تلاعب الخواجة بخلق الله
للخواجة الأبيض دائما مقعده ومأكله ومشربه ؛ وطريقه المجاني السريع المفتوح إلى عقل وقلب ومكاتب المسئولين على مختلف وشتى أنواعهم ونزعاتهم في كافة دول العالم المتخلف . وهو ما يعطي الخواجة الفرصة السانحة كي يجرب فينا وفي بيئتنا الطبيعية كل ما يشك في صحته وجدواه ؛ بغض النظر عما إذا كانت محصلة هذه التجربة ستندرج في خانة الخطأ أم قائمة الصواب ... وهو ما يحعلنا إزائه مجرد بشر وساحات تجارب حقيقية حية ؛ لاسيما في الجانب الأفريقي الدغلي الغابي الأسود....
وأكثر ما تعودناه من هذا الخواجة تدخله الدائم في تغيير نمط التوازن الطبيعي للبيئة والخلق على حد سواء . وما قد يؤدي إليه ذلك من نمو مجموعة على حساب مجموعة أخرى من الخلق ؛ سواء أكان في مملكة الحيوان أو الحشرات والزواحف وغيرها من ممالك ...
فهو مثلا إذا عمد في البراري إلى إبادة الفئران جميعها ؛ أدى ذلك إلى هجرة الصقور والطيور الكاسرة أو موتها من الجوع ، وأدى كذلك إلى إنتقال الثعابين للحياة وسط القرى وداخل المزارع بحثا عن قوت بديل ؛ وما يلحق بذلك من أذى نتيجة لدغ هذه الثعابين للبشر والحيوانات المنزلية التي تعترض طريقها .. وهكذا دواليك. ... أو كما قال الله عز وجل فيهم [ قل هل نُنَبِئكم بالأخسرين أعمالاً (103) الذين ضل سعيهم فى الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (104)ً سورة الكهف.
آخر ما تفتقت عنه ذهنية البعض من هؤلاء الخواجات هو لجوءهم إلى تغيير خلقة الله عز وجل في الحيوان البري ، وفق ما تعودنا عليه منهم في الأليف ووجه الإنسان من الجنسين وعموم جسده .
وفق ما يظهر في الصور المرفقة . فقد عمد هؤلاء الشرذمة من الخواجات إلى قطع قرن حيوان وحيد القرن الأفريقي بزعم أن هذه هي الوسيلة الناجعة الوحيدة لحمايته من الإنقراض.
وهم يقولون أن وحيد القرن الأفريقي مهدد بالإنقراض لسبب أن الصيادين بقتلونه لأجل قرنه الثمين ، الذي يباع في أسواق آسيا وشبه الجزيرة العربية بأكثر مما يوازي وزنه ذهبا ؛ وحيث يعتبر المادة الخام المفضلة لصنع مقابض الجنبيات (الخناجر) العربية الباهظة الثمن ، التي لا يطيق إقتناؤها سوى فاحشي الثراء في اليمن وعمان وأجزاء من العربية السعودية على سبيل المثال.
ولكن الذي لا يلتفت إليه هؤلاء الخواجات ؛ هو أن هذا الحيوان الذي يطلق عليه في اللغة العربية الدارجة مسمى (الخِـرتيت) ... لا يلتفتون إلى أن الخرتيت يحتاج إلى هذا القرن للدفاع عن نفسه .. ثم أنه شرس الطباع أو كأنه في سباق محموم لخلق الأعداء من عدم .. فهو مشاكس بطبعه وغيور على مواليده ويشجعه قرنه القوي على مهاجمة وطعن كل يقترب منه أو يصادفه في طريقه ....
بعد أن بتروا له قرنيه الكبير والصغير
وحيث أن الخرتيت في النهاية حيوان ... فهو حتما لن يتمكن من تقدير أن بتر قرنه سيؤثر بشكل سلبي على مقدراته القتالية سواء في حالة هجومه على غيره أو دفاعه عن نفسه . فيؤدي ذلك إلى تغلب الحيوانات المفترسة الأخرى عليه وجعله هدفا سهل المنال ....
من جهة أخرى يستخدم خلال فترات الجفاف لحفر الأرض بغرض إستخراج جذور وجذوع النباتات التي تسد رمقه .. ومن ثم فإن حرمانه من هذا القرن الذي حباه به خالقه قد يكون فيه تهديدا لحياته ؛ وربما سببا في إنقراضه أكثر مما يتسبب في ذلك صيده الجائر الذي يتمحور بطبيعة الحال في حلقة مغلقة من الصيادين الجشعين وحراس غابات وشرطة وضباط جمارك مرتشين....... والمؤسف أنهم وبعد أن بتروا القرون ذهبوا بها ليبيعونها لتغطية تكاليف بترها وبراءة الأطفال في أعينهم .
التعليقات (0)