمة قوله «نحن نريد ثورة إسلامية هنا والآن». ويلاحظ المحلل أديب خالد أن المنظمة «نتاج الثقافة السوفيتية والإسلام علي حد سواء»، مضيفا «لا نعرف ما الذي كانوا يقصدونه بمصطلح الدولة الإسلامية في 1991". والمعارض الأوزبكي محمد صليح المقيم بالمنفي قال بمذكراته (2000) إن السلطات المحلية في البداية لم تهتم كثيرا بالمنظمة الجديدة وخطابها الديني حتى تعاونت مع الفريق المعني بمكافحة الجريمة.
وفي ديسمبر «كانون الأول» 1991، وعقب استقلال أوزبكستان، احتل أعضاء المنظمة المقر المحلي للحزب الشيوعي بنامانغان. وسافر الرئيس الأوزبكي كريموف لنامانغان، واجتمع معهم واعدا بتعزيز الأساس الإسلامي للتشريعات الوطنية. وبحلول 1992 استطاع كريموف تشديد قبضته علي البلاد فحظر منظمة العدالة، وهرب بعض قادتها لطاجيكستان، وشكل الإسلاميون المحليون مجموعة مسلحة لخوض حرب أهلية. وسافر أحد قادة المنظمة لاحقا لأنحاء مختلفة بالعالم الإسلامي للتواصل مع زملائه المتشددين وأجهزة الاستخبارات المتعاطفة والمتبرعين الأثرياء. وبقي آخر بطاجيكستان ليطبق ما يعرفه من تكتيكات حربية سوفيتية ضد القوات الشيوعية الجديدة.
وعندما انتهت الحرب الأهلية بطاجيكستان (1997) حدث خلاف بين اثنين من قيادات المنظمة: نامانغان الذي عارض وقف إطلاق النار ويولداشيف الذي اجتمع مع الأول لاحقا لدراسة الخطوة التالية. ومع حملات الدولة ضد المعارضة الإسلامية بأوزبكستان شعر الرجلان بضغوط متزايدة لتجديد النضال ضد كريموف. وبحلول 1998 حل يولداشيف ضيفا علي طالبان بكابول قبل أن يدشن الرجلان حركتهما الإسلامية الخاصة بأوزبكستان.
ووقع أول عمل يعزي للحركة لاحقا في يوليو «تموز» وأغسطس «آب» 1999، فتحركت قوة يقودها نامنغان شخصيا واستولت علي قري بقيرغيزيا بوادي فرغانة أملا باستخدامها لشن هجمات داخل أوزبكستان. وفي أكتوبر «تشرين الأول» 1999 قامت قوات قيرغيزستان تدعمها طائرات أوزبكية وكازاخية بصد المقاتلين. وفي أغسطس «آب» 2000 تحركت قوة من نشطاء الحركة في هجوم آخر عادت منه مهزومة بأكتوبر «تشرين الأول». ولم ينظم نامانغان أي هجوم آخر في 2001 وعاد للاستقرار بأفغانستان مع 300 من مقاتليه علي متن طائرات هليكوبتر عسكرية روسية.
وفي أفغانستان اجتمع نامانغان ويولداشيف، وقاد الرجلان الحركة الإسلامية بأوزبكستان في قتالها إلى جانب القاعدة وطالبان، أولا ضد التحالف الشمالي ثم ضد قوات التحالف في عملية «الحرية الدائمة». لكن وزارة دفاع طالبان في أكتوبر «تشرين الأول» 2001 كلفت الحركة الإسلامية بأوزبكستان الكثير من الخسائر بينها سقوط نامانغان نفسه قتيلا بالمعارك. وحين انهارت طالبان نفسها وفر أعضاؤها دخلت الحركة الإسلامية لأوزبكستان استراحة قصيرة قبل أن تدخل مرحلة جديدة من التشرذم والتفكك.
التفكك بعد سقوط طالبان
ظل أصحاب الفكر السلفي الجهادي ملتصقين بالحركة منذ ظهور منظمة العدالة بالتسعينيات، حتى المشاركة بالحرب الأهلية الطاجيكية وانتهاء باستقرارهم بملاذ مستقر بطاجيكستان في 1997. توطدت الحركة عام 1998 بإعلان تشكيل الحركة الإسلامية لأوزبكستان واتخاذ أفغانستان قاعدة لعملياتها. بعدها بدأت الحركة تعاونا أوثق مع ما يسمى "الحركة الجهادية العالمية" (1998 – 2001) فاشتركت مع القاعدة وطالبان في الملاذ الأكثر أمانا (أفغانستان).
