بالرغم من تباعد السنين واختلاف العصور وتطور الحياة في المجتمع الإسلامي خصوصاً لكن تبقى سنن الطغاة والمردة ثابتة ومتشابهة وتسير على الوتيرة ذاتها تحت عناوين ومسميات وشخصيات مختلفة لكنها تؤدي نفس الدور في محاربة الحق وأهل الحق والدعاة له وبحالة من تنوع الأدوار ووحدة الهدف, فمن خرق ومزق القرآن سابقاً وقبل أكثر من ألف عام لما يمثله من رمزية عند المسلمين ولما يحمله هذا الكتاب الشريف من دستور وفكر ومنهج إسلامي هو نفس الشخص الذي حرق ومزق القرآن في وقتنا الحاضر وهنا الحديث محصوراً في داخل المجتمع الإسلامي والدول العربية الإسلامية وبالتحديد في العراق, وقد يسأل سائل هل يوجد مسلم وفي بلد مسلم يقدم على حرق القرآن الكريم وتمزيقه ؟!.
نقول له نعم يوجد من فعل هذا الفعل وبالتحديد في العراق وفي المحافظات الجنوبية تلك التي تدعي التشيع والتدين والإسلام والسير بنهج القرآن ؟ عندما أقدمت الجموع البربرية الهمجية وبأمر من السيستاني ووكلائه على اقتحام المكاتب الشرعية التابعة للمرجعية العراقية العربية المتمثلة بسماحة السيد الصرخي الحسني ومساجدها في محافظة ذي قار والقادسية والبصرة وأحرقوا تلك المكاتب الشرعية والجوامع بما فيها من مصاحف شريفة وكتب دينية لا لشيء سوى الحقد الدفين والبغض والخوف من هذه المرجعية الأصيلة التي أحس السيستاني ووكلائه ومؤسسته بالخوف من بقائها لذلك أمر بالاعتداء على مكاتبها وجوامعها وكرر هذا المشهد في مجزرة كربلاء التي أحرقت فيها المئات من المصاحف, وكل ذلك موثق بالصور والفيديو وموجودة على المواقع الشبكة العنكبوتية.
وهذا ليس بجديد على السيستاني ومؤسسته الدينية " اللادينية " فهو يمثل امتداد طبيعي للوليد بن يزيد بن عبد الملك الذي أخذ يضرب القرآن الكريم بالسهام ليكون السيستاني هو وليد هذا العصر والامتداد الطبيعي لوليد العصر الأموي, وهنا نطرح ما طرحه المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الرابعة من بحث " الدولة ..المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم )" من استفهام والذي قال فيه ...
{{... يا دولة الخوارج خليفتكم الوليد يهزأ بالقرآن ويخالف سيرة الصحابة!!!
ثالثًا : الوليد خليفة وإمام: أمير المؤمنين الوليد بن يزيد بن عبد الملك (رض) و(ع) و(ص) خليفة الله ورسوله وأحد الاثني عشر خليفةً وإمامًا الذين تنبّأ بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم)، وتنبأ بالخير الذي يحصل بأيديهم وعلى أيديهم وفي ظل حكمهم ودولتهم العادلة القوية العزيزة:1ـ في شذرات الذهب:... } قرأ ذات يوم {وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ من وَرائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقى من ماءٍ صَدِيدٍ} إبراهيم15-16، فدعا بالمصحف فنَصَبَه غَرَضًا للنشّاب، وأقبل يَرْميه وهو يقول: أتوعِد كلَّ جبّار عنيد ... فها أنا ذاك جبّارٌ عنيد.. إذا ما جِئتَ ربَّك يومَ حَشْرٍ... فقل يا ربّ خَرّقَني الوليد}. شذرات الذهب في أخبار من ذهب: عبد الحيّ الحنبَلي ...}}.
وكما هذا الإستفهام موجه لدولة الخوارج والدواعش الذين يعتقدون بأحقية وخلافة وإمامة الوليد الأموي والذي يكشف فيه حقيقة الوليد بن يزيد بن عبد الملك, نتحول بالإستفهام إلى أتباع السيستاني " الوليد الصفوي " ونقول لهم هذه واحدة من فعال السيستاني الذي تعتقدون بأنه إمام وصمام أمان وحامل لواء المذهب والمدافع عن الدين, فقد أحرق القرآن ومزقه كما فعل يزيد الأموي سابقاً, فهذا هو إمامكم وخليفتكم ومرجعكم وصمام أمانكم وهذا موقفه من القرآن الكريم, فهل ما زلتم تعيبون على الوليد الأموي فعله وتغضون الطرف عن سيستانيكم ؟ فكما تنتقدون الأول إنتقدوا الثاني وكما تتبرؤون من الأول تبرءوا من الثاني وإلا لا فرق بينكم وبين الدواعش في الفكر والعقيدة التي اختلفت بالمسميات فقط.
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (0)