في تلك الليلة الشتوية الباردة كانت حبات البرد تتساقط بغزارة. كانت السماء تعبر عن سخطها بهذه الطريقة القاسية، غير عابئة بما تسببه من كوارث لمن حولها، والصقيع يتجول باحثا عن عبق الكستناء فوق موقد الحطب، وأجسام حول المدفأة تحدق بلهيب النار وقد تحولت نظراتهم إلى آهات وتنهدات.
فكلما أخمدت النيران وضعفت هدأت النفوس وركدت، وكلما ازداد لهيب النيران ازداد الغضب واشتد الصراع،
حتى تغلبت كلمات ابنه الثلاثين على صمتها قائلة:
أنا كهذه النيران اغضب.. وأثور.. واشتعل.. واحترق.. أتألم وأبكي حد الانكسار:
- قست الدنيا علي دون ذنب مني.
- اشعر بالظلم وأعجز عن نصر نفسي.
- أتنازل عن أشيائي لكي أرضيكم فانا سبب تعاسة إنسان هو أنا.
- أحترم رغبتكم، أخضع لأوامركم ولحكم العادات والتقاليد، لأكون ابنتكم المطيعة الخلوقة.
- فأنا لا أملك في هذه الدنيا سوى الأمل وجسد مهمل بين أربع جدران.
- اسمحوا لي أن أحاول التسلق بالأمل لأرى كيف يكون بزوغ الشمس.
التعليقات (0)