تلك سوريا... فماذا عن لبنان؟
في سوريا حرب إبادة يقودها المجرم "بشار الأسد" بتفويض دولي تحت شعار "الأسد أو لا أحد"، مسموح له فيها استخدام جميع الأسلحة المتاحة باستثناء الكيميائي منها، لقتل كل مؤمن حر تجرّأ على الكفر جهارًا بحكم العائلة المتصهينة والإيمان بوطن الحرية والكرامة.
وفي سوريا أيضًا حرب طائفية قذرة، ومجازر تطهير مذهبي حاقدة، تقودها إيران بواسطة حرَسها الثوري وميليشياتها الشيعية العراقية (لواء أبو الفضل العباس) واللبنانية (حزب الإرهاب المنظم)، وذلك لابقاء الأمن القومي الإسرائيلي في حالة استقرار، وإنقاذًا للهلال الصهيو-فارسي من الانكسار، والامبراطورية الصهيو-إيرانية من الانهيار... حرب وقودها حقد طائفي دفين يُقتل فيه المواطن السوري السنّي دون تفرقة بين رضيع وطفل وامرأة وشاب وعجوز وجريح، ذبحًا بالسكاكين ورميًا بالرصاص، وسط هتافات: "في سبيل الله"، و"لبيك يا حسين"، و"يا قاتلي الحسين"، و"لبيك يا زينب"، و"لبيك يا نصر الله"، و"كرمال السيد"، و"لعنكم الله يا بني أميّة"!!
وفي سوريا كذلك، جيش حر محظّر عليه السلاح النوعي حفاظًا على ستاتيكو التدمير المنهجي والاستنزاف البشري والتفوّق الأسدي ومنعًا لسقوط النظام، وتنظيمات مسلّحة على هامش الجيش الحر تتكاثر يومًا بعد يوم، لكل منها أجندتها الخاصة وفهمها الخاص للإسلام، تعارض النظام بقتالها عصاباته، لكن تؤيّده في الوقت نفسه بتناحرها فيما بينها.
بيد أنه رغم ذلك كله، في سوريا ثورة شريفة صادقة آية في الشجاعة البطولة، تسير على طريق النصر، لن يقوى الإرهاب الأصفر والأسود على هزيمتها، أطلقتها أظفار الأطفال وحناجرهم وتُكمِلها سواعد الأبطال وأسلحتهم؛ ثورة تميَّز بها الخبيث من الطيب، فسقطت بسببها أقنعة كثيرة وكُشفت بواسطتها كذبات كبيرة، بدءًا بشعارات الـ42 سنة من المقاومة والممانعة والعروبة، وليس انتهاءً بأكاذيب الـ 34 سنة من "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل" و"الشيطان الأكبر" التي يُعدُّ اعتراف أبطالها بزيفها طيلة أيام شهر أيلول 2013 ولا سيما خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويوك، إنجازًا جديدًا عظيمًا يضاف الى سِجل "كشف الأقنعة" الذهبي للثورة السورية التي عرّت التحالف الصهيو-فارسي ثم الأميركي وهزّت أمنه، الى درجة لم يعد معها لهؤلاء من مهرب ولا سبب لعدم كشف حقيقة علاقتهم في أعلى المحافل الدولية، والاجتماع والتهاتف والتراسل لبحث كيفية الخروج من مأزقهم.
تلك سوريا، فماذا عن لبنان؟
في لبنان، سياسة الحزب الإرهابي لا تختلف عن تلك التي يطبقها في سوريا من حيث الاستراتيجية والدافع والإيديولوجيا، وإن اختلفت في التكتيك...فلبنان في مخطط هذا الحزب يجب أن يلحق بولاية الفقيه، ولا سبيل لذلك إلا من خلال ضرب مقومات الدولة اللبنانية والسيطرة على مؤسساتها المدنية والأمنية، واغتيال كل شخصية معارضة سياسية أم أمنية تؤيِّد مشروع الدولة وتعمل لأجلها...فاغتيل الرئيس رفيق الحريري وقافلة شهداء "ثورة الأرز"، ومن بينها الوزير الشاب "بيار الجميل" موحّد "حزب الكتائب" والشخصية الواعدة لتبوُّؤ منصب الرئاسة الأولى استكمالاً لحلم "بشير"...وفي صميم هذا المخطط كانت محاولتهم تجريد لبنان من أرزته الشامخة الزعيم المسيحي الأول في الشرق الدكتور "سمير جعجع"، كما من جرأة وخبرة النائب "بطرس حرب"، ففشل مبتغاهم هنا ونجح بحذف رجل الأمن الأقوى في لبنان اللواء "وسام الحسن".
