علي جبار عطية
الأربعاء 02-05-2012
قرأت في احدى الصحف المحلية جواباً لمغن سبعيني سئل عن سبب عدم تسجيله اغان جديدة فقال ان هذا يتطلب مني ان ابيع سيارتي لتغطية تكاليف التسجيل !
اقول ان كان الامر كذلك ولاغنية واحدة فكم ياترى تبلغ تكاليف اغان تبث على مدار اربع وعشرين ساعة في فضائيات الاغاني فضلاً عن احتكار المغني لخمس سنوات في عقد خيالي لشركات تتكاثر فاذا اضفنا الى ذلك تكاليف تأجير البث الفضائي سنوياً والكلف التشغيلية الاخرى عندئذ يصبح الحديث عن ملايين الدولارات المهدورة على الهواء كالحديث عن سعر الهواء !
ازاء ذلك يطل سؤال بعنقه : هل ان اصحاب هذه القنوات التي تروج للرداءة والقيم السوقية والغرائز غير المنضبطة اشخاص اسوياء وذوو عقول او انهم سفهاء ؟ فان كانوا ذوي عقول ويفكرون بطريقة تجارية فكيف يتفق ذلك مع هدر ملايين الدولارات على اغنيات ومغنين هابطين فضلاً عن تصوير اغنياتهم في ماليزيا وتركيا مع الاستعانة بفتيات من جنوب شرق اسيا واذا كان كل مشروع اقتصادي يبغي الربح فما هو الربح المتوقع من هذا القصف المتواصل للاصوات النشاز والاجساد النشاز آناء الليل واطراف النهار ؟
اما اذا كان اصحاب تلك الفضائيات سفهاء وليس الهدف من مشروعهم الربح فان تلويثهم للفضاء يعد جريمة بحد ذاتها فضلاً عن تلويثهم السمع والبصر والقلب الامر الذي يضعهم تحت طائلة القانون ويستوجب اتخاذ اجراءات قانونية بحقهم وحماية المجتمع البشري منهم ؟
اما اذا ثبت ان مشاريعهم رابحة بفضل المتصلين في خدمة الرسائل القصيرة فتلك هي الطامة الكبرى وهذا يعد مؤشراً خطيراً على تدني الوعي الجماهيري لشريحة واسعة من المجتمع الا وهي شريحة الشباب وهي مادة خصبة للباحثين عن ظواهر سلوكية تستحق البحث في عالم يقف على رجلٍ واحدة !
التعليقات (0)