علي جبار عطية
الأربعاء 15-01-2014
طباعة المقال Print
شاهدت قبل ايام فلما سوريا حديثا عوانه (للعدالة كلمة اخيرة) بطولة (اماني الحكيم وعبد الحكيم قطيفان) واستهوتني قصة الفلم ودهشت لمدى ما وصل اليه العلم الحديث من وسائل وتقنيات تسهم في حل الكثير من المشكلات.
قصة الفلم تتحدث عن رجل اعمال ناجح وملتزم ظاهريا لكنه حينما يموت وتتزوج ارملته من صديقه يتبين لها اصابتها بمرض الايدز فتبحث عن الناقل للمرض وتشكك في زوجها الاول فتأتي الأحاديث بانه منضبط اجتماعيا واخلاقيا ولما لم تقتنع بهذه الحكايات تلجأ الى الطب الحديث فينصحها الطبيب بأخذ عينة من جثة المرحوم وهذا يتطلب فتح القبر بعد مرور اكثر من خمس سنوات ولكن ماحيلة المضطر الا ركوبها وهكذا تضطر الارملة الى فتح القبر واخذ عينة من الجثة لتظهر النتيجة ايجابية اي ان زوجها مصاب بالايدز وانه غير ملتزم اخلاقيا وقد اصيب بالفايروس من علاقة غير شرعية مع فتاة ليل رومانية!
ثمة مفاجآت اخرى فالارملة تسببت من حيث لا تشعر بنقل الفايروس الى زوجها الثاني الذي يعترف قبل موته انه تسبب بموت زوجها الاول مع انه صديقه طمعا في ثروته وزوجته الجميلة من خلال منعه من تناول دواء القلب الذي يمنع الجلطة القلبية وهكذا تقول العدالة كلمتها فالصديقان كلاهما مذنب وقد نال كل منهما جزاءه وهذه رسالة الفلم .
ما استوقفني ليست حكاية الفلم ولا حبكته المقنعة ولا رسالته الواضحة (وما تجزون الا ما كنتم تعملون ) ولكن المدهش حقا هو هذا التطور العلمي العظيم الذي وصلت اليه البشرية فمثلا تذكرت اعادة فحص جثمان الرئيس عرفات ووجود مؤشرات على وفاته بالسم تلك القضية التي مازالت تشغل الاوساط القضائية والسياسية فضلا عن الاعلامية وقد اشار الفلم المذكور الى فحص جثة المتوفى ووجود دلائل على اصابته بمرض نقص المناعة وهكذا في باقي تفاصيل الفلم التي تدل على ثورة كبيرة في تقصي الحقائق الامر الذي يجعل اية مقارنة بين ما يحصل الان وما حصل منذ ربع قرن او اكثر مقارنة تعسفية خاصة مع انتشار كاميرات التصوير في الاماكن العامة وفي المحال التجارية والكاميرات في البيوت مما يعني ان الانسان يظل تحت الرقابة مهما حاول اخفاء خصوصياته الأمر الذي يدعونا الى اعادة النظر بالبيت الشعري الشهير الذي يقول : من راقب الناس مات هما!
التعليقات (0)