في لبنان أيضًا، وبعيدًا عن تلطيف العبارات و"شلبنتها"، بات من الواضح أن الحزب الإرهابي يخوض الحرب الطائفية ذاتها كما في سوريا، سياسيًا تارة وأمنيًا تارة أخرى. فمن اغتيال للمارد السني الوطني رفيق الحريري عام 2005، الى الغزو الإرهابي لبيروت في 7أيار 2008، الى إسقاط حكومة وريث الزعامة السنية الرئيس "سعد الحريري" ونفيه الى الخارج عام 2011، ثم بفرض رئيس وزراء ترفضه الأكثرية الساحقة من أبناء طائفته، ثم بحذف ظاهرة "الشيخ أحمد الأسير" من الساحة السنية في حرب "البندقية الموحّدة".
غير أن الأخطر من ذلك، أن الحزب ضاعف مستوى قهره للطائفة السنية بفرضه عليها منذ 1/8/2013 ممثلها الديني -كما السياسي- على كره منها؛ حيث قام "حزب الإرهاب المنظم" بزيارة علنية قبيل عيد الفطر للمفتن المكفوفة يده عن تولّي الأوقاف الإسلامية بحكم قضائي "بداعي السفه والخيانة"، وقدَّم له خلالها كل الدعم السياسي والعسكري ليبقى في منصبه منفذًا لسياسة الحزب، ففرز له عصابة ميليشيوية من "سرايا المقاومة" وتنظيم "البرجاوي" لتأمين حمياته ومرافقة موكبه، وذلك ردًا على توافق أكثر من ثلثي أعضاء الهيئة الناخبة على عزل "محمد رشيد قباني" من منصب مفتي الجمهورية عقب عيد الفطر، وتوقيعهم عريضة يصبح بموجبها معزولاً بحكم القانون... وقد حال هذا الدعم المليشيوي الإرهابي والفتنوي دون ذلك، وتمّ تأجيل العزل منعًا لفتنة كبيرة يخطط لها الحزب ومفتيه.
في لبنان اليوم حكومة مستقيلة منذ سبعة أشهر بأمر من "سيِّدها"، الذي وجد في استقالتها حيلةً أولاً لتنفيس الاحتقان الطائفي الذي سبَّبه فرض رئيسها على الطائفة السنية وفرضها مجتمعة على اللبنانيين، وثانيًا لإسكات الضجيج الإعلامي الذي تثيره القوى الاستقلالية مطالبة بإسقاطها، وثالثًا سبيلاً الى التفرُّغ لمزيد من الخوض في دماء السوريين واستباحة الدولة اللبنانية بذريعة أن لا حكومة موجودة تُساءَل كما لا سماح بحكومة لاحقة ما لم تكن استمرارًا للسابقة...في حين يُكمل رئيس الحكومة المستقيلة ظاهرًا ائتماره بـ"سيد السلاح" ويجتمع إليه بشكل منتظم، ويمارس وحكومته الفاسدة صلاحيات شبه كاملة دعمًا للأسد وإيران.
في لبنان معتقلات وزنازين تابعة للحزب و"حركة أمل"، تستخدم لخطف وأسر وتعذيب الشباب من السوريين اللاجئين، ثم إما الإفراج عنهم أو ترحيلهم وتسليمهم ليقتلوا بأيدي جلادهم.
في لبنان اليوم تكشُّفٌ لتوجّه عنصري لا إنساني -وربما بذور "نازية" جديدة- بقيادة "التيار العوني" الذي يمارس إرهابًا لا يقل فظاعة عن ذاك الذي يمارسه الحزب في سوريا، وذلك بتحريضه من خلال خطابه اليومي ضد اللاجئين السوريين رفضًا لتحسين أوضاعهم المأسوية المذرية، وإصرارًا على ترحيلهم وتسليمهم الى الوحش الأسدي...في انعكاس جلي للقيم الإنسانية السامية والأخلاق الراقية والتعاليم النبيلة التي يربّي عليها الجنرال البرتقالي تيّاره.
في لبنان بلد على فوّهة بركان، تتصارع فيه مصالح الحزب و"الأسد" على عكس تقاطعها في سوريا، فالأول لا يرى مصلحة له في امتداد الحريق السوري الى لبنان في الواقت الراهن، بنيما يسعى الثاني بواسطة أزلامه واستخباراته لإشعال الساحة اللبنانية بواسطة السيارات المفخخة والاعتداءات الإرهابية.
مقابل ذلك كله، في لبنان معارضة أقوال لا أفعال، مشلولة، كانت تسمى "قوى 14آذار" قبل أن تُعلِن وفاتها بنفسها بعجزها عن تجاوز خلافاتها والتوافق على قانون انتخاب موحّد؛ وهي قوى لطالما كانت تتغنّى بأنها ليست حزبًا واحدًا له هيكليته الخاصة بل مجموعة أحزاب تجمعها القيم الاستقلالية فيما لكل منها نظرته لما سوى ذلك، وبقيت تفاخر بذلك حتى وجدت عقدها قد انفرط!
في لبنان سيبقى الستاتيكو الحالي مستمرًا حتى زوال "الأسد"؛ عندها سيبحث الحزب عن "تدفيع" لبنان ثمن فاتورة ترضي أطماعه تعويضًا عن خسارته سوريا وانكسار الهلال الفارسي، ولا شك أن الثمن سيكون باهظًا جدًا ما لم تسارع القوى الاستقلالية الى إعادة إحياء تحالف "قوى 14 آذار"، والانضواء بالنصاب الكامل وفي مقدمته "الكتائب" و"الكتلة الوطنية" تحت لواء تحالف حديدي يُشار إليه بالأفعال لا بالأقوال، متجاوزة بذلك جميع خلافاتها التي تشكِّل كل يوم طعنة للبنان ولجمهور "ثورة الأرز" ولشهدائها الأبرار.
عبدو شامي
16/10/2013
التعليقات (3)
1 - @ انتصرت سوريا الاسد وانهزم الارهاب والتكفير والخونة@
@@ علي الازرقي العراقي @@ - 2013-10-17 14:56:03
واضح ايها الكاتب طائفيتك وعنصريتك ولم تكن واقعي ومحايد ابدا !!!؟؟ @ سوريا تعرضت لمؤامرة كبرى و لحملة ارهابية حاقدة من طائفيين وخونة ومرتزقة ينفذون أجندة دول اميريالية صهيونية و ادواتهم بالمنطقة من دول معادية لسوريا لاتخفى دولاً تكفيرية طائفية وخاب مسعاهم وفشلوا فشلا ذريعا هم من دفعهم ومؤلهم !! انتصرت سوريا الاسد و بنصرها ايضا انتصر العراق ولبنان بكون المشروع الارهابي الطائفي يستهدف سوريا والعراق ولبنان ؟؟@ لقد سقطت الاقنعة عن جميع الوجوة الارهابية الكالحة واتضحت حقيقة هذه المعارصة الارهابية وفورة الزعران والحرامية والخونة والمرتزقة !! مصيرهم جميعا مزابل التاريخ و الارهاب مهما يطول فأن عمره قصيرا و مستقرهم الاخير تحت بساطير حماة الديار الجيش العربي السوري بقيادة القائد شبل الاسد &&& ان الحق يغلب الباطل مهما يكون الباطل وأعوانه ؟؟ ان فصائل المعارضة الارهابية الطائفية العسكرية والسياسية جميعهم على الباطل وفضحهم الله اخيرا ؟ واصبح القتال بينهم وكل منهم يتهم الاخر بالخيانة و العمالة والارهاب والارتزاق ؟ و فخار يكسر بعضه ؟؟ ونارهم تأكل حطبهم !! وحط حيلهم بينهم ! وخلص الشعب السوري من ارهابهم وعمالتهم وخيانتهم !! مجاميع ارهابية وخونة من ائتلافهم وجيشهم الهر و جبهة حسرتهم و ارهابي دولة العراق والشام و اشرار الشام و التوحيد والفاروق ووووو والى اخر القتلة العملاء !! !!! @@
2 - على\\البطيخ\\المعلق
ابن\\النيل - 2013-10-18 12:52:36
سفاح\\سوريا\\من\\يةاجل\\الكرسى\\دمر\\سوريا\\البلد\\الوحيد\\ال\\كان\\عندة\\شبة\\اكتفاء\\ذاتى\\من\\كل\\شى\\المنافق\\يساند\\المنافق\\مثلة\\ياعلى\\واسئل\\ابوشحاطة\\بياع\\السبح
3 - ابن النيل خليك بمصر التى انتهت واصبحت بقايا بلد ؟ جتك نيله؟
@@ علي الازرقي العراقي@@ - 2013-10-18 18:36:04
الى , ابن زفت الطين , النيل سابقا ,, فاقد الشي لايعطيه يا أمعة , انت واضح جدا بتعليقاتك الساذجة تناصر الارهاب في سوريا و فعلا ان الارهابي الطائفي التكفيري يساند الارهابي التكفيري الطائفي بكل مكان وزمان , انت وامثالك من دمرتوا مصر و جعلتموها بقايا بلد وفوضى بفوضى و ملاذا ومرتع للارهاب و اوكارا للبلطجية و العصابات و المتخلفيين والطائفيين الذين أعادوا مصر للعصر الحجري ؟؟ واصبحت مصر حارة الصايعين و الضايعين و عزبة يحكمها البلطجية والخارج منها مولود والداخل مفقود !! خليك في بلدك مصر أقضل وانظر الى بلدكم وحالتكم الى تصعب على الجميع ,, جتك نيلة تطربق على نفوخك وتروح بــ60 داهية !!@@