مواضيع اليوم

تلفيقات اسلامية .. 4

نزار النهري

2011-09-21 13:33:28

0

وزير الداخلية الإيطالي والحجاب
الخميس, 8 أبريل 2010
م.فهد عبدالعزيز المسعود

أعلن وزير الداخلية الإيطالي «جوليانو أماتو» أنه لا يمكنه معارضة ارتداء المرأة المسلمة في بلاده الحجاب، وذلك لسبب واضح وبسيط وهو أن السيدة مريم والدة نبي الله عيسى عليهما السلام كانت تضع الحجاب على رأسها أيضا، وهي أقدس امرأة عرفها التاريخ، كما أنها واحدة من أربع نساء هن الأكمل بالنسبة للنساء كما ورد في القرءان الكريم وفي أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم النبوية والنساء الأربع هن: أمنا خديجة زوجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وابنته السيدة فاطمة الزهراء، ومعهما أم نبينا عيسى عليه السلام السيدة مريم، وزوجة فرعون مصر آسيا.

وزير الداخلية الإيطالي كان يواجه النزعات العلمانية المتطرفة التي تنادي بالتصدي لظاهرة الحجاب التي انتشرت بين النساء المسلمات في إيطاليا حتى النساء الإيطاليات اللاتي أسلمن، واعتبروا ذلك اختراقا خطيرا للثقافة المسيحية، جوليانو أماتو قال لهم: «إذا كانت العذراء محجبة، فكيف تطلبون مني رفض أي امرأة تتحجب، أو حسب نصه الحرفي: (إن المرأة التي حظيت بأكبر نصيب من المحبة على مر التاريخ وهي السيدة العذراء تصور دائما وهي محجبة).

وزير الداخلية الإيطالي كشف عن كارثة أخرى لدى المتطرفين العلمانيين، وهو ظهور تيار ثقافي جديد بينهم يطالب «بتعديل» اللوحات التي تظهر السيدة مريم عليها السلام وهي تضع الحجاب على رأسها، ويطالبون بإلغاء هذا المشهد ونشر لوحات لها وهي سافرة بدون الحجاب!

المعركة الإيطالية ليست نكتة، ولكنها الحقيقة التي نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية والعالمية ، وتجاهلتها كم كبير من الصحف العربية، وحكاية الدعوة لتغيير صورة السيدة مريم ليست بدعا في السلوك الغربي، الذي يفصّل الدين على المقاس الثقافي أو حتى العرقي، بل إن لها سوابق شهيرة. ففي الولايات المتحدة الأميركية علق على بعض الكنائس الضخمة تمثال مزعوم لنبينا عيسى عليه السلام، وهو أسود تماما وعلى هيئة الزنوج، لأن هذه الكنائس هي كنائس زنجية، وبحسب رؤية أصحابها، فإن المسيح كان زنجيا أسود البشرة، وأن صوره أو لوحاته أو تماثيله المنتشرة في جسد أبيض والشعر الأشقر والعينين الزرقاوين هي تزوير أوروبي من الجنس الأبيض.

كما أن بعض ذوي الأصول المكسيكية في الولايات المتحدة الأميركية وضعوا تماثيل لسيدنا عيسى عليه السلام على كنائسهم في ملامح شخص مكسيكي، والآن استدار الإيطاليون على السيدة مريم عليها السلام لكي ينزعوا الحجاب عن رأسها ويقدموها في صورة مخزية، حتى لا تكون صورها حجة للمسلمين في ارتداء الحجاب على رؤوس نسائهم وبناتهم، طبعا وزير الداخلية الإيطالي اعتبر هذا المطلب غير لائق وتطرفا ثقافيا حسب قوله، وأنه شخصيا لا يستطيع الاستجابة له، وبالتالي فهو لا يملك أي منطق أو حجة دينية أو ثقافية لمنع الحجاب في بلاده. هذا وزير الداخلية الإيطالي في قلعة الكاثوليكية، ونسمع ونرى كثيرا من العلمانيين والليبراليين المتطرفين والذين ينتمون إلى الإسلام ومن بني جلدتنا يطلقون الدعاوى والمطالبات بعدم وضع الضوابط الشرعية على المرأة، لاسيما الحجاب، والذي يعتبر واجبا بإجماع علماء الدين، وليتهم يسمعون كلام وزير الداخلية الايطالي، وإذا عز عليهم أن يهتدوا بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فعلى الأقل فليهتدوا بشريعة وزير الداخلية الإيطالي جوليانو أماتو.


مقال انتشر مثل النار في الهشيم .. وهذا شيء طبيعي، فالمسلمون يريدون ان يصدقوا اي شيء سيء عن الغرب، ولهم الاجر والثواب عندما ينشروه، حتى دون التحقق من صحته او عدمها.

المقال مكتوب في الشهر الرابع من هذا العام ومنشور موقع الرؤيا ويقول عن «جوليانو أماتو» انه وزير داخلية، علما انه كان وزيرا للداخلية الايطالية للاعوام من 2006 الى 2008. والامانة الصحفية والاخلاقية توجب علينا ان نقول ـ وزير الداخلية السابق ـ.

