لا تتوقف أبداعات الأنظمة العربية ولا الكيان الصهيوني في تكميم الأفواه وقمع الحريات عند حد . وهؤلاء يبتكرون كل يوم طرقا جديدة لتخويف الأفراد والشعوب العربية وغير العربية من قول رأيها بحرية وصراحة . وهذا رد فعل طبيعي من أنظمة فاقدة لأي نوع من أنواع الشرعية .
ولأن فقدان الشرعية يؤدي الى التصرف بأستخدام القوة المفرطة بجميع أشكالها المادية والمعنوية "كما يفعل السارق اللذي يقتل ضحيته فيما لو حاولت كشفه أو أيقافه" فلقد تصرفت الحكومة المصرية وأدارة جامعة كاليفورنيا الأمريكية فرع ارفن بنفس الطريقة تقريبا لتكميم أفواه المحتجين هنا وهناك على مسألتين هما من المحرمات .
أولهما في الدول العربية . وهي الفساد الكامل للأنظمة الحاكمة . وثانيهما في دول الغرب "الديموقراطي" . وهي مسألة أغتصاب فلسطين من قبل أفاقي الصهاينة من أوربيين وأفارقة وعرب وآسيويين اللذين شردوا وقتلوا ويقتلون شعبا أعزلا يعيش على أرضه منذ آلاف السنين .
ففي آخر أبداعات النظام المصري . شهدت مصر الاثنين اولى جلسات المحاكمة العسكرية للمدون المصري احمد مصطفى بتهم "نشر اخبار كاذبة على المدونة الخاصة به من شأنها زعزعة الإستقرار ما بين الشعب المصرى والقوات المسلحة".
المضحك المبكي هو أن مصطفى ليس شخصا عسكريا ، بل أنه طالب في جامعة كفر الشيخ شمالي مصر، وهو أحد أعضاء مجموعة "6 أبريل"، وهي مجموعة ناشطين سياسيين شباب تعارض النظام الحاكم في مصر.
ولمصطفى مدونة على الانترنت بعنوان "ماذا أصابك يا وطن".
وفي 15 فبراير/شباط 2009، ورد في مدونته مقال بعنوان "فضيحة في الكلية الحربية"، ذكر فيه ان ابن مدرس اجبر على الاستقالة من الكلية ثم اكتشف بعد خروجه منها ان اخراجه كان بغية افساح مكان لابن شخصية ستدفع أموالا كثيرة للكلية.
وقد قبضت المخابرات العسكرية على مصطفى في 25 فبراير/شباط الماضي، وهو في طريقه إلى كلية الهندسة بكفر الشيخ.
وقال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان لهيومن رايتس ووتش، ان ضباط المخابرات العسكرية استجوبوا مصطفى في 17 يناير/كانون الثاني الماضي بشأن مدونته، وطلبوا منه كلمة سر حسابه ثم غيروها لمنعه من الدخول إلى مدونته قبل الإفراج عنه في اليوم نفسه .
ويبدو أن تدوينته تنامت إلى علمهم بعد أن ناقش مصطفى مع مجموعة من أعضاء مجموعة 6 أبريل فكرة عقد مظاهرة أثناء زيارة الرئيس حسني مبارك لكفر الشيخ في يناير/كانون الثاني .
وقال عماد مبارك رئيس مؤسسة حرية الفكر والتعبير المصرية، احدى منظمات المجتمع المدني التي تتولى الدفاع عن المدون، ان الأزمة الحقيقية فى قضية المدون هي أنه شخص مدني يتم عرضه على محكمة عسكرية بعيدا عن القاضي الطبيعي الذي من المفروض ان يمثل امامه.
أما في الحادثة الثانية وفى سابقة ربما تكون الأولى فى تاريخ الجامعات الأمريكية ، قامت جامعة كاليفورنيا فرع إرفين بتوجيه إتهامات جنائية لعدد من طلابها الذين قاموا بمقاطعة خطاب السفير الإسرائيلي أثناء ندوة عقدت بالجامعة وأثارت هذه الحادثة أندهاش المجتمع الجامعي الأمريكي اللذي لم يتصور أن تحول جامعة أمريكية عريقة طلابها الى النيابة بسبب حادث سياسي !.
أي أن الطلاب هنا قد حولوا الى محاكم غير مختصة لتكميم أفواههم وتخويف الآخرين من اللذين قد يحذون حذوهم ، تماما كما في حادثة الطالب المصري أحمد مصطفى .
وقد بدأت الاحداث عندما حاول 11 طالبا من طلاب جامعة كاليفورنيا إفساد محاضرة للسفير الإسرائيلي لأمريكا مايكل أورين كان يلقيها بدعوة من إدارة الجامعة.
والواضح من الفيديو اللذي يصور الحادثة ان الطلبة اتفقوا فيما بينهم أن لا يحتجوا كلهم مرة واحدة ولكن يقوم واحدا منهم كل عشرة دقائق للإحتجاج بصوت عال على سياسة إسرائيل بينما يقوم الباقين بالتصفيق له لإفساد المحاضره وبعد أن يتم طرده يقوم طالب آخر ويكرر نفس المحاولة مما اضطر السفير للخروج من القاعة عدة مرات
وقد أثار هذا الاتفاق حنق إدارة الجامعة التي قررت فى سابقة غير معهوده فى تاريخ جامعات أمريكا توجيه اتهامات جنائيه للطلاب عن طريق المدعي العام بمقاطعة أورانج كونتى بكاليفورنيا مما أثار حفيظة المنظمات العربية والإسلامية فى أمريكا التي تضامنت مع الطلاب فى حقهم الدستوري فى إبداء أراءهم السياسية تطبيقا للبند الأول من الدستور الأمريكي
وكان السفير الإسرائيلي قد قطع حديثه عدة مرات حتى ينهي الطلاب إحتجاجاتهم وفى المرة الأخيره عاد السفير موجها حديثه للطلاب المحتجين الذين يبدوا من ملامحهم أن لهم أصولا شرق أوسطية قائلا "لقد قضيت سنوات عديده من حياتي أعيش وأتعلم فى الشرق الأوسط المعروف عنه كرم الضيافة. وأنا هنا ضيف على جامعتكم كأنني فى بيتكم فأين كرم الضيافة الشرق أوسطي؟ ".
والمعروف أن الإحتجاج أثناء المحاضرات ممارسة عاديه ومتكررة وخصوصا فى المحاضرات والإجتماعات السياسية وبعد أن يقوم الشخص بالتعبير عن رأيه يخرج من القاعة وتستأنف الندوة ولكن الجديد كان الحيلة الذكية المنظمة التي أدت لقطع الندوة مرات عديدة والتي أطارت عقل إدارة جامعة عريقه مثل جامعة كاليفورنيا لدرجة تحويل طلابها للنيابة بتهم جنائية.
الطريف أنه أثناء خروج الطلاب من القاعة وقف السيد داري دالين اليهودي رئيس منظمة تحالف القدس اليهودية الذي كان يحضر الندوة صارخا فى وجه الطلاب "سترسبون جميعا" مع أنه ليس حتى أستاذا فى الجامعة !.
من ناحيتها أطلقت المنظمات العربية الأمريكية حملة تضامن مع الطلاب لإرسال إيميلات لبريد رئيس الجامعة على أن لا يحتوي على أية إساءة لحث رئيس الجامعة شخصيا على التدخل لإسقاط التهم عن الطلاب حفاظا على مستقبلهم وعلى مستقبل حرية التعبير فى جامعة عريقة مثل جامعة كاليفورنيا.
هل أتضح الآن كيف أن التشابه في التصرفات بين الأنظمة العربية والمنظمات الصهيونية العالمية وكيانها اللقيط في فلسطين يبين بوضوح التشابه في اللاشرعية وسرقة الأوطان وأغتصابها من قبل هذه الأنظمة والكيان الصهيوني ؟.
http://www.almadarnews.com/more.asp?mid=4631&cid=0
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/03/100302_blogger_tc2.shtml
التعليقات (0)