تمنيــــاتي للأســـد الجريـــح (الإخوان).!

تمنيــــــاتي للأسد الجريح (الإخوان).!
بقلم : ادريس حسن يعيدي
في تحليلي الشخصي تتلخص أسباب سُقوط شرعية الإخوان في مصر بين أخطاء مُرسي وجماعته ودكتاتورية المعارضة.
لأن مرسي وجماعته حينما إستلموا كُرسي السلطة قادوا البلد بعقلية المنتصر الذي يراى نفسه بأنه إنتصر علي دكتاتورية عتيقة بسبب أنه الأقوى تنظيماً والأكثر شعبية وبالتالي تصرفوا بعجل وأصدروا قرارات خاطئة مُستعجلة وإرتكبوا أخطاء كبيرة ودخلوا في المُمُاحكات والعناد حتى تفاجؤوا بسيناريوا السقوط المروع دون أن يُحسبوا له.
وأما خُصومهم السياسيين تصرفوا بتوجه عدائي فئوي وإستغلوا كل أخطائهم ثم ضخَّمُوها وعن طريق سلاح الإعلام صنعوا منها آلآف القُبب وإستخذوا هذا السلاح الذي غَفَل عنها الإخوان في تجربتهم السابقة بأبشع صوره وبالفعل خلال سنة كاملة مارسوا أسلوب المعارضة بدكتاتورية شديدة بنية إسقاط الشرعية حتى إستطاعوا في سنة واحدة إقناع عشرات المـــلاييييين لضرورة إسقاطهم. وهم أنتصروا بغض النظر عن ماهية هذا النصر وتلك الثورة وعن جَدْواه أو عدم جَدْواها لكن في رأي الشخصي رَسَمُوا أو سنُّوا لمن بعدهم سنة سيئة لكن مع ذلك تمنيـــــــــــاتي لهم أنْ لا يتصرفوا بعقلية المنتصر المستعجل بالقرارت كما فعل الإخوان قبلهم وأنْ لا يزيدوا الضغط علي الأسد الجريح (الإخوان) ولا تتركوه يتجرع مرارات جراحاته النفسية لوحده بل ساعدوه وكُونُوا طبيباً يُداوي جُروحهم النفسية حفاظاً لمصر ودورها وضماناً لإنطلاقتها وريادتها المأمولة.
فأما تمنيــــــــــــــاتي لمرسي وجماعته الذين سميتُهم بالأســــــــــــــــد الجريـــــــح أنْ يمتصوا الغضب ويتركوا التفكير بعقلية الإنتقام والثأر والتشفي فإنها لا تخذمــــكم بل ستكون وبالاً علي مشروعكم الفكري ومكانتكم التاريخية وهدراً لشعبيتكم وسُمعتكم التي إكتسبتموه بتضحياتكم وإنجازاتكم وأنْ لا تنطلقوا من وحي اللحظة وألمها وإنما إنطلقوا بوحى الرؤية المستقبلية ومآلاتها لأن عقلية الإنتقام وتأثيــر اللحظة حتماً ستُنهك قُواكم وتستنفذ طاقاتكم كما حصل لإخوانكم في جزائر.
لكن كل تمنيـــــــــــــاتي لكم في الفترة المقبلة أنْ تًنهكوا كل قُواكم وتستنفذوا كل طاقاتكم في المراجعات الجدية وفي نقد وتفكيك منظومتكم الفكرية والسياسية والخِطَابِية ومناهجها وطرائقها بحثاً للعلل والعوائق لغرض معالجتها وتصحيحها أسوة بمعــــــــــالجــــــــــــــات ربـــانية لهزيمة غزوة أحد حينما تسآئل الصحابة أنَّى هذا فقال لهم قل هو من عند أنفسكم حتى تتم العودة القوية مرة أخرى بثوب جديد بعد دراسة وتأصيل عميق مع تجارب أثقلتها الخبرات الراسخة وأما إذا أسرفتم في التبريرات كالمؤامرة والفلول ستفتحون أبواب الركون التي تُريح ضمائركم لكنها تكون خصماً علي أوقاتكم وجهودكم ومللاً وإستبطاءاً لمناصريكم.
حتى نضمن في النهاية خُروج من رحم معانات مرسى عشــــــــرآآآت بل مئــــــآآآآت ممن هو أقوى وأفضل من مرسي كما خرج من رحم معانات نجم الدين أربكان أمثال السيد أردوغان وطاقمه البارع كالسيد عبدالله غول وأحمد داؤود أوغلو وغيره في تركيا المعاصرة لأن العبرة في الخواتيمفي إعتقادي هذا هو درب الريـــــــــــــــادة والتمكـــــــــــــــيين والتـــــــــــــــــأثير اللامحدود لكن لمن فهمها وسعى لها سعيها وأتقنــــــــــــها .!!!