لكن الغزو الأميركي لأفغانستان (2001) قضى على الملاذ الآمن للحركة الجهادية وأدخلها حالة انقسام. وقد تفككت الحركة الإسلامية لأوزبكستان إلى 3 مجموعات، فاستقر الموالون ليولداشيف بباكستان، وتركت مجموعة كبيرة من المقاتلين المنظمة للاستقرار بإيران وباكستان وتركيا ودول شرق أوسطية. أما المجموعة الثالثة فعادوا لآسيا الوسطى إما للاستفادة من العفو الذي عرضته أوزبكستان عليهم أو الاستقرار في مكان آخر بالمنطقة.
وأدت إعادة تشكيل الحركة الجهادية الاوزبكية بعد طردها من أفغانستان لظهور منظمتين إسلاميتين متميزتين بأوزبكستان (2007): الحركة الإسلامية بأوزباكستان واتحاد الجهاد الإسلامي، واتخذا باكستان مقرا للقيادة وشبكة الاتصالات. لكن بين 2002 و2007 حدث ارتباك كبير لا توجد تقارير موثوقة المصدر لتفسير سببه. وبأواخر مارس 2004 انفجرت قنبلة في بخارى وسلسلة تفجيرات انتحارية وكانت تلك المرة الأولى التي تستخدم فيها التفجيرات الانتحارية كتكتيك بآسيا الوسطى. بعد ذلك وقع المزيد منها.
الجدير بالملاحظة أن الحركة الإسلامية الجديدة لأوزبكستان – التي تألفت بعد سقوط طالبان – كانت تتألف من الباقين على قيد الحياة من أعضاء الحركة الإسلامية بأوزبكستان الأصليين الذين فروا من أفغانستان بعد 2001 وأعادوا تنظيم صفوفهم، واستقر بعضهم بالمناطق النائية بباكستان وغيرها في آسيا الوسطى، فضلا عن مقاتلين جددا من حزب التحرير بآسيا الوسطى. وأيا كانت الجهة التي تقف وراء أعمال العنف التي حدثت في 2004 بأوزبكستان، فهناك مزيد من الأدلة القوية على انقسام حقيقي بين 2006 – 2007. ففي نوفمبر 2006 ألقت باكستان القبض على أعضاء باتحاد الجهاد بإسلام آباد بعد محاولتهم مهاجمة المكاتب الرئاسية والتشريعية ومقر الاستخبارات العسكرية بالصواريخ.
وفي سبتمبر 2007 اعتقلت السلطات الألمانية ألمانيين اعتنقا الإسلام وألماني من أصل تركي وبحوزتهم 730 كجم من المواد الكيميائية المستخدمة بصنع القنابل. وكانت السلطات تعتقد أنهم دخلوا معسكر تدريب إرهابيين خلال زيارات لباكستان، وأنهم على اتصال مستمر باتحاد الجهاد. وفي بيان نشر على الإنترنت أعلن اتحاد الجهاد مسؤوليته عن المؤامرة التي حملت اسم ساورلاند وقالت إنها كانت تستهدف النهاية قاعدة جوية أميركية وأهدافا أخرى. ورغم فشل مخططها، سلطت المؤامرة الضوء على قدرة التنظيم على جذب الألمان والأتراك بنجاح لصفوفه.
ووفقا لمصادر متعددة فإن اتحاد الجهاد ينسق هجماته بأفغانستان، حيث تنشط شبكة حقاني/ فصيل طالبان التي يقودها جلال الدين حقاني. كما طورت المنظمة علاقاتها بالقاعدة، فمثلا في شريط فيديو لاتحاد الجهاد صدر بمايو 2009 ظهر قائد بالقاعدة يدعى أبو يحيى الليبي مع اتحاد زعيم الجهاد أبو يحيى محمد فتيح. والآن يبدو واضحا أن اتحاد الجهاد ينشط أكثر بأفغانستان وباكستان وأن جهوده للحفاظ على وجوده بأوزبكستان محدودة.