يدعي الكاتب ان الوزير قال بالنص: (إن المرأة التي حظيت بأكبر نصيب من المحبة على مر التاريخ وهي السيدة العذراء تصور دائما وهي محجبة)، ويعتقد ان هذا هو سبب عدم منع الوزير الايطالي لغطاء الرأس الاسلامين، وكعادتهم لم يذكروا لنا المصادر التي جاءوا بها باخبارهم.

مجرد قراءة عقلانية محايدة لهذه الجملة، تبين لنا ان الوزير الايطالي لا يمكنه ان يقولها بالنص، لماذا؟

لان الوزير الايطالي لا يمكنه ان يقول عن قطعة القماش التي تضعها مريم على راسها، انها عبارة عن حجاب!!! او انه يقول عن مريم انها محجبة ..

ثم يستمر الكاتب بدس سمومه على العلمانية فيقول:"وزير الداخلية الإيطالي كان يواجه النزعات العلمانية المتطرفة التي تنادي بالتصدي لظاهرة الحجاب التي انتشرت بين النساء المسلمات في إيطاليا حتى النساء الإيطاليات اللاتي أسلمن، واعتبروا ذلك اختراقا خطيرا للثقافة المسيحية"

ماهو دخل العلمانية بالامر؟

ماالذي يدعو هذا الكاتب لقول هذا القول عن العلمانية؟ هل يجهل بالفعل ما هي العلمانية، ام انه يتعمد تشويهها؟

مهما كانت غايته، نقول له: العلمانية ليس لها دخل بما تلبس او تعبد، العلمانية هي النظام الذي تسير عليه الحياة في اوربا، وحتى وزير الداخلية هذا الذي تستشهد بكلامه، ينتمي الى النظام العلماني، ما تكلمت عنهم ليسوا العلمانيين، بل مجموعة من اليمينيين المتطرفين، حاولوا ان تفهموا قبل ان تشرحوا للناس بهذه الطريقة الساذجة والبعيدة كل البعد عن الموضوعية.

من الواضح جدا ان الغرض هنا، تخويف الناس من العلمانية، وانها ضد الدين، انه اسلوب رخيص.

لنلاحظ ماذا قال الوزير الايطالي بالضبط ففي مقابلة له نشرت في صحيفة La Stampa بتاريخ 27 سبتمبر 2007، قال:

لا يجب ان يمنع غطاء الرأس في ايطاليا، لان الراهبات يرتدينه ايضا. ومنع غطاء الرأس، يعني في عيون الاخرين، الذين يعيشون حياة غير حياتنا، ان ما نقوم به عبارة عن اديولوجية غربية امبريالية.

هل يجب علينا منع النساء من ارتداء غطاء الرأس؟

لو وضعنا قانونا نمنع فيه ارتداء غطاء الرأس في الاماكن العامة، سوف يطرح هنا سؤال: لماذا يسمح للراهبة بارتدائه وتمنع المسلمة؟
وبالاعتراض بانه في فرنسا هناك منع لغطاء الرأس، قال اماتو: هناك ايضا تم رفع الصلبان والرموز الاخرى، اما في النظام الايطالي فلم يحدث هذا.
المهمة الحقيقية، هي اندماج الشباب المسلم في الغرب، لان التطرف ياتي دائما من رفض الهوية.

من خلال هذا الكلام، يتضح لنا الفرق بين وجهة نظر الوزير الايطالي السابق وبين ما يريد المسلمون ايصاله للبعض، فهم يحاولون ان يجعلوا من الوزير انسانا مؤمنا بالنصوص الدينية يحاول ان يفرضها على المجتمع من منطلق ايماني، حاولوا ان يوصلون هذا الانطباع بالتلفيق ونقل صورة مغايرة لتلك التي قالها الوزير بالضبط.
من الواضح ان سبب الرفض، هو وجود راهبات يرتدين نفس الزي، وكانه يقول للناس، امنعوا الراهبات من لبس غطاء الرأس لتكون مطالبكم مقبولة، كما حدث في فرنسا.
اما التلفيق الاكبر لهؤلاء، فهو محاولتهم تضخيم الامور واعطائها حجما اكبر من حجمها الاصلي، فغطاء الرأس ليس مشكلة في اوربا، ولا يوجد بلد اوربي واحد اتخذ قرارا بمنع ارتداء غطاء الرأس في الاماكن العامة، بل العكس تماما هو الذي حصل، فلقد احتجت المحاكم الاوربية مرارا على تركيا المسلمة لانها تمنع ارتداء غطاء الرأس في الاماكن الرسمية.
المشكلة الكبرى في اوربا الان هي النقاب وليس الحجاب، وبهذه المناسبة سنبين لكم الدجل وعدم المهنية واللااخلاقية في النقل عند هؤلاء، ففي نفس اللقاء السابق رفض الوزير السابق "النقاب الاسلامي" رفضا باتا، وهو من اكبر المؤيدين لمنعه، بل اعتبره يمثل اهانة لوجه المرأة المسلمة. ولكن للاسف لم اقرأ هذه الاراء من نفس الملفقين.

ملاحظة: لقد استعنت بترجمة النصوص باحد الزملاء الايطاليين




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !