مواضيع اليوم

تلفزيون الوطن الكويتي و فكاهة الاساءة

ماءالعينين بوية

2010-08-20 15:02:44

0

 هل أساء  تلفزيون الوطن الكويتي للمغاربة حين عرض  حلقات من مسلسل فكاهي كرتوني " أبو قتادة و أبو نبيل" يتحدث  فيها عن المغرب؟ لماذا يرى البعض المغرب فقط كبلد للدعارة و السحر و الرشاوي و شراء الذمم.....؟ من ساهم في رسم هاته الصورة النمطية القذرة عن المغرب؟  بعض الوسائل الإعلامية الخليجية  أم أهل المغرب أنفسهم؟ لماذا تتجاوز بعض القنوات الفضائية المشرقية مشاكل مجتمعاتها لتترصد في كوميديا فاشلة و جارحة المجتمعات العربية الأخرى أو العمالة الخارجية  افي بلدانها ؟ لماذا تسوق هذه النظرة الدونية و العنصرية اتجاه أبرياء  ساقتهم ظروف العيش للعمل في البلدان العربية؟

مسلسل " ابو قتادة و أبو نبيل"  و من خلال ثلاث حلقات كرس تلك الصورة النمطية التي بات يعرف بها المغرب لدى بعض المشارقة ( الدعارة -السحر- الفساد المالي) و التي ساهم فيها الإعلام  بشكل رئيسي و التي تكاد تجانب الحقيقة، فليس المغرب كله بلد دعارة و ورشوة و فساد و سحر......بل إن الواقع و الذي يتقاسمه جل البلدان العربية هو  أن كل مجتمع يزخر بسلبياته و إيجابياته فلاداعي للسخرية الوقحة و استجلاب الضحك بتجريح مشاعر الآخرين. و لا يقف هذا النوع المحسوب على الكوميديا عند هذا الحد بل إن بعض الوسائل المرئية  تجد في  تقليد و تحقير العمالة الخارجية ( بنغال هنود مصريين سودانيين...) مادة غنية لصناعة  برامج و مقاطع فكاهية جاهزة للضحك .... بدل أن تتناول بمصداقية بعض مشاكلها الداخلية المتعددة ( الفوارق الطبقية، الاستبداد، الكبت، مشاكل البدون و درجات المواطنة، المخدرات، العنوسة، غلاء المعيشة، العمالة الخارجية الوافدة و تأثيراتها على طبيعة المجتمعات الحاضنة، تحول بعض المدن الخليجية إلى مسارح للمافيا و تجارة الأسلحة و المخدرات........) ،  فهل يعكس هذا النوع من الإعلام نظرة  مجتمعه الحاضن لهؤلاء أي نظرة دونية لمواطنين هم من الدرجة الثانية؟

غير أنه للأسف، لا يمكن حصر أسباب المشكلة في الوسائل الاعلامية و في نظرة الآخر لنا،فبعض الداء مصدره  أهله، فالتهافت نحو ما هو قادم من المشرق بغية المال و الاستغناء و الفقر و العوز و البطالة و المشاكل الاجتماعية ....مسببات جعلت البعض يرى أن الحل في الخليج وكل ما يصدره الخليج، استقبال المشارقة الراكضين وراء شهواتهم  و نزاواتهم و احتضانهم و التغاضي عن سلوكاتهم المشينة و الذي للأسف يتم من طرف  أشخاص مسؤولين و رسميين.......أمور عديدة رسخت في ذهن البعض هذه الصورة القذرة عن المغرب.

قد يكون الحديث عن ما أظهره كارتون قناة الوطن أمرا مبالغا فيه، لكن رب ضارة نافعة فالمسلسل مناسبة للتأكيد على أنه آن الوقت لتحرك رسمي و شعبي لتغيير و تحسين صورة المغرب و إظهار الوجه المشرق لبلد عربي إسلامي، فهل ستتجه الجهات الرسمية و الفعاليات المدنية  لتغيير واقع الحال و رد الاعتبار لملايين المغاربة؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات