تلك عاداته
الرّيح المصقولة أجنحة ، بعجلات الضجر الرّوحيّ تولول في جسد الهزيع الأخير من الليل الذي يكنس عناكب النّوم بمعادن الاستعارة الدّافئة، وأبواب الفجر الأخضر تنفتح على زوارق ثملة وأنهار أنهكها الرّبو ، وذئاب تزقزق جوعا وشوقا للشمس الحبلى المشرقة كثغر من نور. يستيقظ الرجل الوثنيّ
الموبوء من سكـر الليل متهيئا لكوابيس العولمة ومعارك الأضواء العمياء. يفتح ذراعيه ويصفّق للفراشات التي ستكسو نهاره عطرا وأوسمة وصدى ، ثمّ يعدّ وليمته في المساء المثقل بنايات التعب وأحلام الخواء.
يفكّر بقدمين بحريتين ، في سكون الغروب ، بطوفان وبألسنة عنقوديّة من نار زرقاء وعصا سحرية
كعصا موسى ، تشقّ روحه روحين وبها يقرع المحيطات ليمشي على الأرض المحروقة مرحا باتّجاه الماء. تلك عاداته في ظهيرة الليل المسكوب آلاما على دهاليز الليل يفتح أقفاصه ، يطيّر عصافير التّيه ، يلمّع انتصاراته الصغيرة و يطحن خيباته ، ثمّ يقضم تفّاحة مسمومة وينام فاغرا أعضاءه كضحكة موت .
التعليقات (0)