د. تيسير مشارقة / تلفزيون فلسطين يطمئننا على الوطن فلسطين . تعطينا البرامج المتنوعة طمأنينة على أن فلسطين بخير ، أو قابلة لأن تكون بخير. صورة فلسطين صارت أوضح بكثير مما كانت عليه في السابق. وبالتالي، فإن هذه الفضائية صارت محطتنا التي نشاهدها في الشتات والمنافي.
لمّا كنا نشاهد الفضائية الفلسطينية في السابق كنا نشعر بالخطر المحدّق بالأمة الفلسطينية. والشعور السابق ملخّصه أن الفوضى الإعلامية لها انعكاس على الأرض. الآن الفضائية هي مرآة الوطن. الوطن بخير، لأن الفضائية تعمل بمهنية وجدّية وتعمّق ثقة الفلسطيني بنفسه وقدرته على التغيير والانتصار.
لا وجه للمقارنه بين تلفزيون فلسطين الأمس و فضائية فلسطين اليوم [2010]. بجدارة تضع المحطة الفلسطينية نفسها في تنافسية مع فضائيات عربية كبرى. وبفخر يستطيع المرء والمواطن الفلسطيني أن يقول الآن إنه من المشاهدين لتلفزيون فلسطين اليوم، وإن له محطة يشاهدها بانتظام ، وذلك لما تقدمه هذه الفضائية من وجبات إعلامية راقية. صارت الفضائية قليلة الأخطاء قابلة للمشاهدة وأصبحت محطة مجتمع وعائلة.
الثراء البرامجي الحالي للمحطة الفلسطينية ، جعلنا نشاهدها بانتظام واهتمام . البرامج التي لفتت انتباهنا صارت علامة فارقة في الإعلام المرئي الفلسطيني لم نشهده من قبل. محمد بكري و حمادة فراعنة والإعلامية حنانيا (مع الحدث)وبرنامج الأسرى، والبرنامج التحليلي من مناطق ال48، ووطن على وتر ، وغيرها الكثير، صاروا جميعاً قبلة المشاهد العربي والفلسطيني. الآن نقول إن تلفزيون فلسطين من رام الله تحوّل من محطة فلسطينية صغيرة إلى فضائية عربية كبرى، بقلب فلسطيني نابض بالحياة.
تحوّل التلفزيون الفلسطيني بمهنيته العالية وثراء برامجه من تلفزيون ضيق الأفق ومتعثر الخطى إلى تلفزيون وطن وبلاد و دولة. كما أن استجلاب الطاقات الإعلامية الشابة والفعاليات الثقافية والسياسية للعمل في هذا البيت الدافيء جعل من تلفزيون فلسطين يدخل كل بيت فلسطيني وعربي بلا حرج وبثقة القوي القادر والفاعل. صار الفلسطيني أينما كان يعتز بمشاهدة هذه القناة في بيته وصار يدعو الآخرين لمشاهدة البرامج المتنوعة التي تنطلق من الشاشة الفضية الفلسطينية الصغيرة. تلفزيون فلسطين أصبح نافذتنا التي نطل بها على المشهد الفلسطيني. وأصبحت هذه المحطة رئتنا التي نتنفّس منها وصار لها هوية وشخصية . بفخر نقول إننا توالفنا مع هذه المحطة، وإننا على ألفة وصداقة بصنّاعها ، ولا نستطيع إلا أن نشاهدها كل يوم.
التعليقات (0)