مواضيع اليوم

تمر على الإنسان أيام عصيبة يتذكرها

     

 

 

 

 

 

 تمر على الإنسان أيام عصيبة يتذكرها , فيعتصر القلب دموعا ودما ومن الذكريات التي بكيت فيها أولها كانت يوم إعلان وفاة الرئيس جمال عبد الناصر كنت في السنة الأولى بالجامعة وسمعنا الخبر في التليفزيون وصرخنا وبكينا , جميع من في الأسرة صغير وكبير لقد كنت من جيل الثورة فأنا من مواليد عام 1952 بعد الثورة بستة أيام كبرت على انجازاتها وتشبعت عروقي دما يشتعل حماسا بأغانيها الحماسية من عبد الحليم لعبد الوهاب لأم كلثوم , سرنا يومها في الشارع , أتذكر في دمنهور الجميع خرج وكأن مصر حفظت نشيد واحد في وقت واحد هو مؤلفها وهو مؤديها; الوداع يا جمال يا حبيب الملايين ثورتك ثورة كفاح عشناها طول السنين ,, الوداع;

  الذكرى الثانية التي بكيت فيها يوم وفاة أختي الكبرىفوقيةرحمها الله لقد كنت ضمن العائدين من ليبيا عام 1985 م مع الآلاف من المصرين من رجع برغبته وكنت منهم , ومن رجع مطروداً , يومها كانت العلاقة بيننا وبين الحبيبة ليبيا ليست على ما يرام , وكان في انتظار الباخرة عدد من الوزراء , وزير القوى العاملة ووزير الداخلية , ووزير الخارجية , هكذا سمعت في الميكروفونات والتي تعالت لا تحزنوا أيها المصريين المطرودين من ليبيا فبلدكم مصر ترحب بكم والعمل ينتظركم فمرحبا بكم , كل مصر في انتظاركم و ...... ولأني وبالصدفة كنت أول من نزل من على سطح السفينة وجدت في انتظاري مُخرج ومُعد لتحقيق إخباري سوف يُذاع في النشرة الإخبارية في التليفزيون الخامسة والتاسعة مساءً , وجدت الأستاذ المخرج قادم إلي ومرحبا أهلا ياأستاذ من ؟ نتعرف ؟ قلت له أحمد عبد الرحيم الزاغ ,,,, بالطبع حضرتك من الذين عانوا في ليبيا وطردوا ولم يستلموا مستحقاتهم , حضرتك تحكي للسادة المشاهدين مدى المعاناة التي مرت بكم في ليبيا , ولم ينتظر تعليقي وقال للأخ المصور ون تو ثري صور.   وبدأ الحوار أهلا وسهلا بالأستاذقلت له اسمي قال حضرتك من العاملين في ليبيا حمد الله على السلامة; قلت الله يسلمك ; حضرتك تحكي للسادة المشاهدين عن معاناتكم أثناء العمل في ليبيا إلى أن وصلتم أرض الوطن الحبيب قلت بالنسبة لي شخصيا أنا لم أعاني شيء وإنما أنا قدمت استقالتي وأخذت كل مستحقاتي بعد أن عملت في التربية والتعليم خمس سنوات كانت أيام كلها وكفاح ولا أتذكر منها إلا كل الخير .   وعن زملائك يا أستاذ ؟؟؟ بعض العاملين كانت ليبيا ليست في حاجة إليهم فأعطتهم تأشيرة خروج نهائي وبطريقة ما إخواننا حصلوا على تأشيرة خروج وعودة ,,, فكان من السلطات الليبية وهي محقة في ذلك أعطتهم التأشيرة بالخروج النهائي وهم في عرض البحر على ظهر السفينة قامت الزوارق التابعة لوزارة الداخلية بالصعود على السفينة وجمع الجوازات ووضع التأشيرة عليها , وهنا من لم يحصل على مستحقاته ضاعت عليه وكذلك متعلقاته وحاجياته الحمد لله على السلامة مرة أخرى وانتهى اللقاء .   شاهد النشرة جميع من في أسرتي وعرفوا بوصولي وأنا مازلت في الميناء في نشرة الخامسة مساء ولما عدت ووصلت بالسلامة إلى منزلي اتصلت بالأهل فقالوا شفناك في نشرة الساعة الخامسة ,, انتظرت وشاهدت نشرة التاسعة , فوجدت المونتاج أكل نصف الحديث ولم يبقى إلا الكلام عن زملائي الذين ضاعت مستحقاتهم واتصل بي زميلي من ليبيا , ليبي الجنسية الأستاذ علي قال لي إيه اللي أنت حكيته دا يا أبو عمرو قلت أنا حكيت كلام في الأول يوضح الكلام اللي في الآخر إحنا قلنا مش ممكن الأستاذ أحمد يقول هذا الكلام , قلت له لقد كنت بين أهلي يا أستاذ علي وأكلت معاكم عيش وملح; يومها اتصلت بي أختي وقالت انا عايزة أشوفك لم اعلم أنها كانت تحتضر , سافرت للإسكندرية وكانت في مستشفى خاص وحكت لي أنها كانت حامل في الشهر الرابع لتلبي رغبه زوجها في إنجاب ولد , وكان ولدا وأثناء تواجدها في دورة المياه حدث إجهاض,,, ذهبت بعدها وهي في حالة صحية جيدة إلى أحد الأطباء لأجراء عملية تسمى تنظيف للرحم للاستعداد للحمل الجديد فقام الدكتور بالعملية بدون بنج فآلمها كثيرا , ثم احدث ثقبا في الرحم تسبب في تراكمات وإحداث كثيرة كانت نتيجتها الموت بعد ستة أيام بالضبط , ماتت وهي تقول خلي بالكم من أولادي وهي على يدي وقالت أنا متعبة لم انم منذ ستة أيام وقالت الشهادة وماتت في 12/11/1985 ,,   رحمها الله دخل والدي عليها ودموعه على خديه وقلت له ماتت خلاص قال لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم الصبر من عندك وأبدلنا خيرا منها.....

  والحدث الثالث يوم وفاة والدي رحمه الله ,,, لقد كان رجلا متفانيا في تربية أولادة ,, ادعوا الله أن يدخله فسيح جناته اللهم آمين وجميع أمواتنا وأموات المسلمين , لقد توفى ليلة المولد النبوي الشريف ولقد أمطرت السماء ونحن في الطريق للمقابر وتعالت صيحات الجميع نساء ورجالا الله أكبر الله أكبر رحمة الله عليك يا شيخ عبد الرحيم ,,, لقد سمعت إحدى السيدات والتي كانت مشهورة بالصويت والنحيب في هذه المواقف تقول الله اكبر الله اكبر رحمة الله عليك ياحاج....

  والحدث الرابع كان يوم علمت بمرض والدتي وأحسست بقرب النهاية , حدثتها تليفونيا وطلبت مني ان احضر ولكن كيف احضر وهليمكن مع هذه الإجراءات أن أسافر سريعا ,,,!! من استلام جوازات السفر من وزارة التربية والتعليم بعد عمل الإجراءات والتي كانت مازالت لم تنتهي من إقامة وغيرها قلت لها وأنا أسجل مكالمتها ادعي لي يا أمي قالت دعايا لك خلي بالك من أولادك مع السلامة يا أحمد ... رحمة الله عليك كنت أما حنونة ذات قلب يكفي الجميع لقد تعلمنا منك التضحية ومعنى الإيثار ,,, رحمها الله ورحم جميع أموات المسلمين;  

 والحدث الخامس يوم أن تعبت أبنتي ياسمين بالإسهال والقيء المفاجئ طيلة تسعة أيام وأدخلناها مستشفى السليمانية في مملكة البحرين وظلت أمها بجانبها في المستشفى وأختها الكبيرة في المنزل مع الأولاد الصغار كلنا فريق عمل تدعوا الله ولا ننام إلا الفتات من الدقائق إلى أن وصلت الأربعاء 1/4/2009م بسلامة الله ومن الله عليها بالشفاء كان كلما سألني أحد من زملائي في العمل نزلت دموعي وقلت لها الحمد لله وبالها من سعادة يوم وصولها إلى البيت.   اللهم أشف مرضانا ومرضى المسلمين , آمين آمين يارب العالمين.   أبو عمرو 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !