يبحر بنا زورقُنَا الخشبيُّ الأحمرْ
وقنديلُ العشقِ يَشتعلُ وهَجَا
يُصورُ لنا لَونَ البَحرِ الأزرقْ
كَالقمرِ يَتلألأ في الأفلاكْ
وَأمْواجُ البَحرِ بنا تَتلاطمْ
تَتقاذفُنا الأَحلامُ مِن قِمِمِ الأَمُواجْ
إلى قِمَمِ الأمَواجْ
وعَلَى مَرافِيء الشُطئانْ
تَرْسَو أشْلَائي , كَحُبيباتُ الرَملِ تَتبعْثرْ
والرُوحُ يَجذبُها البَحْرُ إلى القَعرْ
تَتلقفُهَا أفواهُ الحِيتَانْ
هُنَاكَ فِي عَرْضِ البَحرِ
تَغوصُ الحُوريةْ
تِلكَ العَذْرِاء الخَمْريهْ
فَسُبحانَ المَنّانْ
بعينين ذابلتين ونظرات سِحْريهْ
وَدُموعُ ذَابَتْ فِي وَسْط الأجْفَانْ
والكَفَنُ الأبيض مَحْمُولٌ يَعلو كَفيّهَا
قَتلتْنِي بِسِهَام الحُّب تِلكَ الجَورِية
بِرُؤيَتِهَا تَتعَالى أنْفَاسُ الإنْسَانْ
تمنيتها بُرّدَة فِي شِتَائي ارْتَديهَا
وَدِفئاً يَرْتَمِي وَسَطَ الأحْضَانْ
وَنَجْمٌ يَسْطَعْ فِي السَمَاءِ
فَينيرُ الدُنْيْا بِبديعِ الألُوَانْ
وَالاثْمِدُ يَتوسدُ جَفنِيَها
وَعَلى الشِفَاه يَظْهَرُ إبْدَاعُ الفَنْانْ
والتُفَاحُ الأحمَرُ يَعلو خَديهَا
مَجنيِّ مِن أجمَلِ تفاح الجِنانْ
غَيْداءْ سَكَنتْ بين ضُلوعِي
تُحَضْحِضُ فِي جَوْفِي الوجْدَانْ
كَأغْصَانٍ تَتَعاطفْ فِي فُؤادِي
تَعْزِفُ الألْحَانَ على صَخَب البُرْكان
وَغُطرُوفٌ يَتسَاوَك
وَحُبيْباتُ رُمانٍ يَعلوهَا الرُمَّان
بِهُدوءٍ تَتَمايلْ تُدَاعِبُها الوَرْداتُ
والوَرَقُ الأخْضُر يُغَازِلُها وكذا الأغْصَان
يَرْتَشِفُ العَبَقُ الجُوِريُّ
والعِطرُ يَفوحُ كَالمَندلُ وَعَبيرُ الاقْحُوانْ
والجَسَدُ مَمشُوقٌ يَتعَطفْ كالعُنقُود
فيُعيدُ النَبْضَ الى القلبِ المَفقُودْ
وتَشْتَجرُ الأنَامِلُ سويا فتَسيل منه الأبْدَانْ
وَتذوبُ الاجساد كالسُكرُ يذوب فِي كوب المَاءْ
يَالَ ذاك الحُلمُ المُخملي بتُ فيه كُلَّ لَيْلي
اقْطِفْ الوَرْدَ لَها مِن طَرف البُسْتَانْ
رُويدا رُويدا أيها الحُلمُ الوَرْديُّ
تَمَهلْ على قَلبِ العَاشِقِ الوَلهَان ْ
فَجِرَاحي فِي سَبيْل الحُبِّ تَتَفتقْ
أثْقَلتْني الجِرَاحُ وَتِلك الأحْزَانْ
فَتَعَالتْ وَسطَ قَلبِي
أجْرَاسُ الأحْزَانِ
تِلوَ الأحْزَانْ
التعليقات (0)