تزايد (الوعي السياسي) لدى المواطن العربي، جعل من نيل ثقته، وأيضا صوته في الإستحقاقات الإنتخابية، أمرًا صعبا وشاقا حتى على الأحزاب التي تلعبُ على وتر (الدين) الحساس، بوصف المُجتمعات العربية مُتدينة في أغلبها !..
فالمواطن المصري على سبيل المثال، لايزال يشك في نوايا جماعة الإخوان المسلمين، رغم حاجته المُلحة لنموذج (متديّن وتقي) يخشى فيه الله، ويمنحه حقوقه في الحرية والعيش الكريم التي حُرم منها لعقودٍ طويلة . وكل ذلك الشك مردّه إلى (التناقض) الجلي بين مبادئ الجماعة التي تأسّست عليها، وبين مواقفها الحالية من بعض القضايا الحسّاسة، كقضية المرأة (إجتماعيا)، وقضية السياحة (إقتصاديا) ؟!..
فالجماعة أكّدت على لسان مرشحها للرئاسيات، أنها ستحترم حقوق المرأة !.. والمواطن يتساءل عن أي إمرأة يتم الحديث هنا ؟!.. أهي (الفاتنة المتبرجة الكاسية العارية) أم هي (المتعففة المتحجبة) ؟!.. وهل هي (العاملة في أماكن الإختلاط) أم هي (الماكثة بالبيت) ؟!.. ويتساءل أيضا عن إمكانية قبول (محمد مرسي)، أن تعمل في مكتبه أو في بيته نساء متبرجات، إذا ما فاز بمنصب الرئيس ؟!.. أو أنه سيختار (نائبة الرئيس) التي وعد بها، (كفاءة) فعلا، ولايكون لباسها أو دينها معيارا في إختيارها ؟!..
وأيضا فيما يخص ملف قطاع السياحة الذي يعتمد الإقتصاد المصري بشكل كبير على مداخيله، فقد أكد مرشح الإخوان أنه سيقوم بتطويره !.. وهنا يتساءل المواطن عن كيفية ذلك ؟!.. هل ببناء المنتجعات واستيراد الخمور؟!.. أم بتشجيع الإختلاط والإنحلال والسياحة الجنسية ؟!..
الإخوان (المُتهافتون) على الحكم، أنفسهم لايحملون إجابات مُقنعة عن كيفية التوفيق بين الشريعة الإسلامية التي تشبّعوا بها حدّ التطرف، وبين الدولة المدنية القائمة على التنوع الإجتماعي والعقائدي، والمُتفتحة على كل الملل والنّحل وإسرائيل أقرب إليها من حبل الوريد ؟!.
14 . 06 . 2012
التعليقات (0)