ونحن أهل السودان المهمومين بقضاياه وبكل ما يحيط به من من أخطار تقاسمنا فيها طعم الحلو.. والمر، وساعات التفائل .. والتشاؤم ، ولحظات الصعود .. والهبوط ، نشوة الانتصار .. ومرارات الهزيمة ، ونوبات الضحك .. والبكاء ، أسال الله العلي القدير أن يطل علينا العام الجديد بمذاق لم نعهده من قبل ونكهة غيرُ مسبوقة ونحن نترقب بعيون متيقظة إشراق العام الجديد 2011 والذي سيطل علينا مغايراً ومختلفاً عما سبقة من أعوامٍ خلت ومضت بخيرها وشرها ففي التاسع من يناير سوف سيجري استفتاء جنوب السودان والذي سيحدد شكل دولة السودان فإما بقاء السودان موحداً كما كان من قبل ، أو الاعلان عن ميلاد دولة أفريقية جديدة ستعمل هذه الدولة إلى ابعاد كل من زائير ، يوغندة ، وكينيا من قائمة الدول المجاورة للسودان .
والأيام تحبو لتقف على قدميها فتوقع في دفتر الزمان معلنة عن مولد العام 2011 لابد لي من إرسال بطاقات التهنئة بحلول العام الجديد.
إلى الشعب السوداني .. الكريم .. المعطاء .. المتفرد في خصائصه وسجاياه .. السمح في خلقه .. وأخلاقه .. المعطاء كما النيل .. السامق كما النخيل .. كل عام وسوداننا العزيز يعلو ويشمخ بين الامم الشعوب ..كل عام ولوحة السودان في مخيلة كل فرد منا قد أكتملت وتحققت أو أوشكت على الإكتمال .. دعوا عنكم القلق والخوف والإضطراب..
والدعوة إلى كل أبناء الوطن في الشمال والجنوب للتفاءل والشكر لله على كل حال حتى وإن حدث الإنفصال فإن ذلك لا يعني نهاية الدنيا .. وقيام القيامة .. ونهاية المطاف .. فمن يدري فعل الخير يكون في ما نراه شراً والعكس صحيح . على أن لا يتم ايصاد الباب أمام المحاولات والمبادرات لاعادة التوحيد ولو بعد حين . وإن باءت جميع المحاولات بالفشل فلا أقل من أن نكون جارين متعاونيين لخير شعبينا .
ولتعلموا أن زئير المستأسدين وعواء الذئاب ونباح الكلاب لن يزيدنا إلا قوةٍ ومضاءً وستمضي قافلتنا المباركة ..الميمونة .. المحروسة .. إلى غاياتها و مقاصدها النبيلة بإذن الله .
إلى والدتي .. وإلى كل أمٍ في أرض وطني الحبيب وهي تترقب بعيون متربصة مآلات الاحداث وتداعياتها وإرهاصات العام الجديد على السودان . أقول لهن كل عام وأنتن بخير وعافية وأبشرن بخيرٍ ، وأطرحن عنكن التوجس والهواجس ونُمن قريرات العين مطمئنات الفؤاد. فما أصابنا لم يكن لِيُخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.
إلى أخوتي .. وأخواتي متمنياً لهم من أعماق القلب عاماً جديداً لا في شكله ولا نُطْقِهِ ولا أرقامه بل في إيمانه .. وطموحاته .. ومنهج حياته . فأنتم الذين تُلبسون الأوان والعصر والزمان كل هذه القيم سائلاً المولى عز وجلّ أن يمنحكم عمراً مديداً لا بسنوات عيشكم وحياتكم فحسب ولكن بإنجازاتكم .
إلى أصدقاء الطفولة .. والدراسة بعد أن تفرقنا أيدي سبأ وضرب كل منا في الارض يبتغي من فضل الله عزَّ وجلَّ ، وبعد أن عزَّ بيننا اللقاء أقول لكم .. أنتم في قلب الخاطر ً والذكريات دوماً ما نسيناكم لحظة ولن .. متمنياً من الله عز وجلّ ان نلتقي في ساعات جَزِلَةٍ حَبورة والجميع قد حقق وأنجز ولو جزءَ يسيراً من أحلامه وطموحاته وأُمنياته.
إلى أبناء الشعب الفلسطيني .. الصابر .. المصابر .. المرابط ..المجاهد .. الممسك بيده على جمر القضية .. أقول لاتفلتوا البندقية من أيديكم .. ولا تدعوا الجهاد فَتُذَلوا ، ولا تركنوا ..
ولا تهنوا .. ولا تحزنوا .. وأنتم اللأعلونَ بإذن الله ، وعد من الله سبحانه وتعالى إلى المؤمنين بالله والمؤمنين بعدالة قضيتهم ، ولا تيأسوا.. فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الفاسقين. وتذكروا أن الله يداول الايام بين الناس ..
فيومٌ علينا ويومٌ لنا ... ويومٌ نُساءُ ويومٌ نُسَرْ
واعلموا أن وراء كل شتاء ربيع وعقب كل ليل طويل صباح جميل .
إلى المسلمين .. في كل بقاع الأرض لا أزيد أن أذكركم بقول الله تعالى : (كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقوله تعالى : (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) .
اللهم اعفوا عنا .. واغفر لنا .. وارحمنا وأنت خير الراحمين .
التعليقات (0)