تمثيليه ويكيلكس أو ويكي توك ..
إستيقظ العالم يوما علي نبأعظيم مفاده أن هناك موقع اليكتروني إسمه ويكيليكس يمتلكه شخص يحمل الجنسيه الأستراليه وأن هذا الموقع قد تمكن من الحصول علي كم كبير من الوثائق السريه التي تخص البنتاجون الأمريكي والتي تحوي الكثير من الأسرار عن العمليات العسكريه الأمريكيه حول العالم وخاصه العراق ..
وبدأ بالفعل الموقع المذكور في نشر تلك الوثائق البالغه السريه والتي تمحورت حول جرائم ضد الإنسانيه إرتكبت علي أرض العراق وضد الشعب العراقي وتورط فيها أمريكان وقاده عراقيون وإيرانيون وتحدث العالم كله في هذا الشأن بل وتعالت الأصوات مطالبه بتحقيقات دوليه وتقديم المتورطين الي محاكمات دوليه ..
وسرعان ما تحركت ال سي آي إيه وبحثت ونقبت حتي توصلت الي مصدر هذه التسريبات وهو مجند أمريكي أتاح له موقع خدمته بالإطلاع بل ونسخ تلك الوثائق البالغه السريه دون أن يلتفت اليه أحدا وقد تمكن هذا المجند الأمريكي من نقل تلك الوثائق الي موقع ويكيليكس وقد تم إلقاء القبض علي المجند وهو قيد التحقيقات والمحاكمه بتهم كثيره ..
ومع إزدياد الجلبه والإستنكار العالمي والمطالبات بإجراء تحقيق دولي كان لابد من أن تتحرك السي آي إيه ولا تقف مكتوفه الأيدي وتتصرف إزاء هذا المأزق الدولي ..
إستيقظ العالم مره أخري علي جديد الأخبار أخبار مالك موقع ويكيليكس .. هروب وإختفاء وتنقل بين عده دول ثم نشره حمراء من الأنتربول بالقبض عليه بتهمه التحرش أو الإعتداء الجنسي وتوقف الموقع عده مرات بدعوه إختراقه ومحاولات تدميره وأخبار عن إنشاء مواقع بديله لنشر باقي الوثائق ثم أنباء عن تمكن شرطه سكوتلانديارد البريطانيه من إعتقال مالك ويكيليكس والعالم كله يحبس أنفاسه وينتظر خروج باقي الوثائق الواحده تلو الأخري للنور ..
وبالفعل يتوالي خروج الوثائق السريه من ويكيليكس ولكن هذه المره وثائق مختلفه ليست وثائق البنتاجون ولكن وثائق وزاره الخارجيه الأمريكيه ..
فلم تعد هناك وثائق للبنتاجون ولا أسراره العسكريه ولا فضائحه ولا فظائعه هو أو الآخرين ولا أسرار للعمليات العسكريه وتجاوزات العسكريين أو جرائم الحرب ولا يحزنون بل وبلا فخر وثائق الخارجيه الأمريكيه والتي في مجملها رسائل ومخاطبات بين دبلوماسيين أمريكيين ووزاره خارجيتهم تحوي تقارير عن لقاءات برؤوساء وملوك وخاصه العرب ومسؤولين بارزين وكتابه آراءهم الشخصيه في الدول الأخري أو مجريات الأحداث الدوليه أو شخوص قاده الدول الآخرين ليلتفت العالم كله شطرا آخرا وكل يبحث عن فضيحه أو هتيكه أو يريد أن يعرف ماذا يقول عنه الآخرون أو يحاول أن يكذب أو يتنصل من أحاديث كانت تدور في الجلسات غير الرسميه ..
وبهذا بدء العالم كله ينسي العراق والجرائم التي إرتكبت في حق الشعب العراقي وإنعدمت المطالبات بالتحقيق الدولي والكل الآن جالسون خلف شاشات التلفاز أو الحاسوب في إنتظار ماذا قال الرئيس الفلاني عن الرئيس العلاني لأن حب النميمه لدي البشر أقوي من حب الخير والعدل والقصاص هكذا نجحت ال سي آي إيه والتي تعرف الطبائع البشريه جيدا في إستثمار وتحويل ويكيليكس الي "أمريكان ويكي" ولا يستطيع أيا من القاده المشهر بهم أن يلوم أمريكا ولا عزاء لشعب العراق …
مجدي المصري
التعليقات (0)