وبالعودة للحركة الإسلامية بأوزبكستان، نجد أنه بحلول 2008 توافق المراقبون على أن منافسي البشتون بجنوب وزيرستان تفرقوا في 2007. ورغم جهود استئصالهم فإن بعضهم ظل تحت الأرض بآسيا الوسطي. ووفقا لمصدر موثوق للغاية فإن الحركة لا تزال تحتفظ بشبكات دعم بالمنطقة. وهناك أدلة على هذا بقيرغزيا، حيث اعتقل عناصر يقدمون دعم لوجستيا لهم من الحركة الإسلامية بأوزبكستان. وتشير هذه الاعتقالات إلى أن الحركة الإسلامية لأوزبكستان لديها خطوط اتصال وبيوت آمنة، وموارد مالية.
رغم أن التواجد السري لأعضاء الحركة الإسلامية لأوزبكستان واتحاد الجهاد بالمناطق المأهولة بالسكان بالدول الثلاث يشكل مصدر قلق، فإن الخطر الذي يمثلونه لا ينبغي أن يكون مبالغا فيها. وبفضل الاستخبارات المحلية وشبكات المخبرين المتطورة، فإن الأنشطة رفيعة المستوى كالتدريب صار يصعب إخفاؤها بأماكن مأهولة بالسكان. وببعض أنحاء قيرغيزيا وطاجيكستان، حيث سلطة الحكومة المركزية ضعيفة، فإن الحركة الإسلامية لأوزبكستان واتحاد الجهاد يحظون بحرية حركة أكبر. ورغم أن هذه المناطق أكثر تساهلا مع مقاتلي الحركة الإسلامية الأوزبكية واتحاد الجهاد مقارنة بالمراكز الحضرية، فإن من المؤكد أنها لا تمثل ملاذا آمنا كأفغانستان قبل 2001 أو وزيرستان حاليا.
وخصائص آسيا الوسطى الضعيفة سهلة الاختراق تعني أن عناصر الجماعات بها يتعرضون لرقابة ضئيلة. لكن من المؤكد أن أراضي أوزبكستان التي تسيطر عليها القوات الحكومية والشرطة صعبة الاختراق على الجهاديين. وأكبر تهديد للاستقرار بالمنطقة يأتي من مقاتلين غادروا آسيا الوسطى ولا يزالون قيد التعبئة بجنوب آسيا. ووفقا لمصادرنا فإن معقل الحركة الإسلامية بأوزبكستان هو: وزيرستان.
وهناك في النهاية أدلة دامغة على أن بعض أحدث الجهاديين بآسيا الوسطى نجوا من انهيار طالبان وهم مركزون في المقام الأول بباكستان. ووفقا لمصدر عليم بالبنتاجون موجود حاليا بجنوب آسيا، فإن عدد المقاتلين بباكستان وأفغانستان، من الحركة الإسلامية، يتراوح بين 1200 و1500، بعضهم يتطلعون لإعادة تأسيس وجودهم بآسيا الوسطى.
ملاذات الأصوليين الآمنة؟
اعتمدت جماعات آسيا الوسطى على ملاذات آمنة خارجية منذ طردهم من بلدانهم الأصلية وتحركت تلك الملاذات جنوبا بمرور الوقت وصارت تتركز الآن بالحزام القبلي بباكستان. واليوم تواجه هذه المناطق ضغوطا متزايدة عنف عرقي وقصف الجوي وعمليات الجيش الباكستاني. وأحد تلك التهديدات التي تواجه الجماعات المتشددة الاشتباكات بين البشتون ومقاتلي آسيا الوسطى، وهو توتر واضح منذ مارس 2007 عندما وقعت اشتباكات بين مقاتلين أوزبكيين ورجال قبائل بوزيرستان الجنوبية، وقبلها بشهر قاتل رجال قبائل المسلحين الأوزبكيين بقيادة يولداشيف بوزيرستان، فاضطر الأخير لطلب الحماية من الراحل بيت الله محسود. وثمة تهديد أكبر بكثير أمام مقاتلي آسيا الوسطى بالمناطق القبلية تمثله الطائرات الأميركية دون طيار.
والقوات الباكستانية أكبر تهديد محتمل لمقاتلي آسيا الوسطى بالمناطق القبلية، فبعد سنوات من اتفاقات السلام والجهود الفاشلة، دفعت باكستان جيشها لمناطق طالبان بوادي سوات (مايو 2009). وتعهد الرئيس الباكستاني آصف زرداري بتوسيع نطاق العمليات البرية هناك، وأثناء الهجوم أعلنت باكستان اعتقال متشددين أوزبكيين. وكان هجوم جنوب وزيرستان مؤثرا على الحركة الإسلامية لأوزبكستان التي كانت المنطقة قاعدة عملياتها. وبنهاية أكتوبر 2009 أعلن متحدث رسمي باكستاني مقتل مسلحين أوزبكيين. وتأكدت المعلومات بفيلم بث مطلع 2010 أظهر سقوط مقاتلين من أوزبكستان وقيرغيزيا وطاجيكستان وروسيا وألمانيا وباكستان، بقتال جنوب وزيرستان. ورغم أن الهجوم كان ضربة للحركة إلا أنه يقض عليها. ونتيجة العوامل المشار إليها، بدأ المقاتلون الأجانب يفرون لمناطق أقل خطرا. وحسب محللين فإن يونيو 2009 شهد مغادرة عشرات من مقاتلي القاعدة وبعض قادتها لليمن والصومال.
ويخشى المراقبون من فرار مقاتلي آسيا الوسطى من باكستان لأفغانستان أو العودة لديارهم، وفي صيف 2009 نشرت معلومات عن أن عبد الله رحيموف (الملقب بالملا عبد الله)، الذي فر بعد الحرب الأهلية الطاجيكية عاد لطاجيكستان مع 100 من مقاتليه. وقال مصدر مطلع بالمنطقة أيضا إن رجالا بالحركة عادوا جوا بطائرات للجيش الروسي عام 2000 من طاجيكستان إلى تافيلدارا بطاجيكستان.
وبالنسبة لمقاتلي آسيا الوسطى فإن الملاذات الآمنة الباكستانية ليست معزولة عن أراضيهم الأصلية. وحدود المنطقة التي يسهل اختراقها والتضاريس الوعرة والمناطق المغطاة تشكل ممرا يربط شمال وزيرستان وجنوبها بوادي فرغانة. ومقاتلو آسيا الوسطى يستخدمون هذا الممر بصورة جيدة. وفعليا كان الهدف الأساسي من الهجوم المشترك الألماني الأفغاني بقندوز الأفغانية صيف 2009 إسقاط مقاتلي الحركة الإسلامية الأوزبكية الفارين من العمليات الباكستانية بجنوب وزيرستان.
ووفقا لتقرير من مكتب محاسبة الحكومة الأميركي فإن عدد هجمات المسلحين شهريا بأفغانستان كان أقل من 10 في يونيو 2003 ووصل لأكثر من 100 بأغسطس 2009. والأهم، أن المسلحين منتشرون بأنحاء أفغانستان، وحسب البيانات التي جمعها المجلس الدولي للأمن فإن مناطق "التمرد الثقيل" تغطي 54 % من أفغانستان حتى نوفمبر 2007، و72 % بنوفمبر 2008 ، و80 % بأغسطس 2009. كما كشفت الاستخبارات الأميركية مطلع 2010 أن طالبان "استطاعت توسيع قدراتها التنظيمية والتنفيذية"
وبحلول 2009 اتسع نشاط المتمردين وانتقل من الحدود الأفغانية الباكستانية لحدود أفغانستان مع طاجيكستان وأوزبكستان. ولا يبدو أن الضغوط على المقاتلين تدفعهم للتحرك باتجاه واحد حاليا. ولا تزال شمال وزيرستان تحت الضغط أيضا وإن كان بدرجة أقل بكثير من جنوبها. لكن الجيش الباكستاني أعلن مؤخرا أنه لا يعتزم شن هجمات جديدة ربما لسنة، ما يفتح الباب أمام المسلحين لاستعادة الأراضي وإعادة بناء الممر الذي يربط بين معاقلهم. والملاذات الباكستانية للمقاتلين لا تواجه خطرا متزايدا من توسيع وجود قوات التحالف بأفغانستان، لكن لا يبدو أن هذا يعوق انتشارهم شمالا نحو الحدود الطاجيكية والأوزبكية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !