في بداية الثورة التونسية اعلن راشد الغنوشي صراحة أنه لا يريد الحكم ولا يطمح للسلطة ، الان السيد راشد الغنوشي في اعلى هرم السلطة وحركة النهضة هي الحاكمة في تونس ! فلماذا اخلف السيد راشد الغنوشي وعده ؟ اعتقد انه كان يراهن على ذاكرة المواطن العربي الضعيفة جدا ، فلقد قالت حركة حماس نفس الكلام من قبل وصرح اعضاءها انهم لا يريدون سلطة ولا يعرفون غير المقاومة وحين اتت الفرصة القو بكل ما قالوه في سلة الذاكرة الضعيفة للمواطن العربي وتحولت كل اسنانهم الى نواجذ فعضو بها على السلطة بعد تحرير قطاع غزة من حركة فتح تحريرا كاملا ولا يدري احد الان كيف سيتحرر قطاع غزة من حركة حماس . قالها ايضا الاخوان في مصر وذلك في بداية الثورة المصرية صرح الاخوان بأنهم لا يريدون السلطة ولا يطمحون للحكم والان الاخوان في مصر يفعلون كل شئ من اجل الوصول للسلطة واخر ما فعلوه انهم تنازلو عن شعار الاسلام هو الحل في اغرب مفاجئة اخوانية في سبيل الوصول للحكم ، فلماذا اخلف الاخوان وعدهم ؟ الاجابة انهم يراهنون على ذاكرة المواطن الضعيفة جدا جدا ، الان تونس الخضراء التي صدرت الربيع العربي تمخض ربيعها فولدت لنا السيد راشد الغنوشي الذي كثيرا ما كنت اعجب بفصاحته واسلوبه الرائع في الحديث ولكني لا اعتقد ابدا بأن يصل الامر به أن يحكم الجمهورية التونسية مثلا ، ليس ذلك فحسب بل لو خُيرت بين انتخاب راشد الغنوشي وزين العابدين بن على لأخترت بن علي ، اما مقارنة التجربة التونسية بالتجربة التركية فهي مقارنة باطلة جملة وتفصيلا وقياسها فاسد ذلك لأن حزب العدالة التركي جاء بعد عقود من بناء الدولة التركية ودستورها الثابت المحمي من الجيش التركي القوي كما ان الدولة التركية تعتمد على المؤسسات وعلى توازن القوى المتناقضة في الدولة التركية لذلك فالعلمانية راسخة في الدولة التركية ولا يضرها ايدولولجيات الاحزاب التي ينتخبها الشعب ، أما في تونس فالامر مختلف تماما وحركة النهضة ستملك كل المفاتيح التونسية واخطر ما في الموضوع أن الحركة هي التي ستصنع الدستور التونسي ولذلك سنرى بعد ايام جدلا كبيرا حول موضوع عمل الدستور التونسي ولا اعتقد ابدا أن الدستور التونسي الجديد سيكون بعيدا او خاليا من فكر حركة النهضة خصوصا ونحن نعرف جيدا كيف تجري الامور في الوطن العربي ،
على الرغم من ذلك كله فانا سعيد لفوز حركة النهضة بالحكم في تونس حتى يعرف المواطن التونسي حقيقتهم لأن المواطن التونسي ما يزال منخدع بالحديث النهضوي الاخواني الذي سينكشف في الايام القادمة ، ولكن السؤال الاهم بعد أن تنكشف حقيقة حركة النهضة ويعرف المواطن التونسي انها اسوأ من بن علي هل سيسهل التخلص منها ؟ وهل ستعود حركة النهضة الى صندوق الانتخابات ليسهل التخلص منها ؟ أم أن المواطن التونسي سيصنع لنا الربيع الثاني
ابورفاد العليي
التعليقات (0)